فروض صاحبة الجلالة

<img src=http://www.babnet.net/images/8/lotfimessaoudiiii.jpg width=100 align=left border=0>










فروض صاحبة الجلالة

لطفي المسعودي : صحفي

السلطة الرابعة صاحبة حجة بقدر ما هي صاحبة موقف بل الحجة قبل الموقف بالضرورة لأن المواقف تأتي و تمضي و لا يدخل منها التاريخ إلا ما كان مبنيا على حجة قوية و مصوباً تصويباً دقيقا يحصنه ضد التأويل و إساءة الفهم و تلاعب المتلاعبين من هواة ركوب المواقف الشريفة لتحقيق الغايات الدنيئة ، و يجعلها تضمن لأهدافها أكبر قدر من فرص النجاح وينأى بها كل النأي عن
التوظيف في خدمة الطامحين في إعتلاء صهوة سلطة غيرها حذر أن يعود بها الأمر إلى مربع البدايات حين كانت مؤسساتها ، من صحفٍ و اذاعات و تلفزيونات ، مجرد أبواق يصرخ من خلالها الراعي في أذان الرعية. هنا استذكر شعار زملائنا في دار الصباح [لا يمين ولا يسار الصحافة للأحرار] الذي أراه ينزف بالوعي بحقيقة ما يجب أن تكون عليه هذه المهنة ، نزيف قلوبنا المتعطشة إلى أن نكون ، ما نستحق أن نكون عليه ، كشعب قبل صفتنا كصحفيين. فمن منا يرضى للحقيقة التي يحملها ويريد أن يوصلها للناس أن تكون لها هوية يمينية ضعيفة الحجة لدى اليساريين بل كاذبة على صدقها و إشاعة مغرضة في نظرهم رغم قوة أدلتها ، أو هوية يسارية مرفوضة من اليمينيين مكذبة ومصورة على أنها الحق الذي يراد به الباطل؟ و أي سلطة هذه التي نريد أن نتوج بها مهنتنا حين تكون شرعية في نظر قسمٍ من الشعب و فاقدة للشرعية في نظر البقية ؟ السلطة الرابعة أيها السادة لها فروضها و أطرها و لها ناسها و فنونها أيضاً فهي لا تقبل في بلاطها المؤدلج والمتحزب لانها تقوم بذاتها وتفقد صولجانها حين تتكؤ على غيرها! وأفشل الصحفيين في إعتلاء عرشها هم من لا يستطيعون التخلص من إنتماءاتهم أو ميولاتهم الحزبية اثناء تأديتهم لواجباتهم المهنية الصحفية فتراهم حين يميلون للأيديولوجيا أَو للهوى الحزبي أَو لانتهاز فرصةٍ وجني مصلحة ظرفية يسقطون تاج سلطتهم ويستسلمون لسلطة الجهة التي مالوا لها!!! أما الصحفي المتوج بتاج صاحبة الجلالة تراه يتحرك في خط مستقيم ثابت ، يسجل على هذا وذاك مواقفه وأفعاله وأقواله ، وينقلها نقل الشاهد إلى المتلقي دون أن يؤوّلها عليه أو يستثمرها لفائدته ، أو أن يقف بها منه موقف الضدّ أو يرتمي عبرها في أحضانه. و كلما عز على المغريات والهوى استمالته كلما ازدادت مصداقيته و اكتملت بازديادها سلطته وتعززت بها بين بقية السلطات سلطة صاحبة الجلالة. وعندها فقط يصبح الصحفي محل خشية صاحب التنفيذية و التشريعية و القضائية من حيث يكون عين الشاهد الصدوق لهذا الشعب عليهم جميعا . فما الحاجة لشبهة الإنتماء الإيديولوجي والحزبي طالما أن الصحافة سلطة أصيلة تستمد شرعيتها من الشعب مباشرة؟ و لماذا يتمسَّك بعض الزملاء بقبعاتِ الإيديولوجيا والأحزاب في الوقت الذي يفترض فيه أن لا مكان على رأس الصحفي إلا لتاج صاحبة الجلالة ، السلطة الرابعة؟






   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


2 de 2 commentaires pour l'article 62108

NOURMAHMOUD  (Tunisia)  |Mardi 19 Mars 2013 à 21:41           
كلامك مثالي.و لكن الواقع يثبت أن المال و المصالح لها سحرها.

Lina  (Tunisia)  |Mardi 19 Mars 2013 à 17:50           
مرة أخرى أقترح على رئاسة الحكومة ورئاسة المجلس التأسيس ورئاسة الجمهورية (الترويكا بالفلاقي) تكوين فرقة خاصة مهمتها الوحيدة جمع جميــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع الأكاذيب التي روجتها ولاتزال تروجها المعارضة والصحافة الصفراء وذلك بالوثائق والصور والبراهين وكشف الإفلاس والإنهيار والتدني الأخلاقي لكل هؤلاء المصطادين في الماء العكر وخاصة منهم الصحفيين الذين يستعمرون أهم
وسائل الإعلام من أمثال
سفيان بن فرحات وسفيان بن حميدة وهيثم المكي ونوفل الورتاني ومعز بن غربية وجمال العرفاوي
لقد حان الوقت لوضع حد لهؤلاء الأشباه والأشباح
حان الوقت لتطهير البلاد من هؤلاء العباد الذين احترفوا واحترقوا الكذب وإشعال النار وبث الفتن و البلبلة مصدقين أنهم صحفيين شرفاء والشرف براء منهم براءة الذئب من دم يوسف
يصيبني الغثيان كلما استمعت إلى ثنائي التهريج السفيانين بن حميدة الذي طلق زوجته لأنها لبست الحجاب وبن فرحات رئيس تحرير جريدة لابراس عنوان التطبيل للنظام البائد وبن فرحات هذا طُرد من قناة نسمة ذات يوم وهاهو يعود إلى منصة التحليل بل التخريب
إن برنامجا واحدا يتضمن جميع أكاذيب هؤلاء ومسرحياتهم الهزلية وتآمرهم على استقرار البلاد كفيل بإدخالهم إلى التاريخ من أصغر الأبواب يكفي أن يتم جمع جميع تصريحاتهم وتحاليلهم الصبيانية وعرضها موثقة على الجمهور مع مقارنة بسيطة بالحقائق وسوف تنتهي المهزلة وتهدأ اعصابنا شيئا ما وتتراجع نسبة الإنتحار
إذا كان هؤلاء الاشباه يتحصنون بصاحبة الجلالة (الصحافة) ليسمحوا لأنفسهم بالتقيئ على وجوهنا كل يوم فإنهم واهمون ويجب أن يقول القانون فيهم قولته مهما كانت الحصانة التي يتسترون وراءها


babnet
*.*.*
All Radio in One