أمــــــراض تونسيّة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/begger.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

صحيح أنّ ما يناهز الستّة عقود من الزمن في ظلّ دكتاورية متلاحقة و متلاقحة الأفكار و الأهداف طيلة العهدين السّابقين كانت كافية و زيادة لإصابة الكثيرمن التونسيّين بجملة من السّلبيات والإفلاسات و أن تزرع فيهم الكثير من الأمراض و العادات الفاسدة ، و بعد الثورة زادت هذه الأمراض حدّتها و تضاعفت وتيرتها بوجود بيئة إعلاميّة تحريضيّة و غياب فكر تنويري إصلاحي جادّ و كذلك لسيطرة الضبابيّة و الغوغائيّة في المواقف و المعالجات السياسيّة الحكوميّة و سفسطائيّة تشكيلات المعارضة و من سار على نهجها من المناوئين و المشكّكين ،،،

من هذه الأمراض المستعصية و المدمّرة للشعوب التي تتوق إلى التمدّن و التحضّر و النموّ مرض التواكل على الدولة و اتّخاذ هذه الدّولة شمّاعة لكلّ الإخفاقات الخاصّة و العامّة للشعب خصوصا الإقتصاديّة و الإجتماعيّة ،،



فكثير من المواطنين التونسيين سواء العمّال أو العاطلين منهم على حدّ سواء يشتركون في فكرة أنّ الدّولة هي المسؤولة الأولى و الوحيدة على أسباب عيشهم و عيش منظوريهم و هي كذلك المطلوب رقم واحد في كلّ الحالات ، فالعامل خصوصا في القطاع العام يرى أنّ وجوده في عمله و بالأخصّ عند ترسيمه هو حقّ واجب الوجود و مجرّد مجيئه إلى مقرّ عمله فهو اجتهاد كبير منه و أكثر ما يقوم به في نطاق شغله كأنّه ( مزيّة ) يتبرّع بها للدّولة و مواطنيه !! – و لكم أن تقرؤوا هذا في تصرّفات الكثير من موظّفي الإدارات و المصالح العامّة ، فالدّولة بالنّسبة له من يوم أن شغّلته ملزمة بدفع راتب لا يرتبط أبداحسب مفهوميّته بمدى إنتاجه و إنتاجيّته و لا حتّى بفاعليّة حضوره أصلا ..

أمّا العاطلون منهم أو المعطّلون كما يحلو لهم تسميتهم فإنّ الأمر استفحل عندهم و زاد عن حدّه بعد الثورة التي وظّفوها غلطا لمصالحهم كما كثير آخرون و ركب أكثرهم على مدلولاتها و أهدافها و مستحقّاتها ، هؤلاء العاطلين و خصوصا مَن تمتّع منهم بمنحة – تساعد و تمنهج على تكريس الكسل و التواكل – هؤلاء منهم مَن اعتبر أن الشغل أكثر من أنّه استحقاقا فعلى الدولة أن تبحث عنه و أن تقدّمه له في طبق من ذهب و هو نائم في داره أو – يعاقر – المقاهي و عليها أيضا أن تراعي شعوره و إمكاناته و أسباب راحته و كذلك من المستحسن أن يكون الشغل مجاورا لسكنه و لمَ لا أن يكون مترسّما قبل الشروع و براتب يرضيه ..!

نعم يحدث هذا في دولة كانت تعاني لعقود من الزمن تخريبا ممنهجا أورثها وضعا إقتصاديّا متردّيا يستدعي ترميمه سنوات من الحكمة السياسية و الإقتصاديّة ويتطلّب تظافر الجهود من الدولة و الشعب و مضاعفة الإنتاج ،، لا اعتبارها غنيمة يتلهف عليها كلُّ من موقعه و بأقصى ما لديه ، من المفروض أن تكون الأولويّة القصوى للبناء و الإصلاح و الإقتداء بتجارب دول كانت نموذجا في النّهضة الفكريّة و الإقتصاديّة و ما تجربة أندونيسيا أو ماليزيا إلاّ حافزا و مشجّعا نمطيّا بارزا ..





Comments


5 de 5 commentaires pour l'article 62745

Adjadj  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 06:23 | Par           
مقال ممتاز تتجلى فيه حقيقة أغلبية الموظفين المتواكلين. شكرًا سيدي

Adjadj  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 06:22 | Par           
مقال ممتاز تتجلى فيه حقيقة أغلبية الموظفين المتواكلين. شكرًا سيدي

Sale_ugtt  (Tunisia)  |Lundi 1 Avril 2013 à 06:16           
والله سبب البلية هو الإتحاد حيث أنه منذ الأيام الأولى لهروب صديقهم بن علي سعى الإتحاد إلى أحتواء الثورة و ذلك بتشجيع المطلبية
و سندخل قريبا في دكتاتورية الإتحاد حيث أصبح من لا يضرب عن العمل يسجل إسمه تماما كما في عهد التجمع
و قريبا سنشؤون صندوق 1414 للضعاف الحال كما فعل بن علي

Elahrardjerba  (France)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 22:29           
هربنا من المطر طحنا تحت المزاب ،هربنا من دكتاتورية دخلنا في دكتاتورية جديدة.عوض نفكرو كيفاش نرجعو البلا د اقوي من قبل ،اصبحنا اقوياء فى نشر الكراهية و الحقد ما بين افراد الشعب ،هذاكافر وهذا لا ،هذا تابعنا وهذا ضدنا،و البلاد هزها الواد ؟؟؟؟؟

Mandhouj  (France)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 21:07 | Par           
Oui, il s'agit bien d'un fluo dévastateur à l'économie et surtout à l'humain. Comme vous le dites il faut bien la conjugaison de plusieurs efforts collectifs. Voilà ben Ali harab, Mandhouj tarek.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female