القصبـــة [4]... هي الحــل

<img src=http://www.babnet.net/images/7/kasbah050712.jpg width=100 align=left border=0>


د.خالد الطراولي

[رئيس حركة اللقــــاء]






كم هي قصيرة ذاكرتنا، وكم هي قاصرة عقولنا، والمعذرة لدى الجميع. الثورة لم تطو عامها الثاني بعد، والعودة إلى الوراء أصبحت بابا من الأبواب المفتوحة ومن الممكنات. دماء سالت قريبا من حينا زمانا ومكانا، وجروح لم تندمل بعد، وعذابات البعض من أهلنا لا تزال متواصلة، كل ذلك كان ولا يزال من أجل قطيعة واضحة وجلية مع الماضي التعيس، واقتلاعا جذريا لمنظومة الاستبداد رأسا وفلولا وطقوسا... وإذا بنا نرى في حارتنا ومن بني جلدتنا من يتجرأ اليوم وينادي لعودة الاستبداد ورجوع المخلوعين ولو في زي الغش والمكر والخديعة.
كم سيتقلب الشهيد في قبره لو سمع أن للتجمع لسانا وصورة من جديد، ولأزلامه جرأة على الظهور من جحورهم...في الحقيقة من جرأ التجمع علينا هذا ما كتبته منذ أشهر...جرأه علينا عدم جرأتنا وعدم حزمنا وعدم حسمنا...كانت كل الأوراق بأيدي أبناء الثورة لكنها سحبت ورقة ورقة، وكانت الساحة طوع أمرهم لكنها ضمرت مترا مترا...
هل يعقل بعد الثورة أن يواصل حكمها رجال ونساء الحرس القديم لمدة تقارب العام؟ هل يعقل أن يكون حاميها حراميها؟ هل يعقل أن يكون الفريق الحكومي الأول والثاني بعد الثورة من بقايا العهد القديم؟ هل يعقل أن تعطى رئاسة الجمهورية لرئيس نواب العهد الذي أطاحت به الثورة؟
في الحقيقة هذا ما جنيناه على أنفسنا وما جناه علينا أحد، اليوم، الجرأة بلغت أقصاها بظهور الفلول في صورهم العارية بلا رتوش، بأصواتهم الفاقدة لكل حياء، وهم يرتعون في فضاء مغشوش...
مالحل ياصديقي يابن الوطن العزيز؟ مالحل ومقياس الخطر في أعلى مستوياته؟؟؟
الحل في الشارع من جديد، فهو الذي أتى بالثورة وليست النخب وإن ساهمت في تراكمات الفعل الثوري، وإليه يعود الموقف والحسم من جديد...
إن العودة إلى ساحة القصبة مجددا، إلى ساحة الثورة، إلى ساحة الحقيقة، إلى ساحة البذل والعطاء من أجل تونس، بمئات الآلاف والاعتصام هناك حتى ينتهي التجمع وأزلامه ومنظومته نهائيا وتنتهي أحلامه جملة وتفصيلا عبر قانون واضح رادع ملزم وحيني: لا للتجمع مؤسسة وأفرادا وعقلية، لا للتجمع إعلاما واقتصادا، لا للتجمع إدارة ودولة، لا للتجمع ولو تنكر في زي العابدين الصالحين الورعين.
ومن أجل ذلك يجب أيضا تحديد نهاية صياغة الدستور في أشهر معدودة، وتحديد موعد انتخابي لا يتجاوز شهر جوان القادم حتى يكون الهدم كاملا والبناء على بياض وفي أسرع وقت. فقد ساهمت هذه الضبابية والتردد والتلكئ وبعض التصرفات الخائبة في ترك الحبل على الغارب، وفتح باب الأمل المغشوش عند أطراف كان مآلها القضاء ومحكمة التاريخ.
إن القصبـــة أربعة هي ملاذ ثورة شمسها بدأت تغيب، وإعادة الأمل المفقود وزعزعة لمنازل الإحباط واليأس واللامبالاة.
إن القصبــة أربعة هي دفع لحكومة لازلت تتحسس موطن قدمها، ومجلس متردد ومعارضة مشغولة بحساباتها الانتخابية من طرح وزيادة ونقصان.
والقصبـــة أربعة لن تكون إسلامية ولا يسارية ولا قومية ولكن وطنية خالصة، سلمية خالصة، قانونية خالصة، يافطة واحدة وعنوان واحد...من أجل تونس فقط.



Comments


17 de 17 commentaires pour l'article 57108

Mandhouj  (France)  |Dimanche 25 Novembre 2012 à 19:05           
L'unique sortie: ne pas inverser le processus révolutionaire. on commence par une justice transitionnelle et puis ont discute et on travaille pour le développement ... justice avant toute chose. si non le retour des rcdistes est assuré par un caho qu'eux mêmes le fabrique inteligement, ou bien par les élections, si ce gouvernement ne comprend pas le processus de l'histoire: une révolution, une justice et les objectifs de la révolution. si la
pourriture de l'histoire continue à agir, comment voulez vous construire la nouvelle tunisie. la nouvelle tunisie est l'affaire de toutes et tous, donc justice et apres en faira la réconciliation nationale et on vivra en paix ensemble. si non le deuil ne sera jamais fait, et la situation continuera à se pourrire, l'état se fragilisera davantage, et les rcdiste auront gagné la contre révolution, et la france leur donnera les bombe la crimogènes
et pas que pour finir une fois pour toute avec les révolutionnaires et les partis qui ont soutenu la révolution. ben ali harab. et gardons le symbolique de ce houroub. ben ali harab. mandhouj tarek.

Hammmmma  (Tunisia)  |Dimanche 25 Novembre 2012 à 11:11           
طلعو كل كبعضهم لا تحلها لقصبة أربعة لاخمسين
ياخي لواش أعملنا إنتخبات فيبالي باش الناس إلي إنتخبناهم يخذو حق الشعب و يحطو لبلاد على السكة الصحية موش باش نقعدو نعملو في الإعتصمات لكن للأسف لم يكو ن في المستوى،لذلك فقد الشعب فيهم الثقة هم أيضا.وفي الإنتخابات الجاية كونو متؤكدين أن أغلبية الشعب لن يصوت في الإنتخابات القادمة لأنه فقد الثقة فالسياسيين وستكون بذلك إنتخابات مهزلة.

Elwatane  (France)  |Dimanche 25 Novembre 2012 à 09:19           
La seule sortie c'est le travail, l'effort,la perseverance et non le ko

AlHawa  (Germany)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 20:26 | Par           
الحل يبدوا أنه ليس لا قصبة أربعة و لا والو حسب رأيي! الحل يجب أن يكون تشريعي بحت! يجب تنظيم الإنتخابات التشريعية في أقرب وقت! هذه الإنتخابات تفرز غرفة تشريعية ثانية تعنى بكل المشاغل التشريعية التي تعطل عمل كتابة الدستور و من مهام هذه الغرفة التشريعية المنتخبة مساءلة الحكومة على عدم إمكانيتها إسقاط الحكومة! و منذ تواي هذه الغرفة عملها على المجلس التأسيسي مواصلة عمله في كتابة الدستور على أن لا يتجاوز الستة أشهر! ليقع الدخول في إنتخابات الرئيس!

TunisianRealiste  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 19:56           
@ anticomplot
مهلا أتتحدث عن اخوة لك في الوطن اختلفوا معك و مع غيرك في رؤيتهم لهذا الوطن أم عن الاسرائيلين أعداء الوطن و الدين
من أين أنت قادم

Anticomplot  (France)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 19:44 | Par           
صبرا جميلا و لا تستعجل انتظر الانتخابات القادمة و سترى بعدها إذا ما فسدوهاش كيف سيتم قطع دابر كل من يتجروء على إرادة الشعب و على علوية القانون، ما تم زرعه في سنين لم يمكن اجتثاثه في عام أو عامين و أني أرى استراتيجية هذه الحكومة صحيحة و هي الصبر والتريث وعدم التسرع وسياسة المراحل والمرور من الشرعية المؤقتة كما أراد تسميتها أعداء الثورة و أعداء الوطن إلى الشرعية الدائمة التي يتقطع دابر . حما الله وطننا العزيز و السلام

SOS12  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 19:26           
Si khaled

je vous conseille de lire l’encyclopédie du docteur brahim fky , intitulée "programmation des nerfs linguistiques"

Bourced  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 18:44           
من حيث لا تدري يا استاذ منحت للأزلام والبؤر المتربصين بالثورة مبرر التراجع عنها. ومناورات نداء تونس ومن سانده صبت في اتجاه انكار حصول ثورة والرجوع للحالة السابقة . أما وقد خاب مسعاهم فلا اظن عاقلا يقترح قصبة جديدة بما تعنيه الكلمة من الغاء للمنجز وتأسيس للجديد الذي لا نعرف مداه وكنهه ما عدى بعض الشعارات والمطلبيات العابرة.مثل تصحىيح المسارات وما الى ذلك . ففكرة القصبة 4 ليست وجيهة ولن تحل ما أشكل ولن تقي الثورة من أعدائها . والاشكال الذي نعيشه
في تصوري هو قصور في اداء المؤسسات الشرعية القائمة وضعف المقاربات وعدم التوفق لضبط الآليات والوسائل المؤدية لتحقيق الاهداف بالنجاعة المطلوبة.ويعزى هذا لقلة الخبرة والتجربة لاصحاب القرار ولحجم الاخلالات الموروثة دون ان ننسى قصور التمشي الاصلاحي والاداء السياسي . وهذا يحمل على الجميع واجب اعادة النظر والمراجعة واتخاذ الاجراءات تبعا لسلم الاولويات وهكذا... اما القصبة 4 المقترحة فهي حل ثوري ينطلق من شعور بالاحباط والخطر صادق ونزيه لكنه جالب للفوضى
ومضيع للوقت وسيفوت فرصا تمويلية على البلاد وسيدخل ارباكا على المشاريع التي انطلقت والميزانية المرصدة. بعبارة اوضح لو نصلح اوضاعنا عقلانيا وجماعيا وجوهريا افضل من الذهاب للمجهول . حتى لا نسعد المتربصين بنا الدوائر ونمنحهم مجانا ما لم يحلموا به.

Deeply  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 18:23           
كلمة حق يراد بها باطل.
إذا تحب على القصبة 4 يلزم الهدف منها يكون باش هالكمشة فاشلين يقلبوا وجوهَم

Amir1  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 18:19           
هل يعقل؟ هل يعقل؟ هل يعقل؟ وهل يعقل أن تؤجل الإنتخابات كل ذلك الوقت لإعطاء الوقت نفسه للفاسدين ومهربي الأموال وللسبسي ليعدم ما يعدم من الملفات ويضع ما يضع من الألغام؟ لا... وألف لا... لكن لم حصل ذلك؟ لأن الثورة بلا قيادة، بلا رأس. وفي كل المحطات بعد الثورة كانت بعض القيادات والقوى لا تريد السير حتى تتخلص من البعض الآخر أو لا تساعده بطرقة مباشرة أو غير مباشرة على السير على طريقة الباحثين على كنز في غابة، الخبثاء يتحينون الفرصة لدفع الآخرين
في الهاوية. لمذا؟ لأنهم لا يرون في هذه البلاد إلا أنفسهم، ومن بعدهم الطوفان. وذلك مستمر إلى اليوم. فتش يا دكتور وستعرف أن سبب البلية أقرب إلينا أحيانا أكثر مما نتصور. أما أن الثورة بلا قيادة فهذه نقمة ونعمة.

Taiebmaaroufi  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 18:18 | Par           
من يرى قناة الحوار و التونسية و غيرهم من تلشاشات ألتلفزية
ومن يسمع الإذاعات التونسية
و من يقرأ الصحف الإلكترونية يضن أنه لم يبقى أحد يؤيد أهداف الثورة و الحقيقة أن نتائج الإنتخابات القادمة ستفاجئهم و عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
أما الآن فلا بد من حملة مضادة لمن يعمل على محو آثار الثورة

Swigiill  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 18:16           
الله يهدي الجميع
المجلس التأسيسي السلطة التشريعية الأصلية في البلاد
المجلس التأسيسي سيد نفسه
المجلس التأسيسي صاحب كل النفوذ على كل السلط الاخرى
المجلس التأسيسي لا يمكن حله و لا يحل إلا من تلقاء نفسه
المجلس التأسيسي هو من يحدد مهامه وجدول اعماله وقانونه الداخلي
المجلس التأسيسي هو من يسائل الحكومة ويزكي أو يرفض اعمالها
المجلس التأسيسي .... إلخ إلخ إلخ
وحين نرى ما يدور فيه من سيرك كل يوم
ونرى الميزانية المخصصة لرواتب النواب
ونرى المواضيع التي تطرح فيه ومدة نقاش كل نقطةٍ
حين نرى كل هذا وأكثر
أتيقن أن اعماله لن تنتهي قريباً وأن النواب يتمنون لو يخرجون من المجلس للتقاعد مباشرةً
وصدقني سيجدون دائماً مواضيع جديدة يتسلون بها عن كتابة الدستور
وإن عدموا المواضيع والاحداث سيستنبطون لكل فصلٍ 1000 تنقيح
والأيام بيننا.

Nejmeddine  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 18:07           
شكرا دكتور على هذا المقال وأحي فيك هذه الوطنية أنا أوافقك في أن الوقت الآن أصبح ضروريا لان تأخذ الجماهير المبادرة بأيديها ويجب تفعيل القصبة4 كما قلت لكن لماذا لا يتقدم حزبكم بتبني هذه المبادرة ودعوة كل أطراف المجتمع المدني للتعاون في تنظيمها حتى تضغط على الحكومة الى الكف عن التردد والحسم مع أزلام التجمع

3ABROUD  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 18:07           
Oui, kasba 4 est la solution. nous sommes encore dans une période transitoire. les ligues de protection de la révolution sont encore en veilleuyse ; elles peuvent jouer son role. la légitimité supreme est encore celle de la révolution. raisons de la kasba 4 :
- la rédaction de la constitution de la deuxième république connait beaucoup de difficulté ; la course contre la montre n'est pas ressentie ;
- retour des ex-rcdistes qui ont mis le pays à genoux ;
- les dossiers de corruption.

Moncef999  (United Arab Emirates)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 17:43           
Article le sess wle rass...beaucoup d'emotion et pas assez de substance. rcd partis a jamais... al nide n'a rien a voire avec rcd sinon le seul a pouvoir degager enakba... voilà ce que tu veux vraiment dire sans pouvoir le faire directement...

MuradKing  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 17:34           
شكرا سي خالد على المقال و لكن آسف لإخبارك أن الجذوة التي حركتنا خمدت الآن. فقد جفت الصحف ورفعت الأقلام وكلنا رحنا نقاتل لأجل شعارات فضفاضة نعلم جميعا أن الوطن يتألم قبلنا لسماعها. فهذه البلاد العظيمة أنهكتها رطانة الساسة و سرقات رجال الأعمال و هرطقات الإعلاميين و لكن لا زال أمل آخر النفق حينما جنودنا زهدوا في الدنيا مرابطين حتى أمام المقاهي لنستمتع بما بقي لنا من لحظات تخدير إرادي أو لا إرادي لا أعلم!

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 24 Novembre 2012 à 17:20           
القصبة 4 أمام حكومة منتخبة .ونحن في ظل مجلس منتخب بيده الأمر والنهي على الحكومة وغير الحكومة ..انتهى عهد القصبة وحل محلها عهد مجلس الشعب فأصواتنا تحت قبته وهو المطالب بالاستماع لأصوات ناخبيه وهو المؤهل لاتخاذ القرارات الشعبية وتفعيلها على أرض الواقع .الكاتب شرطي مرور يوجه عكس الطريق السيارة ...؟


babnet
*.*.*
All Radio in One