ما لم يقله السيد حمّادي الجبالي

<img src=http://www.babnet.net/images/8/jebaliiile8.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم

انفضّ الإجتماع الثاني بين رئيس الحكومة و الأحزاب السياسية , أسقطت حركة النهضة و حليفها الرئيسي المؤتمر من أجل الجمهورية حكومة التكنوقراط التي قرّر رئيس الحكومة تشكيلها بعد الأزمة السياسية الحادة التي عصفت بالبلاد و اغتيال الشهيد شكري بلعيد . الحوار الوطني أفضى إلى وفاق جديد لم يصرّح به رئيس الحكومة و لعلّ تأكيده على تطوّر ملحوظ على طاولة الحوار و حصول اختراق جديد بعد الجلسة الأولى بداية لطبخة سياسية جديدة , المعارضة لن تقبل بأقلّ من تحييد وزارات السيادة بعد سقوط تحييد كل الحكومة عن الأحزاب السياسية , التكتل من أجل العمل و الحريات تراجع عن موقفه حول حكومة الكفاءات و اقترب من موقف النهضة أما المؤتمر فقد خرج عمليا من الترويكا بعد الإنقسامات الحادة التي عصفت به و انشطاره إلى أربع كيانات صغيرة . طبعا الأحزاب التي تكون في السلطة تشهد صراعات داخلية ليست خافية على أحد وهي من الأمور البديهية في كل الديمقراطيات حيث تكون مطالبة دائما باتخاذ قرارات حاسمة و مصيرية أما المعارضة فلا تشهد مثل هذه الإنقسامات لأنّها تعمل على رصد زلاّت الحكومة و أخطائها وهي في موقف ردّ الفعل لا الفعل . استثمرت النهضة مسيرة السبت الماضي لتأكيد حجمها الشعبي و استعادة ثقة أنصارها و توجيه رسائل متنوّعة إلى معارضيها ثم إلى حمادي الجبالي و أخيرا إلى عبد الفتاح مورو بعد حواره الأخير مع المجلة الفرنسية ماريان , لقد قال الغنّوشي أنّ من يكون خارج قرار مؤسسات الحركة فليس له حجم سياسي . من الصعب أن تفرّط النهضة في كلّ وزارات السيادة في أي وفاق سياسي جديد كما لن تقبل المعارضة الدخول في الحكومة الجديدة دون حضور فعلي أو حتّى لدعمها إلا بشروط محددة , البعض يتحدّث عن ائتلاف سياسي جديد يشمل دخول أطراف جديدة إلى السلطة مثل التحالف الديمقراطي الذي لا يمانع في الأمر إذا ما اتّضح برنامج المرحلة الإنتقالية كما صرّح بذلك منسّقه العام السيد محمد الحامدي , كما فتحت النهضة قنوات الحوار من جديد مع الحزب الجمهوري – وهو حليفها الرئيسي في سنوات الجمر – منذ السبت الفارط لما يمثّله السيد أحمد نجيب الشابي من وزن سياسي و انحيازه للمصلحة الوطنية في الفترات الصعبة , ما تريده المعارضة أساسا هو طبيعة برنامج المرحلة القادمة ووضع خارطة طريق للمرحلة الإنتقالية وقد تدعم أي حكومة دون أن تشارك فيها فالأولى هو إزالة حالة الغموض السائدة اليوم .





تصريح السيد حمادي الجبالي فيه تأكيد على موت مبادرته المتمثّلة في حكومة الكفاءات بعد الرفض القطعي لحركة النهضة التي عليها أن تتحمّل المسؤولية في ذلك باعتبار حصول تلك المبادرة على تأييد واسع , كما فيه ميلاد توافق وطني جديد بعد شعور أغلب الفاعلين السياسيين بدقّة المرحلة و خطورتها , و الأخبار التي تسرّبت تؤكّد استعداد النهضة للتنازل عن وزارتي الخارجية و العدل مع تمسّكها بوزارة الداخلية , أمّا عدم إعلان السيد الجبالي عن استقالته للمرّة الثانية بعد اجتماع الجمعة الفارطة فهو دليل على حصول تطوّر إيجابي مع تمسّك أغلب الفرقاء السياسيين بوجوده على رأس الحكومة فقد ظهر كرجل دولة وانحاز للمصلحة الوطنية بل و خلق سجالا كبيرا داخل حزبه , و ذلك هو الفرق بين من يمسك ملفات الدولة و بين الجالس على الربوة , بين المطالب بتحقيق استحقاقات الثورة و بين من يرصد و يتابع و يراقب عن بعد . كل الطبقة السياسية لا تمتلك التجربة في الحكم و ذلك طبيعي بعد نظام دكتاتوري ساد لعقدين , و أدرك الجميع –حكما و معارضة- الفرق بين الشعارات و إمكانيات الدولة . الحكومة القادمة جاهزة و ستكون مزيجا من السياسيين و التكنوقراط لكنها ستعمل وفق برنامج واضح لإدارة الفترة الإنتقالية و قد تكون الحكومة القادمة رباعية أو حتى خماسية , أما المؤتمر من أجل الجمهورية فقد خرج من الحكومة القادمة و بدا أكبر خاسر من الأزمة الراهنة . نرجو أن يكون الجميع قد استوعب الدرس جيّدا فمن يريد إطالة أمد الأزمة يفكّر في مصالحه الحزبية الضيّقة و حتّى الشخصية و لا يفكّر في المصلحة الوطنية.
كاتب و محلل سياسي




Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 60695

Mohibtounis  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 16:38           
كل ما يحدث في الساحة السياسية اليوم من تجاذبات و قرارات و الغاء القرارات و تهديد بالاستقالات و خروج و رجوع من الاحزاب و الحركات المختلفة يذكرني في ذاك المواطن البسيط الجالس عند الحلاق و من حوله النقاش حول الحرب العالمية و يتلقى ضربة قوية على راسه سددها له الحلاق قائلا:" هنا ضرب الروس اليابن الضربة القاضية" فصاح من شدة الالم:" لعن الله الساسة و السياسيين و الروس و اليابانيين"
نص بكتاب القراءة سنة 4 ابتدائي "الحلاق الثرثار""
و انا أقول لساسة البلاد بمختلف ألأطياف " اتقوا الله في البلاد حتى لا نقول كما قال زبون الحلاق" ل......... وو ..............

Charif  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 15:56           
إذا دخلت البلاد في أزمة سياسية في الايام القادمة فإن النهضة تتحمل المسؤولية كاملة . و إذا كانت تريد حكومة ائتلاف سياسي فلماذا لم تشكّلها , هل تريد خلفاء أم مجرّد ديكور ؟

Kairouan  (Qatar)  |Mardi 19 Février 2013 à 14:59           
هذا المقال منحاز تماما للمعارضة ويهدف إلى تمرير فكرة أن مشروع التكنوقراط قد حظي بإجماع وطني باستثناء أقلية ساهمت في إفشال هذا المشروع حسب رأي السيد بولبابة !!! وكيف تكون أقلية تلك التي عارضت مشروع حكومة التكنوقراط وهي ممثلة في حزب النهضة ب89 صوت وحزب المؤتمر ب حوالي 15 صوت وحزب وفاء ب10 اصوات وأكثر من 11 عضو مستقل من المجلس التأسيسي أي قرابة 125 صوت من إجمالي 217 صوت فهل هذا العدد من نواب الشعب في المجلس التأسيسي يمثل أقلية يا سي بولبابة ؟ أم
أن الأغلبية حسب رأيك تحسب بالحضور الإعلامي في قنوات إعلام العار والفتنة وفي رفع الأصوات وكثرة الصراخ مثل الديكة ؟ أرجو يا سيد بولبابة أن تحترم ذكاء القراء عند كتاباتك الصحفية وأن تكون أكثر موضوعية وحيادية وألا تحاول تمرير أفكار ومواقف سياسية منحازة لطرف ضد طرف آخر

Charif  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 14:20           
نرجو أن ينسى الجميع مصالحهم الذاتية و ينظروا مصلحة تونس. إذا قدّم الجبالي استقالته فإن النهضة قد فوّتت فرصة توحيد التونسيين.

Chokko  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 14:02           

برز الثعلب يوما ٠٠ في ثياب الواعظين

يمشى في الأرض يهدى ٠٠ ويسبّ الماكرين

و يقول الحمد لله ٠٠ إله العالمين

يا عباد الله توبوا ٠٠ فهو كهف التائبين

وازهدوا فإن العيش ٠٠ عيش الزاهدين

و اطلبوا الديك يؤذن ٠٠ لصلاة الصبح فينا

فأتى الديك رسولا ٠٠ من إمام الناسكين

عرض الأمر عليه ٠٠ وهو يرجوا أن يلينا

فأجاب الديك عذرا ٠٠ يا أضل المهتدين

بلغ الثعلب عني ٠٠ عن جدودي الصالحين

عن ذوى التيجان ٠٠ ممن دخلوا البطن اللعين

أنهم قالوا ٠٠ وخير القول قول العارفين

مخطئ من ظن يوما ٠٠ أن للثعلب دينا

Roooooooommmmmmmhhhh  (France)  |Mardi 19 Février 2013 à 13:53 | Par           
Tabkha Sahliya

Hammadi Ejjbeli, retrouve ses origines

SOS12  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 12:35           
Alliance

vous visez nahdha / ettakatol / joumhouri / front / al masar par f.moussa , majoré de qq technocrates .

où est la position de n.chabi ras el harba ?

Malek07  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 11:17           
المؤتمرحزب كله رؤوس وقواعده مهمشة لا تشارك في إتخاذ القرار لدلك تفتته الأزمات

Hahahahahaha53  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 10:13           
Excellente analyse

Free_Mind  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 10:02           
أما المعارضة فلا تشهد مثل هذه الإنقسامات لأنّها تعمل على رصد زلاّت الحكومة و أخطائها وهي في موقف ردّ الفعل لا الفعل
looooooooooooooool
t pas normal walah!
tu ose dire que t analyste?!!
al jomhouri s'est divisé, al arida s'est divisée...
resumé: enahda a raté l'occasion d'unir les tunisiens a nouveau juste pour s'accrocher aux chaises pendant 6mois.
sachant qu'elle aurait gardé la main sur tout le gouvernement car il y aura une seule personne qui le dirige et c jbali

Charif  (Tunisia)  |Mardi 19 Février 2013 à 09:40           
تحليل منطقي و معقول و نرجو أن يفكر الجميع في مصلحة تونس

Langdevip  (France)  |Mardi 19 Février 2013 à 09:36           
بولبابه يا معلم


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female