المعارضة الديمقراطية تدعم مبادرة الجبالي

<img src=http://www.babnet.net/images/8/issambettaieb.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ بولبابة سالم



إنقاذ الوطن أولى من إنقاذ الترويكا هكذا قال السيد حمادي الجبالي لإحدى القنوات التلفزية الأجنبية , لقد انحاز الرجل للمصلحة الوطنية و ابتعد عن الحسابات الحزبية الضيقة و استجاب للحظة التاريخية . تونس لا تتحمّل مزيدا من التوتّرات السياسية و لا نظن أنّه اتّخذ قرارا انفعاليا فقد سبق ذلك مشاورات ماراطونية مع أغلب مكوّنات الطيف السياسي ووجد عنتا كبيرا و شروطا قاسية , و لا شكّ أن جريمة اغتيال الشهيد شكري بلعيد سرّعت بقراره فقد كانت صدمة كبيرة فهذا السلوك الإرهابي غريب على بلادنا مهما بلغت الخلافات السياسية و الإيديولوجية .




تحمّلت المعارضة الديمقراطية مسؤولياتها الوطنية في لحظة تاريخية دقيقة تعيشها البلاد و بدت مواقفها من مبادرة رئيس الحكومة متوافقة مع خطابها السابق فقد أعلن الحزب الجمهوري ممثّلا في ناطقه الرسمي السيد عصام الشابي و المسار الديمقراطي الإجتماعي في شخص السيد سمير بالطيب تأييدهما للسيد حمادي الجبالي في مسعاه لإنقاذ البلاد من أزمتها السياسية . هذه المواقف جعلت المزاج الشعبي ينظر لبعض أطياف المعارضة كسياسيين يقدّرون الوضع السياسي العام بالبلاد و خطورته وهو ما ينفي عنهم صفة العدمية التي طالما وُصفوا بها من الممسكين بالسلطة . إضافة إلى ذلك كان موقفا المسار و الجمهوري واضحا في خصوص الدعوات لحلّ المجلس الوطني التأسيسي حيث أكّدا تمسّكهما بالمؤسسات الشرعية و رفضهما لمثل هذه التصريحات . ما ينبغي أن يفهمه الجميع أن التوافق بين أطياف المعارضة لا يعني التطابق في كل شيء , فقد يكون التوافق حول القضايا السياسية الكبرى و العمل الميداني لكن لكل حزب خصوصياته و منطلقاته و برامجه و أهدافه, و للأمانة فقد نادت هذه الأحزاب منذ أشهر بحكومة كفاءات بحكم طبيعة المرحلة الإنتقالية و أهمية التحديات في انتظار الإنتخابات القادمة . قيمة مواقف الجمهوري و المسار نابعة من حضور الكتلة الديمقراطية المؤثّر في المجالس الوطني التأسيسي إضافة إلى وجود أصوات من داخل حركة النهضة تدعم مبادرة الجبالي و نرجو أن يتطوّر موقف الحركة في الأيام القادمة لينسجم مع أمينها العام . لقد كان البعض ينادي بتحييد وزارات السيادة فإذا بالسيد حمادي الجبالي يقرر تحييد كل الحكومة لإخراجها من التجاذبات السياسية , بل و يضحّي بمستقبله السياسي حيث قرّر ألا يترشّح للإنتخابات القادمة , و لا نظن أن أحدا ممّن يشتغل بالسياسة لا يريد الوصول إلى السلطة خاصة و نحن أمام رجل مناضل قضّى 16 سنة من عمره في السجن منها 10 سنوات في السجن الإنفرادي . لقد كانت مشكلة بعض أقطاب المعارضة سابقا في خطابها السياسي الذي أفقدها شعبيتها لكن مواقفها الأخيرة حول حكومة الكفاءات الوطنية أظهرها كأحزاب مسؤولة ووسطية تنحاز للمصلحة الوطنية و جعلها قريبة من نبض الشارع . لقد أصبح الجميع ينظر إلى حمادي الجبالي كرجل دولة لا كرجل حزب , و لا غرابة أن يكتب على صفحته الخاصة : إنّي اخترتك يا وطني . و نرجو أن يختار الجميع الوطن في هذه المرحلة الصعبة . و حفظ الله تونس .
كاتب و محلل سياسي



Comments


23 de 23 commentaires pour l'article 60371

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 06:49           
المعارضة الديمقراطية المؤسسة للمناشدة داخل الجينات التونسية رفقة الاعلام تعود بنا لنفس المربع .والجبالي يعد بعدم الترشح للانتخابات القادمة ولكن بالمناشدة من غير المستبعد أن يكون الخليفة السادس الحداثي ...

Rafael  (Tunisia)  |Mercredi 13 Février 2013 à 00:14           
انا متأكد لو تجي حكومة تكنوقراط لبلاد تريض و تتوقف الاعتصامات و يدخل اتحاد الشغل و الاعلام و المجتمع المدني و المعارضة في هدنة مع الحكومة و ينكب الوزراء على دراسة ملفاتهم و تسيير وزاراتهم و تنفيذ برامج الحكومة عوض تمضية معظم الوقت بين مقرات الاحزاب و الاذاعات و القنوات التلفزية كيما الوزراء الحاليين..كل هذا ينجر عنه دوران الحركة الاقتصادية و ارجاع الثقة للمستثمرين و تحسن نسبة النمو و الشعور بالامن و رجوع تدفق السياح

Kattous  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 17:31           
إذا رضي عليك الشيطان فاعلم أنك في الطريق الخطأ

Riadhbenhassine  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 14:59           
و أنا نهار كامل نسمع في حكومة "التكنوقراط" كل يوم و كل ساعة و كل دقيقة تذكّرت الموزيكا متاع "التكنو" متاع "دف دف" و وجيعة الراس، حاسيلو حكاية حولة و لابسة شورت يحبّو يركّبوهالنا. ها العام ربّي يعدّيه على خير الكلّو من مشتقّات "التك" ، من "التك تك " لل "تكنوقراط" مرورا بموزيكة "التكنو" .
و أخيرا و ليس آخرا "تك تك تك تك ما بنّها"

Moula7edh  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 14:50           

عم حمادي (طيبوه) الجماعة, وإقتراحه هذا هو إنقلاب على إختيارات الشعب, خبث كبير وإستماتة من المعارضين على تمرير هذا الإقتراح شهيرات قبل الإنتخابات
الإقتراح هذا هو إقتراح فرنسي لأن الأربع وزراء تكنوقراط الذين عينهم السبسي في فترته أتوا من فرنسا وهذا هو التدخل والتغلغل الفرنسي بدهاء
التونسيون فهموا الآن لماذا قتل بلعيد الآن بعد أن وقع توضيفه لمدة أسبوع كامل يطوف على كل التلفزات والإذاعات

Moula7edh  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 14:40           

عم حمادي (طيبوه) الجماعة, وإقتراحه هذا هو إنقلاب على إختيارات الشعب, خبث كبير وإستماتة من المعارضين على تمرير هذا الإقتراح شهيرات قبل الإنتخابات
الإقتراح هذا هو إقتراح فرنسي لأن الأربع وزراء تكنوقراط الذين عينهم السبسي في فترته أتوا من فرنسا وهذا هو التدخل والتغلغل الفرنسي بدهاء

Lina  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 14:40           
يبدو أن 10 سنوات من السجن الإنفرادي التي قضاها حمادي جبالي كانت أرحم من السجن الإنفرادي الذي يعيشه منذ أن أصبح أول رئيس لحكومة شرعية في البلاد
إنه حكم انفرادي مع الأشغال الشاقة وحصص من التعذيب النفسي وهجوم بالكلاب الشرسة
كن ماشئت في هذا الوطن لتتمتع بصفة المواطنة وبالقدرة على السلطان ولتكون أيضا من معشر التكنوكراط ولكن إياك أن تكون نهضاويا فلا يمكن أن يكون النهضاوي حتى من باب الصدفة أو الخطأ المادي تكنوكراطا ولا يمكن بالأحرى أن يكون رئيسا للحكومة أو وزيرا أو نائبا للشعب ولايمكن أن يكون مسؤولا بارزا أو حتى مخفيا ولا يمكن أن يكون إعلاميا أو نقابيا ... لقد خُلق النهضاوي بصفة خاصة و الإسلامي بصفة عامة للسجون والمنافي و المُعتقلات وخُلقوا للسب و الشتم و الشيطنة
والإقصاء
كن ماشئت في هذا الوطن:عميلا للغرب ومزورا للإنتخابات وكافرا بالله (أعني المجاهرين بذلك) وداعيا للمثلية والحرية الجنسية ولا تكن نهضاويا
من هم التكنوكراط؟ هل هم بشر مثلنا أو رجال من المارينز أو علماء في النازا
هل أن التكنوكراط يمكن أن يقضي على مشكل البطالة ولاتزال هناك إضرابات واعتصامات وغلق للمؤسسات ومطالب إجتماعية ملحة؟ ماهو السر في ذلك إن كان ذلك كذلك؟
الحل الوحيد أن يُاتى برجل (بشرط أن لا يكون نهضاويا) ويتم الإشهاد والقسم بأغلظ الأيمان أنه تكنوكراط (مع التذكير بأنه يُشترط أن لا يكون قد عمل مع النظام السابق وعلى خُلق) ويسلمون له حقيبة وزارة الشغل ويتوكل على الله ثم ينادي مناد في البلاد : يا قوم لقد جاءكم واحد تكنوكراط لا نودك ولانشهيك يدو تجمد الماء ولكنه لا يعمل إلا في ظل الهدوء فالرجاء التوقف عن الإعتصامات و الإضرابات وقطع الطرق والمطالب "المُجحفة" وسوف ترون العجب العجاب (مع الملاحظ أن هذا
التكنوكراط يمكن أن يُأتى به من وراء البحار من عمالنا بالخارج مثلا) عند ذلك سوف تستجيب المعارضة و النقابات و الإعلام وسوف يعملون جاهدين لإنجاح التجربة التكنوكراطية ليثبتوا فشل التجربة النهضاوية
أنا شخصيا قبلت (تحت الضغط النفسي وخوفا على هذا الشعب و الوطن) بمسرحية التكنوكرط كما قبل بها السيد حمادي الجبالي من داخل سجنه الإنفرادي لأن رفض هذه المسرحية سيكون مزيدا من الإغتيالات والمزيد من الإعتداءات والمزيد من الإقصاءات و الهرسلات بجميع أنواعها ... إنها حرب لا تبقى ولاتذر ولا أخلاق فيها لأنها حرب إبادة لذلك إختار حمادي الجبالي أن ينقذ وطنه الكبير تونس والصغير النهضة دون أن يفكر في إنقاذ نفسه
يتبع
أبو لينة

Moula7edh  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 14:36           
عم حمادي (طيبوه) وإقتراحه هذا هو إنقلاب على إختيارات الشعب, خبث كبير وإستماتة من المعارضين على تمرير هذا الإقتراح شهيرات قبل الإنتخابات

Rcd_degage  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 14:03           
المعارضة الديمقراطية



ديمقراطيّة بالسبسي


Malek07  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 13:05           
ظاهرلي المعارظة اللا و طنية,,,سخفها حال الحراقة للفيزا شنقن متاع البجبوج هاك المرة ياخي حبت تعمل فيزا لفرانسا للدولة الكل

Tunisia  (France)  |Mardi 12 Février 2013 à 12:42           
هذا الكلام اللي يلزمو يتقال للمعارضة الغبية اللي ماشي في
بالها خيفة علي مصلحة البلاد وبش يكون في علمها اللي احنا
قايقين بالنفاق متعها ونحن لها بالمرصاد

ياسين العياري

‫خرافة التكنوقراط
------------------
إلي يدعيو لحكومة تكنوكراط : إذا كان الإنتماء لحزب يعني أنك غير كفؤ و غير قادر على الحكم و غير محايد: أخرجو من أحزابكم و طالبو بحل الأحزاب و تبطيل الإنتخابات و يولي الحكم بكنكور سور دوسي! وقتها نصدقك و نمشي معاك! أما سمحني، تدعم في حزب و تجي تقلي نحب تكنوكرات تحكم هذه إسمها دروشة!
و غدوة كي حزبك يربح بش تقعد تحب على التكنوكرات زادة؟
بالله فهمونا من توة : الي يربح في الإنتخابات الجاية عندو الحق يحكم؟
تي مل إخر : تشقشيق أحناك فارغ، فيلم و سفسطة باش النهضة ما تحكمش!مشكلتهم النهضة موش الكفائة!

لا قلك خاطر فشلو!
في الديمقراطية يا ديمقراطيين حل واحد لتنحية الي يفشل (هذا لو سلمنا بالفشل، موش خاطر نسمة و موزاييك يغنيو بالفشل معناها صحيح! في عهد الباجي تذبحو 20 تونسي في المتلوي و في عهد الزعبع كان يغلى الإيسانس) : مارغريت تاتشر 5 يموتو في الحبس في إضراب جوع، عمال المناجم عام كامل مضربين في أطول إضراب في التاريخ، أكبر نسبة فقر و بطالة و تضخم في 50 عام: ما إقترحلها حد حكومة تكنوكراط : نحاوها بالصندوق.

الإنتماء لحزب لا يعني عدم الكفائة كيما عدم الإنتماء لحزب لا يعني عدم الكفائة

فقط تفوريخ إديولوجي من الي خسرو الإنتخابات و أسباب ذكرتها في الستاتو السابق وراء خرافة التكنوكراط

و صباحكم سكر

Zoulel  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 12:41           
Un gouvernement de technocrates sera mort-né car plus de 60% de l'anc ne l'accepte pas et que dire de leurs électeurs. messieurs les partisans de ce genre de gouvernement, vous voulez que nos élus s'assoivent sur une colline pour regarder des gens étranger gouverner à leur place?

Swigiill  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 12:27           
الفشل في التخطيط يقود إلى التخطيط للفشل .

Swigiill  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 12:18           
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك ، إلا إذا كنت منحنياً.

Mortaucons  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 11:07           
@ unvraipatriot (france)

le point commun de ceux qui se disent démocrates, illuminés, avant-gardistes et autres balivernes, c'est qu'ils n'ont d'yeux et de pensées que pour eux même, qu'ils voient la brindille dans les yeux des autres et pas le tronc qu'ils ont dans l’œil, qu'ils oublient presque 60 ans d'une dictature battis sur l'affairisme, le népotisme, le régionalisme etc.... et qui nous a conduit à là où on est aujourd'hui. reprochez-vous un demi-siècle
que peut-être les autres se reprocheront 14 mois.

Riadhbenhassine  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 11:02           
تكنوقراط يعني ضمان أنو التجمعيين المتغلغلين في كافة مفاصل "الدولة العميقة" في الإدارة بش يكملو يرتعو فيها وحدهم و يعملو في خلاهم ما والاهم ، و أكبر دليل على الوجع الحالي متاعهم هو مطالبة السبسي و عصابتو و من والاهم بوقف التعيينات في المناصب العليا للإدارة )و هذا من حق الحكومة في التعيين في المناصب الإدارية العليا بش يسهرو على تنفيذ سياساتها و هذا معمول به في كل الدول الديمقراطية( و إستقالة الحكومة "السياسية " و تعويضها ب "تكنقراط " لا مطعم
و لا ريحة يسهل الظغط عليهم و ترهيبهم على خاطرهم ما وراهمش أحزاب قوية عندها إمتداد شعبي في كل المواقع تسند الوزير و تعاونو في كف شغب الفاسدين . كيف كيف السبسي و الجموع متاعو مطالبين بمراجعة التعيينات إلي صارو الكل ، يعني الجموع التجمعيين وصل الظرب للعضم متاعهم في الإدارة، و "و على قدر الألم و الوجع يكون الصراخ و العويل و النديب"

Riadhbenhassine  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 10:47           
عندما نقارب مسألة حكومة التكنوقراط ، فإن أكثرنا لا يغوص فيها بالعمق المطلوب لفهم هذه المقولة و تأثيرها أو عدمه على المسار الحالي للبلاد. أيّ المحددات و المعايير التي تظبط لنا طريقة حكمنا على هذا المقترح ؟ ؟ ما هي المؤشرات التي يمكن أن تعيننا على أخذ الموقف "الصحيح" ؟ ؟ مبدأ سهل يمكن أن ينير بعض زوايا القضية ، و هي " اسمع و اعرف ماذا يريد العدو ثم افعل ضده بالضبط" . لقد بات واضحا بالنسبة لأكثر الثوار أن عدو الثورة الأول هو نداء تونس (المرسكل
للتجمع) و كل من تحالف معه مهما كانت درجة نضاليته سابقا . الكثير من مكونات هذا التحالف طبّلوا و شجّعوا حمادي الجبالي و مبادرته ، فضلا عن زعيمهم السبسي الذي ذهب إلى أكثر من هذا و طالب بإلغاء جميع الشرعيات (المجلس و الحكومة) . طبقا للمبدأ أعلاه فإن موقفنا من مبادرة الجبالي يجب أن تكون في الاتجاه المعاكس لموقفهم ، يعنى رفض حكومة التكنوقراط .
نمرّ إلى التحليل الأهمّ ألا و هو "أيّ المحدّدات و المعايير يمكن على أساسها الحكم على قضية الحال ؟ أظن أن المعايير المستوجب اتخاذها أساسا هي : 1 حقيقة أنه يجب أن نحتكم للمؤسسات و ليس للأشخاص(مهما علا شأنهم) في اتخاذ موقف سياسي خطير و مصيري 2 _ تأثير هذا الخيار أو ذاك على محاربة "الدولة العميقة" ، و السبل لمحاربتها كبديل عن الحكومة السياسية .
بالنسبة للمعيار الأول ، فإننا في مسار بناء ثقافة المؤسسات في استعاضة عن ثقافة "الزعيم الملهم " ، و من مستلزمات تحقيق ذلك في نفوسنا هو أنّه لا يمكن لنا أن نقبل استفراد شخص فرد بقرار سياسي خطير ضاربا عرض الحائط برأي "المؤسسات المرجع" لحزبه الذي رشحه لمهمة قيادة الحكومة ، و لذلك أرى من زاوية هذا المعيار أن تفرده برأيه بعيدا عن حزبه و حلفاء حزبه هو خاطئ و مرفوض جملة و تفصيلا .
بالنسبة للمعيار الثاني ففيه بعض التفصيل . الدولة العميقة هي جميع مفاصل الإدارة التي تمكّن منها فاعلو و مهندسو و مناصرو النظام البائد ، و هي أيضا يمكن أن نطورها (كمفهوم و تعريف ) بحيث نضمّ إليها جميع المفاصل التي تساهم و تتبنّى و تمارس ثقافة السرقة و المحسوبية (و ليسوا بالضرورة تجمّعيين) و "التكمبين" و التواكل و "التكركير" . فبهذا المفهوم العام نحن أمام غول إداري بشع لا يمكن إلا أن يكون حجر عثرة أمام تحقيق أهداف الثورة. هذا المفهوم يحمل حكما
"قيميّا أخلاقيا" إن صحّة التعبيرة، و شخصيا أريد أن أتوسع في مفهوم "الدولة العميقة" بحيث أخلّصه (المصطلح) من الحكم الأخلاقي لأجرّه إلى الحقل "التحليلي التّوصيفي العلمي" الغير سلبي "أخلاقيّا" لنستطيع لاحقا أن نفهم طبيعة الإدارة و طرق تفاعلها مع الواقع العام للثورة و تطلعاتها، و السبل التي بتوخيها نستطيع التأثير فيها و تغيير طبيعتها (الإدارة أو الدولة العميقة بالمفهوم القديم المتجدد) إلى "الإيجاب".
بالمفهوم الجديد الذي أتبناه ، الدولة العميقة هي جميع مفاصل الإدارة و طبيعة الثقافة القيميّة التي تتبناها (إن سلبا أو إيجابا) و بالتالي هي أيضا منتوجها و قيمتها المضافة للمجموعة الوطنية (إن سلبا أو إيجابا) ، و في حالتنا نحن متفقون على أن الدولة العميقة الحالية هي "قيميّا" فاسدة بوجود الفاسدين التجمّعيين في أغلب مفاصلها و بوجود فاسدين آخرين استنفعوا منها بالتراخي و "التكركير" و المحسوبية المنتجين جميعهم لقيمة مضافة هزيلة للوطن و الممارسين
جميعهم (بوعي أو عن غير وعي و بأقدار) لأفعال تعطيل مسار الثورة.
إذن يمكن أن نقسم "الدولة العميقة " في وضعنا الراهن إلى قسمين من حيث الأدوار : 1_ مختلف المسؤوليات و المناصب ( وزير ، كاتب دولة ، مستشار وزير، مدير عام ، مدير ، رئيس مصلحة إلخ إلخ إلخ...) 2_ قاعدة الموظفين العامة التي يمكن لبعض مكوناتها أن تكون المعطلة للسير "العادي" للإجراءات الإدارية ، و النقابات هي أحد هذه المفاصل القاعدية .
نعود إلى موضوعنا و هو مع وجود طاقم تجمّعي رهيب محتل لأغلب المسؤوليات الإدارية ( و ليسوا بالضرورة كلهم تجمّعيّون فاسدون، إذ أن الكثير منهم كفاءات، و لكن أجبروا على الانخراط الصوري في التجمع للارتقاء في السلم الوظيفي الذي هو حقهم) و الذين في الكثير منهم فاسدون حانقون على الثورة و الثوار و الحكام الجدد و خائفون على مصالحهم و حتى "ثرواتهم الحالية" ، هؤلاء سيحاولون بكل جهدهم (و بكثير من التنسيق فيما بينهم) أن يعرقلوا دواليب الإدارة باستغلال
مسؤولياتهم الحالية لعدم تطبيق الإجرائات الإدارية العادية و لسياسات و مشاريع الحكومة. هؤلاء في غياب رقيب قوي لصيق سيفعلون ما يحلوا لهم، و في الأخير ستجد الثورة و الحكومة (أيّ حكومة) مكبلة و عاجزة عن إنفاذ و تطبيق سياساتها ، لذلك كان لزاما على أيّ حكومة أن تسيطر على كل مواقع المسؤوليات الإدارية القيادية لضمان الحد الأدنى لمراقبة الفاسدين و للانتقال إلى المستوى الأقل في السلم الوظيفي لاختيار الأصلح و الأكفأ لتبوّء المسؤوليات (قدر المستطاع)، لهذا
رأينا التعيينات من قبل حكومة الترويكا في أغلب المواقع الإدارية العليا في تدرج وفق مبدأ الأهم ثم المهم . هذه السياسة الحكومية كان من نتيجتها الصراخ الذي نسمعه الآن من قيادات الثورة المضادة على التعيينات(و بقدر ألم الدولة العميقة الفاسدة يكون الصراخ و العويل و النديب) و مطالبتهم الحالية المحمومة بحكومة تكنوقراط و وقف التعيينات الإدارية و مراجعتها لاحقا.
يغيب عن أكثرنا الحجم العددي للإدارة التونسية خاصة في جزأ "المسؤولين" منها، فهو عدد مهول لا يستطيع وزير "تكنوقراط " ليس مسنودا حزبيا بامتداد شعبي و حزبي في داخل الإدارة يرشده إلى مواقع الفساد و الفاسدين، لا يستطيع واقعيا أن يفعل شيء، فالوزير التكنوقراط سيجد نفسه ضعيفا لا حول له و لا قوة من حيث "المعلومات " و بالتالي من حيث القرارات في استهداف الدولة العميقة في مختلف المسؤوليات . فالسيد حمادي الجبالي بخياره الحالي يحرم الأحزاب الفائزة
الممتدة شعبيا من مراقبة و تحييد الأعماق الفاسدة . لذلك بهذا المعيار أيضا قراره خاطئ ، إلا إذا كان في تقديره و تقدير حزبه أنّ مستوى التعيينات في مختلف الإدارات يسمح له بمواصلة مراقبة و تحييد هذه الأعماق في غنى عن الوزراء، و الله أعلم

Unvraipatriot  (France)  |Mardi 12 Février 2013 à 10:42 | Par           
A mortaucons
Tu es Apparement pour les barbus ...
Mon pote jamais personne ne t'a empêché de prier même sous Ben Ali ...
Le problème avec les gens comme vous c'est que vous vous sentez responsables de tout les tunisiens , arrêtez de pleurer vous avez eu le pouvoir et il s'est résumé a différencier le bon du mauvais musulman

3ABROUD  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 10:37           
Cette analyse flatte l'opposition que l'auteur qualifie de démocratique. mais si elle est comme tel, elle aurait reconnu le pouvoir à la majorité qui y est arrivée par le scrutin et selon un programme. monsieur jebali, élu comme chef du gouvernement, doit avoir présent à l'esprit son programme pour être fidèle à ses engagements. ce programme ne peut être appréhendé que par ses hommes. la technocratie est un terme désuet, utilisé à tord et à
travers par une opposition farouche face à un leadership emballé à cause d'un manque de coordination.

Kairouan  (Qatar)  |Mardi 12 Février 2013 à 10:36           
يا أبو لبابة لقد جانبت الصواب في تحليلك وركزت على التوافق مع بعض أحزاب المعارضة التي لا تمثل إلا نسبة ضئيلة من أصوات الناخبين وأهملت المهم وهوالتوافق بين التريكا التي تمثل أكثر من ثلثي الشعب
يا بولبابة لا يمكن إرضاء الأقلية على حساب الأغلبية فهذا ليس من الديمقراطية
إن إستجابة الحكومة ورضوخها للأقلية بسبب أعمال العنف والشغب التي حرضوا عليها من خلال إلإتحاد والمجرمين يكرس قانون الغاب

Charif  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 10:29           
اللهم اجمع كلمة التونسيين

Mortaucons  (Tunisia)  |Mardi 12 Février 2013 à 10:20           
Cette opposition fait des manœuvres et rien ne la satisfera que de prendre le pouvoir en dépit de la volonté populaire. la prochaine étape, elle demandera à mr jebali de quitter le pouvoir, après de se faire incarcérer en prison et enfin de se suicider.

Moulahidh  (France)  |Mardi 12 Février 2013 à 10:14           
Si vous demandez à un linguiste ou à un étymologiste la profondeur et la répercussion d'un discours quelconque sur les opinions publiques, ils vous diront qu'il suffit de taper fort sur les esprits avec un discours précis et vous finirez par le faire rentrer dans les âmes malgré toute critique que l'on peut y amener.
je remarque dans cet essai que, dès le titre, l'auteur désigne l'opposition par démocratique... et donc, implicitement, il enlève à la majorité cet esprit républicain et citoyen qui est la démocratie..
le jour où on s'arrête à s'emporter à analyser le fond d'une information mais de commencer par analyser sa forme, le débat s’élèvera et le combat démocratique s'apaisera..
bonne chance la tunisie


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female