متى تتنفّس تونس ؟

بقلم الأستاذ بولبابة سالم
من تصعيد اليمين الديني المتطرف إلى هرسلة اليسار , و من التخبّط الحكومي إلى الإنفلات الإعلامي إلى تداخل الأجندات المحلية و الأجنبية . هكذا تبدو تونس اليوم , تتسارع الأحداث لكن الوقائع لا تتغيّر حيث لا يتبدّل سوى مسرح الأحداث . كلام كثير و تفسيرات عديدة , إشاعات مختلفة بعضها مرعب و مخيف , هل تحتمل بلادنا كل هذا الشحن و التهييج في هذه المرحلة الحرجة و المفصلية من تاريخها ؟

هل يقبل التونسيون أن تكون بلادهم مرتعا لخفافيش الظلام و أصحاب الزوايا المظلمة؟ هل يرضى تونسي حر أن يكون لعبة في أيدي المخابرات الأجنبية و عميلا للسفارات ضد وطنه نكاية في خصم سياسي أو لتحقيق مصلحة ذاتية أو حزبية ضيّقة أو مقابل حفنة من الدولارات ؟ هل نهدم المعبد بمن فيه لأن بعضنا يجهل قواعد الإشتباك السياسي و لا يفرّق بين التنافس السياسي و الإنحطاط السياسي ؟ أسأل و أحب أن أفهم . من يمسك بزمام السلطة مطالب أن يخاطب الناس دون أقنعة و يقول الحقيقة مهما كانت مرّة و مؤلمة فحمرة في الوجه ولا غصّة في القلب . الحقيقة وحدها تنهي الشائعات , و الوضوح يجلّي الغموض لنقفز فوق الجراح. نحتاج رجل دولة يجيبنا عن كل تساؤلاتنا لنرتاح و يتنفّس الوطن و نبني تونس الجميلة , تونس الحلم , فقد تعبنا و طالت حيرتنا و لكن ماذا يساوي تعبنا أمام حب هذا الوطن . إنّنا نحيا بالأمل , فلنحي الأمل رغم عصف الألم .
كاتب و محلل سياسي
Comments
19 de 19 commentaires pour l'article 56357