محمد خليل قموار

أطلّ علينا باعث القناة العربي نصرة في برنامج ''الصراحة راحة'' على قناة حنبعل الذي ينشطه سمير الوافي و ذلك بمناسبة ذكرى تأسيسها . كعادته حاول منشط البرنامج أن يبدو مشاكسا لضيفة محاولا إحراجه ببعض الأسئلة كما يفعل مع أغلب ضيوفه تماشيا مع طبيعة البرنامج . تحدث السيد العربي نصرة ليبدو و كأنّه تعرّض لمضايقات في العهد السابق بسبب قناته و خطها التحريري , وهو أمر عجيب , فقناته لم تستضف رموز المعارضة قبل الثورة و لم تبث أخبار أحزاب المعارضة و قياداتها . و كيف يدّعي البطولة من كان قريبا من النظام , وهو ليس استثناء فالكثير ممّن يدّعوا الثورية اليوم كانوا ضمن جوقة الإعلام القديم ؟ لقد ظهر الرجل بمظهر المتحدّي العنيد لرموز النظام السابق حتّى كدنا نتصوّر أنفسنا أننا نستمع إلى أحد ضحايا الإستبداد . لقد كان بن علي قاسيا و بلا رحمة مع من يشتمّ منه رائحة المعارضة و الجميع يعلم كيف ضيّق الخناق على كل الناشطين في الأحزاب السياسية و المجتمع المدني . و من ينسى ما حصل للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان التي حرمت من إجراء مؤتمرها لأكثر من عقد و نصف؟ لقد كان بن علي لا يعطي رخص إنشاء وسائل الإعلام الخاصّة و خاصة القنوات التلفزية إلا لأصهاره و لمن يقدم فروض الطاعة و الولاء فقد كان الإعلام الحرّ عدوّه الأوّل و حارب حتى بعض القنوات الأجنبية و أنفق أموال ضخمة للكثير من القنوات الأجنبية لتلميع صورة نظامه فالمستبد يخاف من الكلمة الحرّة, و من ينسى أن قناة حنبعل قدّمت حصة كاملة لمهاجمة قناة الجزيرة بعد أن شنّت القناة القطرية حملة على نظام المخلوع قبل سنوات. بالنسبة لسمير الوافي فقد حاول إحراج ضيفه بطرح أغلب الأسئلة التي يطرحا الشارع التونسي كما فعل مع كل ضيوفه لكنّه قام بخطإ فادح لما سأل السيد العربي نصرة عن إقصائه لمنشطة كانت تعمل في القناة بعد تهديده من ليلى الطرابلسي ووصفها بأنّها عشيقته حسب ما يشاع , إنّ الصحفي المحترف لا يأتي مثل هذا الخطأ الجسيم فكلمة عشيقة لا تقال عن زميلة اشتغلت معها و فيها تشويه لشرفها فلماذا لم يذكر أنّ الأمر مجرّد إشاعة خبيثة فالإعلامي لا يتعامل مع الشائعات التي تمسّ الشرف فنحن نعيش في بيئة محافظة . إن عشيقات الرؤساء و الملوك لا يطردن من العمل بل ينشئون لهنّ إذاعات و قنوات تلفزية و مجلاّت باسمهن و لا تقع إحالتهنّ على البطالة, و السؤال المطروح : لماذا لم يعد تلك المنشطة بعد الثورة بعد زوال الأسباب المانعة ؟ و ما أهمية هذه المعلومة و لماذا ظهرت مسقطة في البرنامج فمن المعلوم أنّ الكثير من الشائعات قد ظهرت حول المخلوع و أثبتت الأيام أنها كانت كاذبة مثل حكاية ابنه من مذيعة سابقة أو ارتباطه بممثلة معروفة.. . . لقد ظننّا السيد العربي نصرة في ثوب المناضل حمّة الهمامي أو تشي قيفارا في تحدّيه للنظام السابق رغم أن له علاقة مصاهرة مع العائلة الحاكمة السابقة والتي لم يشر إليها منشط البرنامج .