تونس عندما يتورّع الإعلام و يتصوّف العلمانيون

<img src=http://www.babnet.net/images/8/zaouia.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم / منجي باكير

تشهد السّاحة الإعلامية هذه الأيّام زخما كبيرا بتناول موضوع الأضرحة والقبور و ظهر على الساحة كثير من الرّاكبين على الأحداث و المتمعّشين من القلاقل و مشعلي الفتن و دعاة التغريب و الذين يدينون بالفرنكوفونيّة ، كما حشر الإعلام في زاوية الحدث بعضا من الشيوخ ذوي الردود النّاريّة و أرادوها حربا ضروسا و اتّخذوها سببا في تهييج المشاعر و تأليب التونسيين و بثّ الفُرقة بينهم ،،،

أطلّ علينا العلمانيون و اللاّ ئكيون و الذين يكنّون العداء الواضح و الخفيّ للدّين و للشريعة الإسلاميّة في بلاتوهات و من وراء مايكروفونات إعلام يصطاد شوراد الأشياء ليوظّفها لأجندات بعض المشبوهين ،،،



ظهر علينا الإعلام و من وراءه هؤلاء المتفيقهون ليندّدوا و يشجبوا و ينظّروا و استعملوا في ذلك كلّ ما لديهم من اللّعب على الكلمات و الأحاسيس ، ظهر عليهم ( التديّن ) فجأة و ادّعوا الحميّة على الموروثات الإسلامية في خشوع و سكينة !
هؤلاء نفسهم هم الذين لم يحرّكوا ساكنا في الإعتداء على مقام الجلالة و انتهاك قدسيّة خالقهم و خالقنا و خالق أصحاب القبور ،،،
هؤلاء هم ذاتهم من سمحوا لمن تعدّى من المجرمين على حبيبنا و رسولنا الكريم صلّى الله عليه و سلّم و أفتوا بالجواز لضرورة حريّة الكلمة ...و لم يجرّموا الإعتداء على وليّ الله و عبده و رسوله أفضل الخلق أجمعين ، الرسول الذي رفع الله ذكره في السموات العُلى و الأرض ..
هؤلاء هم ذاتهم من أعدّ العُدّة و استعمل كل الأساليب المعلنة و الخفيّة و أقام الدنيا و لم يقعدها و استنصر بأسياده الغربيين ليُقصي الدين و يحاول منع تطبيق شرع الله و زيّف و شنّع كلّ صوت ينادي بتطبيق الشريعة الإسلاميّة .
ممّا لاشكّ فيه أنّ الإسلام حفظ للإنسان كرامته و حرّم انتهاك حرمته حيّا و ميّتا و أنّ النّاس درجات عند ربّهم و لا نزكّي على الله أحدا و أنّه لا رهبنة و لا رهبانيّة في الإسلام و لا وساطة بين العبد و ربّه و باب الولاية هو مفتوح لكلّ المسلمين و لا أفضلية بينهم إلاّ بالتقوى و لا ندري لأيّنا يكون القبول عند الله ،،،
و إنّه من الثابت قطعا أن الإعتداء على القبور من المنكرات ، و لكن أن يتّخذ هذا الأمر بعض الأشخاص المعروفين بعداءهم لدين الله مطيّة لتمرير أجنداتهم و للّعب على أوتار التديّن لتهييج مشاعر العامّة و جرّ العلماء و العارفين إلى الخصومات و تشتيت همّة المسلمين و صرفهم عن متقتضيات جوهر العقيدة وضرورة تفعيل الأحكام الشرعية بُغية التفرقة و إحداث الفتنة فهذا ما لا يجب أن يحدث لأنّ هذا كلام حقّ يُراد به أكثر من باطل ،،، و على العلماء أن يتفطّنوا للفخاخ التي ينصبها أعداء الأمّة و الدين و أن يأخذهم الرّفق بالعامّة وأن يسلكوا سبيل التدرّج في النّصح و الأمر بالمعروف و النّهي على المنكر و أن يهبّوا في ثبات و همّة لأن يزيحوا تجهيل عقود من الزّمن حكم فيها العهدان السّابقان بالحديد و النّار لطمس معالم الهويّة و الدّين و عملا على ترسيخ الجهل بمقتضيات الدين الحقيقيّة و كرّسا المفاهيم المغلوطة و السطحيّة و سخّرا الخطباءالموالين لهما و نصّبا أزلامهم على منابع الدّين و حضرا المراجع المتأصّلة و أمهات الكتب من الدّخول إلى البلاد و هذا هو ما أوصل لما عليه الحال ،،،


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 59943

Toonssii  (Tunisia)  |Lundi 4 Février 2013 à 19:49           

هذه
سياسة فرنسا في دعم الصوفية لإضعاف المقاومة في الحقبة الإستعمارية لأن الصوفية يدعون إلىالدروشة التي لاعلاقة لها بالدين ويقبلون المستعمر و لايقاومونه و يعطلون الجهاد بل يتعاملون مع المستعمر...
و هؤلاء الذين ينتهجون سياسة فرنسا اليوم ليسوا إلا عملاؤها و مطبقي أجندتها في تونس وقد شوهد العديد منهم يتردد على سفارة فرنسا في سياسة إضعاف الدين
و تشويه الإسلام و المسلمين


Mouatamarad  (France)  |Lundi 4 Février 2013 à 00:15           
Le gardien a di quil sapelle un certain jacob ou yacoub
il considere que les lieux de lacien regime cest un patrimoine car il ont pu voler de largent de cette maniere
et aussi les bureaux des chikh
et les lieux des bar et des discotec
mais les ancien mosquées pour eux c'est ne doivent pas reprendre leur bonne place
car sa leur fait peur de voir la realité des choses reprennent bien les positions quelle merite
vive la tunsie libre

Mouatamarad  (France)  |Lundi 4 Février 2013 à 00:11           
Koutoukitou me fait rire
ca me rapel de la meme histoire :
un ancien lieu de culte abondonné depuis des années a été netoyé et remis en place
une personne venu proposé a l'ancien gardien des lieux avec une offre d'une grande somme d'argent par un tunisien francais ou juif pour que les lieu reste tel qu'il etait abondonnées et ne pas le remettre en mosqué comme il etait
c'est rigolo c'est gents qui prenne le peuple tunisien comme des bon a rien
c'est trop tard
le peuple tunisien est enfin libre

Wahabi  (Tunisia)  |Samedi 2 Février 2013 à 23:28           
اٍلى كل من يتشدّق بأن عبادة القبور و الاٍستعانة بالأموات و تشييد الزّوايا هي من تراث تونس ، أسألهم : هل كل ما مرّ في تاريخ تونس من انحرافات دينية و فكرية و سياسية تعتبرونه تراثا ؟ هل تعتبرون مقرّات التجمّع و الشعبة تراثا لا يمكن هدمه أيضا ؟ هل تعتبرون المواخير و دور الزنا تراثا أيضا لا ينبغي التفريط فيه ؟

Chebbonatome  (Tunisia)  |Samedi 2 Février 2013 à 21:28           
لم يتعرّض المقال للدوافع المحتملة لموقف العلمانيين الذي يزدري كل من يبني فكره على مرجعيّة دينيّة

Koutikou  (France)  |Samedi 2 Février 2013 à 20:41 | Par           
C est a dire selon l auteur on a pas le droit de defendre notre patrimoine! que l on veuille ou pas ces mausolès restent une partie de notre histoire apres chacun les voit comme ca lui plait, de quel droit on les detruisent, c est comme ca que commence les derappages et la haine sociale


babnet
*.*.*
All Radio in One