كذّابو أفريل , لن يكفّوا عن الكذب

بقلم : محمد يوســف
ناشط ومحلل سياسي
ناشط ومحلل سياسي
لم يخطر ببالي ان يدخل في دائرة اهتمامي ما يعرف بكذبة أفريل , ومعلوم هذه العادة السخيفة امتداد لسياق مسيحي غير مرتبط بالاصول المسيحية . انطلق من الكنيسة الفرنسية في القرن السادس عشر ليمتد الى ارجاء اروبا ويدخل ضمن العادات الطريفة قبل ان تستحوذ عليه الالة الاعلامية التجارية خدمة لاغراض دنيئة ... ارتبطت كذبة أفريل بمزحة اجتماعية ( تتحدّى الملل ) ولكن هل نحن في حاجة للتذرع بمناسبة نادرة وحصرية لاستحضار الكذب مرة كل سنة والحال ان الكذب يغمرنا نتفسه ونزرعه في كل صوب وحدب...
لكل حالة كذبها ولكل فصل كذبه , ولكل موقف ما يليق به من كذب . زمن الاستعمار ساد نوع من الكذب , ولزمن بورقيبة كذبه الذي يليق بالاستقلال , وبيان السابع من نوفبر وابل من الكذب. الكذب كالمطر قطر ثم طل ثم ينهمر.
الذين يروجون الكذب في وسائل الاعلام قطعا لا يتوقفون عن ممارسة حرفتهم والكد من اجل خبزتهم . وفي غرة أفريل يوهموننا – كذبا – أنهم يبحثون عن خبر كاذب يتندرون به في حضرة عيد الكذب وأيامهم كلها أعياد ’ حيلتهم في ذلك ان نعتبر بقية اخبارهم وحديثهم صدقا خالصا ...

التونسية : تدفعنا الى استنتاج أن الثورة كذبة أفريل
في سهرة غرة افريل اختار معز بن غربية الهروب الى الامام ولعله استشار في ذلك خبراء البرنامج المحترفين االمختصين في ترويج الصدق... كان قرارهم في غاية الذكاء والدهاء فلا اروع من ان يمرروا أصدق ما يقال : معز بن غربية في كونه كان من ماكنة الخطاب الاعلامي لبن علي ويقدمونه على انه كذبة أفريل . وهذا يعني ان معز بن غربية ورفاقه في التونسية ركن من اعلام الثورة وخير تجسيد لمكاسبها في حرية . لم يكونوا قط من ازلام النظام السابق. كما ان سامي الفهري شريك الطرابلسية المدلل وكل من هبوا ليلة الثالث من عشر من جانفي لانقاذ بن علي بأبشع كذبة على الشعب التونسي, هم احق الناس بتصدر مشهد الاعلام الثوري وصناعة الرأي العام...
لقد اراد معز بن غربية ومن ورائه التونسية ان يقولوا لنا ببساطة ان الثورة كذبة أفريل ... وبما ان أمثالهم يتسلطنون عبر المنابر السياسية والاعلامية يُلبسون الحق بالباطل ويزرعون الشك والخوف والاحباط فان جزءا هاما من الرأي العام بدأ يستجيب لدعوة الصّدّيقين ويميل الى تصديق ان الثورة كذبة أفريل . كلمة في الصباح وكلمة في العشية ترد المسلمة يهودية ... وبالمناسبة ارى من الضروري التأكيد على اني لست ضد حق كل الاعلاميين بدون استثناء في مواصلة عملهم في مجال الاعلام ولكني ضد ان يعاد توظيفهم ضمن آليات الثورة المضادة و.هنا لا بدّ من التفريق بين الوضعيتين كما اني ضد اعادة رسكلتهم ضمن آلة الدعاية والتمجيد للحاكمين الجدد.
التونسية اعدت مسرحية تامة الشروط الفنية لسحب البساط من تحت اقدام من يتذمرون من تواصل سيطرة نجوم اعلام بن علي على المشهد الاعلامي بحرفية واقتدار لا تخرج عن اطار صناعة اعلامية محترفة لا تقدر عليها الا منظومة تعمل وفق اهداف واستراتيجيات وخبراء وامكانيات ضخمة لحماية مصالح من تهدد الثورة مصالحهم. ونجاعتهم تكمن في التخويف والترهيب من خطر تسلط الدكتاتورية الناشئة واثبات فشل المسار الانتقالي وعدم تحقق الاهداف التي قامت من اجلها الثورة وتزايد البطالة والفقر والتهميش وانعدام الامن وسيطرة الخوف...
حذاري ان تصدقوا ان هؤلاء ثورة مضادة ... انهم بن علي.
Comments
34 de 34 commentaires pour l'article 62857