صحافة الهمّ و جرائد الغمّ

<img src=http://www.babnet.net/images/8/sahafathammm.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

إنّ المتابع لمسار الصّحف الورقيّة في ما بعد الثورة ليجد أنّ أكثرها دخل في دوّامة سباق مجنون لصياغة مانشتات و مقالات و عناوين أقلّ ما يقال عنها أنّها مدعاة للإحباط و جالبة لليأس و محيّرة للسّكري و الأعصاب و الضغط ، فضلا عن أنّ جوهر أخبارها يمتاز بالمبالغة فيهوّل الأصل أو يتّخذ منطق التحريض.

و كمثالٍ على هذا ما طالعتنا به مؤخّرا إحدى الأسبوعيّات ، هذه الصّحيفة و على صفحتها الأولى صبّت كل أنواع الهموم و –الدُّمّار- و جعلت في عناوينها الرئيسيّة كلّ مفردات اليأس و القنوط و ( تطييح الماء في الرّكايب) من أوّل عنوان إلى آخر عنوان و في كلّ مجالات الحياة ، حتّى أخبار الكوورة لم تسلم من هذا اللّون السوداويالمقيت ،، بدأت بالإعدام و الإتهام بالعقد الجنسيّة فموجة من الإغتصابات وانتحار شابّ ثمّ صراع مرير قبل الدّربي و لماذا يريد الكوارجي فلان تحطيم فلتان و من يسقط التعصّب الجهوي و ختاما عنوانا آخر يخصّ خبر فريقين رياضيين كلاهماحزين / إعدام ، إتهام ، موجة إغتصابات ، إنتحار، صراع مرير، يسقط و حزين ،، و لا عنوان واحد يحمل بصيص أملٍ !!



مثل هذه العناوين تملأ كثيرا من الصفحات الأولى لجرائدنا التي غالبا ما تزرع في قارئها الإحباط و تركّب فيه الأمراض المستعصية بل تحصد فيه كلّ أمل له في الخلاص خصوصا إذا أضاف إليها تخميرات المنابرالتلفزيّة الحواريّة .
هذا يدفعنا للقول: ألايكفي هذا المواطن التونسي الغلبان ما يعانيه من ضنك العيش و مكابدة مرافقه الضروريّة و تخصيص نصف مخّه للحسابات في الزيادة و الطرح و- القلبان - حتّى طغى تفكيره هذا على كثير من جوانب حياته الخاصّة فأهمل نفسه و عياله و لم يعد عنده متّسعا من البال لهم ، ألا يكفيه أنّ كلّ القنوات المحلّية لا تبرمج له إلاّ حوارات سياسيّة بيزنطيّة مقرفة يؤثّثها أشخاص لا همّ لهم إلأ صبّ الزيت و إشعال الفتيل ؟؟ ألا يكفيه كلّ هذا حتّى (( يتصبّح )) كلّ يوم على مثل هكذا عناوين من شأنها أن تحرّك فيه يوميا نفس الشعور القاتم ؟




Comments


15 de 15 commentaires pour l'article 62637

Passager57  (Tunisia)  |Dimanche 31 Mars 2013 à 03:20           
العنوان لوحده يغني عن كل تعليق

Nahinaho  (Tunisia)  |Samedi 30 Mars 2013 à 10:25           
@ abou-mazen
إني مثلك أشكر وأرحب بالسيد منجي بكير فهو يرفع عنا غمة من الغمم التي ما انفك ينشرها واحد أخرق معروف بمعاداته الفصوى لحد الإبتذال لكل ما هو من الإسلام والغريب أنه يظن بابتذاله ذاك يعجب القراء هناك
مسكين وبرٌا ...

Abou_Mazen  (Tunisia)  |Samedi 30 Mars 2013 à 10:00           
مرحبا بك يا سي المنجي على الباب نات ، لم يعد لنا ما نكتب مع ذلك الأخرق على موقع صحفيو صفاقس
أعانكم الله

Nahinaho  (Tunisia)  |Samedi 30 Mars 2013 à 07:47           
... من يزرع الغم يجني الهم على راصو
... هو حتى في المجتمع من يحدث أصحابه سيما لما يزورهم في مقرات عمله عن همومه وعن غمٌه فإنهم يتضايقون منه في داخليتهم ويتشاءمون من أن يعدي عليهم القينية التي يعاني منها لذا لما يغادرهم يتنفسون الصعداء ... من ثقل ظله ونشر همومه ... ويكرهونه ولا يرحبون به مستقبلا ... لذا هؤلاء حمقى وأغلبهم قراؤهم من المقينة عندهم ومن الذين يرفضون الشغل لذا فتلك الأخبار المبالغ فيها تشعرهم براحة الحسود الذي لا يسود طبعا ... لذا لولا ذاك الصنف من القراء الفاشلين
لأفلست تلكم الصحف الصفراء كوجوه أصحابها منذ مدة طويلة ...
... هذا رأي خاص والله أعلم

TITI2  (Tunisia)  |Samedi 30 Mars 2013 à 07:11           
@ slim76
pourquoi veux-tu qu'on soigne le mal (s'il y a lieu) par le mal ? au contraire, la presse devrait être optimiste pour essayer de rendre les lecteurs optimistes !

TITI2  (Tunisia)  |Samedi 30 Mars 2013 à 07:01           
إلى الإندثار وبئس المصير ... هاكذا صحّافة سائرة في هذا الطريق لا محالة وذلك بعد شحّة التمويلات و الحوافز المعلنة و المخفيٌة من جهة و تراجع كارثي في موارد الإشهار و عدد القرّاء لكثرة الضحك على ذقونهم من جهة أخرى. و يصدق مثل أجدادنا الذي يقول : "ما يبقى في الواد كان حجرو"...

Wildelbled  (United States)  |Samedi 30 Mars 2013 à 04:34           
أين محمد قلبي ونجيب الخويلدي؟ كنا نشتري أونستلف جريدة الشعب لنقرأْ الحربوشه ونبحث في جردة البيان عن أي تحليل لنجيب الخويلدي وقرأنالآخرين عده، فتحي الحمروي ومحسن الزغلامي وكانت أقلام شابه لكنها واعيه وممتعه ومقنعه والآن حدث ولاحرج،بلغةأخريْ المستوى طايح برشهً

Slim76  (Tunisia)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 23:17           
كما قلت "ألايكفي هذا المواطن التونسي الغلبان ما يعانيه من ضنك العيش و مكابدة مرافقه الضروريّة و تخصيص نصف مخّه للحسابات في الزيادة و الطرح و- القلبان - حتّى طغى تفكيره هذا على كثير من جوانب حياته الخاصّة فأهمل نفسه و عياله و لم يعد عنده متّسعا من البال لهم"

الصحافة مرأة المجتمع فكيف تريدها أن تتحدث عن الانجازات و المواطن السعيد و المعيشة زهيدة و اختفاء البطالة فانت من ناحية تتحدث عن صعوبة الحياة و من ناحية تلوم عن المقالات السوداء ربما هنالك بعض المغالات من البعض و لكن في المجمل هذا هو الواقع..وخلاف ذلك فهو حنين الى المقالات البنفسجية ربما

Adamistiyor  (Tunisia)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 22:52           
هي حرب قديمة شنت بين الحق والباطل
بث الاحباط والخوف والمغالطات المحبكة
حتى يخرج سذج القوم يتطيرون بهذه الحكومة
ويدعون لاسقاطها او تهديدها باحراق البلاد والعباد
نقول الى السذج واعلامهم ان طائركم معكم
وستعاقبون من شعب قاموا بثورة ووهنتم ان تقوموا بها

Ahmed01  (France)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 22:50           
في ظلّ التجاذب في تونس بين السيء والأسوإ منه ، بين إعلام هزيل ـ وربما كان حقا ذلك ـ وأهزل منه أن يُسبح بحمد الحكومة ـ وربّما هذا ما تريدون يا صاحب المقال ، بين هذا وذاك ، في حالة المثل "كيف سيدي كي جوادو ربّما أجدر بأمثالنا المخدوعين أن نضرع إلى الله بدعاء المصطفي : اللهم إني أعوذ من الغم والحزن...إلخ حتى يذهب عنّا ما نحن فيه

Wadi1  (Canada)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 21:57           
L'auteur de l'article est atteint de paranoia!
il semble très dépressif, le pauvre!

vous avez essayé de controler les médias sans succès.
الي مايلحق العنب يقول بقلو ياقارص

MOUSALIM  (Tunisia)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 20:54           
الخالق سبحانه وتعالى خص ابليس بالأجهزة الاعلامية قبل بداية التنافس على سطح كوكبنا وبرهن ابليس عن حرفية اعلامية مؤثرة لا على الطبقة الغير متعلمة بل على قمة الهرم المعرفي آدم العالم بكل الأسماء ليقع في فخ الاعلام المضلل والأخبار الزائفة والمزيفة رغم تحذيرات الله لعدم الانصات لرسائل الاعلام السلبية الصادرة من الخارج ومن داخل جهازنا الفكري الاعلامي الموسوس .فحربنا على الكوكب هي حرب مع الاعلام حرب الرسائل السلبية والايجابية ومن يقع في فخ الكاميرا
الخفية لابليس فان مستقبله -أسود - ومن أفلت من مخاطره فمستقبله -أبيض والانسان مخير بينهما وله آخر قرار ....

Ammar  (Tunisia)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 16:08           
Je ne peux plus lire aucun journal tunisien, regarder aucune tv tunisienne, écouter aucune radio... on se croirait revenus au bon vieux temps de ben ali et sa dictature et l'opinion unique!!!! elli kanou ylahssou el ben ali wallaou ysabbou fi troïka!

Charlie  (France)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 15:51           
C'est la guerre froide
en tunisie les journeaux de honte
chaque journal essai de vendre son torche cul
je pense que l'etat peut gagner enormemenet d'argents
sur chaque article monsongere,revolutionnaire.manipulateur ou aucun sens de la verite .
il verbalise sans jugement dix milles dinars.
comme le code de la route
et la ca donne l'idee aux jounaliste de reflichir avant de publier

Nadim  (Tunisia)  |Vendredi 29 Mars 2013 à 15:31 | Par           
و ماذا تنتظر من هذه الكلاب فهي تعمل مع من يدفع كانت مع بن علي خوفا و طمعا أما الآن فهي لا تخاف الحكومة و تطمع في مال أعدائها


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female