ما أغباكم ..تبّت أياديكم

<img src=http://www.babnet.net/images/6/upset.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الأستاذ أبولبابة سالم

ما أشبه اليوم بالبارحة , إنّهم يحاولون إعادة عقارب الساعة إلى الوراء , يريدون إعادة إنتاج محرقة التسعينات الرهيبة بنفس الأساليب و نفس الخطاب و نفس الأدوات , أساليب خسيسة و رخيصة , خطاب بائس, أما الأدوات فهي الكذب و التهويل و التهديد عبر إعلام احترف خلق الفزاعات و نشر الفتنة و موغل في الإسفاف بنفس الوجوه و الأقلام . الأجواء التي عاشتها بلادنا خلال الأيام الماضية هي أشبه بما حصل في صائفة 1991 , تسخين إعلامي و تشويه مقزّز لضرب حزب سياسي يحتل اليوم صدارة المشهد السياسي. من حقّ الإعلام و المحللين السياسيين التفاعل مع مقاطع الفيديو للشيخ راشد الغنوشي نقدا و انتقادا و حتّى رفضا لمحتواه باعتبار وزن الرجل في الساحة السياسية و أهمية كلامه و آرائه كما من حق غيرهم أن يرفضوا أساليب الدعاية السوداء و تضخيم الحدث نظرا لكثرة مشاغل التونسيين في هذه الفترة. و يذهب البعض أن ذلك الفيديو قد أخذ أكثر من حجمه و أنّ هناك محاولة لتوظيف الحدث في معركة انتخابية سابقة لأوانها باعتبار أن توقيت بث الشريط ليس بريئا .

المؤسف في كل ذلك هو ظهور أصوات تصوّرنا أنّها قد توارت عن الأنظار بغير رجعة نظرا لماضيها المتعفّن بعد أن مارست العهر الإعلامي لسنوات ضمن أخطبوط عبد الوهاب عبد الله فعادت حليمة لعاداتها القديمة في الجلد و الوعيد حتّى أنّ البعض من شدّة وقاحتهم ذكّرنا بالندوة الصحفية لعبد الله القلال سنة 1991 و التي شكّلت بداية فترة الإستئصال السوداء و ظهرت دعوات من منظري سياسية تجفيف المنابع و عرّابو نظرية الإستئصال من التجمعيين و اليسار الإنتهازي الفرنكفوني لضرب خصم سياسي و إقصائه من الساحة السياسية كما فعلوا في العهد السابق, يدفعهم إلى ذلك عداء إيديولوجي مقيت و نزعة تشفيّ و كراهية تستوجب معالجة طبية بعد أن وصلوا مرحلة العجز و اليأس . هؤلاء يريدون حربا أهلية و إشعال نار الفتنة بين أبناء الوطن الواحد و التي لو حصلت – لا قدّر الله – ستأتي على الأخضر و اليابس , لاشك أنّهم سيغادرون إلى أقرب عاصمة أوروبية { خاصة باريس عاصمة أمهم فرنسا} و يتركوا برميل البارود مشتعلا .




ما أغباهم , لقد طلّقت الشعوب الخوف بل صار الحكام الجدد في بلدان الربيع العربي هم الخائفون و لعلّهم سيترحّمون على أيّام المعارضة كما قال الصحفي اللامع عبد الباري عطوان بسبب كثرة المطالب و إرث الدكتاتورية الثقيل .إن يقظة الشعب اليوم لا تسمح بعودة الإستبداد و العسف و القهر تحت أي مسمّى سواء باسم الدين أو الوطنية أو الإيديولوجيا . إنّ تونس لها عقلاء و معارضة وطنية فرغم اختلافاتها الجوهرية مع حركة النهضة لكنها رفضت هذا المنطق و الأسلوب القديم في إدارة الخلاف السياسي وهو موقف يحسب لها .
أنا مستقل ,و في هذا المقام لا أدافع عن حركة النهضة التي لها من يدافع عنها لكن يحزّ في نفسي عودة أساليب الماضي بأدواته القديمة , فالثورة فتحت المجال للتنظّم السياسي لكل القوى السياسية دون إقصاء في إطار احترام القانون و أسس النظام الجمهوري و لن نعود إلى الوراء بسبب نزوات بعض الموتورين . لقد خفتت هذه الأصوات بعدما تعالت ليومين بعد أن اكتشف الإعلام القديم تونس الجديدة .
أرفض تماما هجوم أطراف من الحكومة على ما وصفتها بحملات التشويه و الفتنة التي ينتهجها بعض الصحفيين فقد جنت الحكومة على نفسها بسبب عدم تطهير الإعلام و تردّدها ثم رفضها كشف القائمة السوداء للإعلاميين المتورّطين مع النظام السابق و أرشيف البوليس السياسي مما جعل هؤلاء يتمادون في غيّهم و صلفهم و المجاهرة بقلّة حيائهم وهم اليوم يختبئون في حضن الأحزاب و النقابة التي وفّرت لهم الحماية خاصة بعد أن اختارت نجيبة الحمروني الإصطفاف السياسي . لقد أصبح لهؤلاء اليوم الجرأة على النقد بل و المزايدة بتنفيذ الإعتصامات و الإضرابات بعد أن تواروا عن الأنظار بعد الثورة لأشهر عديدة خوفا من الإنتقام و خجلا من أعمالهم الدنيئة , يريدون أن يكونوا رجال كل العهود فتبّت أياديهم.
كاتب و محلل سياسي



Comments


21 de 21 commentaires pour l'article 55431

Nopasaran  (France)  |Lundi 15 Octobre 2012 à 23:15           
Vous pouvez dire que la nahdha n'a réalisé à ce jour aucun objectif de la révolution . le minimum demandé est d'empêché les rcdistes de revenir sur la seine politique. une loi à l'anc depuis le moi de février aurait suffis a limiter les dégats. mrs rached et sebsi sont les parasites de la tunisie après la révolutions.

Moonligth  (France)  |Lundi 15 Octobre 2012 à 17:20           
J'ai rien avoir avec rcd, mais la vidéo était choquante avec toute mesure.
le fait que ghanouchi joue avec la sécurité en tunisie, prépare un plan à long terme pour bouleverser l'état, devise le peuple, tout ça pour vous c'est normal...laisse faire, il faut le silence radio, alors là, c'est la vrais catastrophe

on y marre de la langue du bois, de complot, être victime même avec la preuve
سارق وفيدو شمعة

Yatounsi  (Tunisia)  |Dimanche 14 Octobre 2012 à 22:46           
مقال موضوعي للأستاذ بولبابة و لكن يبدو أن البعض اكتفى بقراءة العنوان فقط كما لاحظت في تعليق زينوبة من فرنسا

Zainouba  (France)  |Dimanche 14 Octobre 2012 à 20:23           
Je suis tunisienne musulmane pratiquante ingénieur et doctorante très éduquée et cultivée et je déteste de tout mon coeur ennahda et rached el ghanouchi. arrêtez d'affecter l'islamophobie à toute personne qui critique ce parti avec son ledear qui réflète sa bassesse.
j'attends impatiemment le jour ou tu détourneras ta veste mr boulbaba après les prochaines élections comme tu as fait après la révolution et après tes anciens articles violets

Yatounsi  (Tunisia)  |Dimanche 14 Octobre 2012 à 15:51           
أحييك يا أستاذ بولبابة , أنت دائما في خط الثورة و شوكة في حلق الإنتهازيين

Swigiill  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 20:48           
للخوف فائدته، لكن الجبن لا فائدة ترجى منه.

Ftouhi  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 18:54           
يرحم والديك مقال رائع وفي وقتوا

Tounsi  (France)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 18:51           
حتى إذا هربت هذه الحثالة من الأغبياء إلى المريخ وليس فرنسا فسنطاردتهم وسنحول حياتهم إلى جحيم

Swigiill  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 18:33           
نفاق المعارضة و ما يسمى بالنخبة المثقفة لا حدود له. عندما أُثيرت قضية الفتاة "المغتصبة" حيث تعرضت هذه الفتاة إلى العنف جيشت المعارضة جيوشها و وقامت قيامتها مدعة الدفاع عن المراة التي تتعرض للعنف. وحينما تعرضت المراة لعنف سائق شركة نقل تونس وشتمها واهانها وحطم سيارتها لم نسمح لهذه المعارضة همسا ولا جهرا ...

Yatounsi  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 17:18           
شكرا أستاذ أبولبابة , واصل فضحهم و لا تبالي , لقد كانوا آلة المخلوع و صاروا أيتام

Mouwatten  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 14:54           
يا بولبابة او بالاحرى يا بو الكتابات الرنانة الفارغة العريانة المتعصبة المنحازة المتخلفة كفاك تطبيل و تبندير و كتابات صفراء لقد انتهى عهدها و لم تعد تنطلي الا على الجهلة و الحاقدين على تونس الحقيقية المتطورة المتقدمة دائما

Zakarua  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 14:30           
ومن أعرض عن ذكري فانّ له معيشة ضنكا هذا لمن أراد أن يتذكّر من أولي الألباب ان كان منها بقيّة

Yezzini3ad  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 14:29           
لن يمروا وإن عبروا فعلى جثتي لا خيار

Taiebmaaroufi  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 14:15 | Par           
يا أستاذ أبو لبابة أطمنك أنك لست وحدك متأسف على وضع البلاد المتجه نحو المجهول.
و أطمنك أن التونسي أصبح واع و يفرق بين الحقيقة و المؤامرات و ستفاجؤك نتائج الإنتخابات القادمة.
آذا Wait and see

Abdout  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 09:28           
شكرا على مقالك يا أستاذ أبو لبابة و أضيف اننا اليوم في حاجة إلى من يكون عادلا و له قبضة حديدية.
نحن في حاجة إلى حكم حازم و عادل في نفس الوقت.
الحزم مع التسلط سيضر كثيرا بأفراد المجتمع و سيرجعنا إلى الوراء و إلى نقطة الصفر و العدل مع المرونة سيجرنا إلى حالة من التسيب كما هو الحال اليوم.
فنرجو من الحكومة أن تحكم قبضتها و أن تسير الأمور بمنهاج العدالة و الصرامة حتى يرجع القطار إلى سكته و تسكت العديد من الأصوات المتعالية بالتهريج و التي قد توصلنا إلى فتنة لا يعلم مداها إلى الله لا سمح الله.

MSHben1  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 09:21           
Moi leader des stratèges , je vous promets qu'ils ne passeront jamais . tot ou tard , ils perdront . les medias presse écrite , radio-diffusée et télévisée et les journalistes de l'ex rcd ne peuvent pas aller loin meme après quelques années . les islamistes sont là ( nahdha et salafistes main dans la main )
vitale , le changement par des journalistes patriotes au lieu des journalistes de l'rcd .
je suis le leader des stratèges , mshben1 .

Scyf55  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 09:21           
فعلا ما أشبه هؤلاء بالتجمع المنحل انهم يعودون بنفس الأساليب
و بطرق ملتوية انهم يريدون أرجاعنا الى عهود ولت و انقضت انهم يقولون ما لا يفعلون بل انهم يقولون الشيء وما يلبثون أن يقولوا عكسه استراتيجيا خبرناها عنهم منذ القدم منذ نشأتهم قبل نشأة التجمع وهم الأن في اعادة لملة صفوفهم لخنق البلاد من جديد لكن هيهات لقد انكشف و بان كل شيء
أليس كذلك يا استاز ؟

Yatounsi  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 09:08           
فعلا , لقد أخطأت الحكومة عندما تساهلت مع تطهير الإعلام فعاد هؤلاء تحت يافطة النقابة و الأحزاب . لو تم نشر أرشيف البوليس السياسي و فضح القائمة السوداء لما واجهت الحكومة كل هذه المشاكل , إن اعداء الثورة موجودون في الإعلام الذي يسعى لتأليب الشارع

Omarelfarouk  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 08:50           
إن كانت الحكومة قد عجزت أو قصرت في حماية الناس و مصالحهم من دعاة الفوضى و من الذين يهددون أرزاق التونسيين و أصبح قطاع الطرق مناضليين و تجد من يساندهم من المجلس التأسيسي فذالك دليل على التسخين السياسي الذي يقوم به البعض و لا علاقة للمطلبية بذالك عندماو خاصة عندما يخططف حكم متاراة كرة القدم أقول لهؤلاء أنكم ربما ستحرقون بنفس النار التي تشعلونها و إحذروا ردة فعل الشارع و الذي سيحمي ثورته بنفسه ضد كائن من كان و التضحية بالنفس و النفيس من أجل ذالك و
ندعوا الحكومة لفتح ملف الفساد و المحاسبة و إلا سينفلت الموضوع من أيديكم

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 08:38           
العقدة التونسية هي مماثلة لعقدة الاسكندر الكبير التي احتار في تفكيكها العباقرة الا أن عبقري العباقرة لا يؤمن باضاعة الوقت والتردد وكان حاسما في قطعها لنصفين بضربة سيفه وسط بهتة الجميع وفي موقعنا الطريف باب نات هناك دعاة التفكيك أمثالي وهناك استنساخ للاسكندر تتزعمهم امرأة نينجا الموقع وتبدو الحالة التونسية تستوجب حسم عمر ابن الخطاب والتوفيق بينه وبين العدل وعدم التعسف.فمن سيحمل السيف لقطع العقدة ...

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 13 Octobre 2012 à 08:13           
يجب أن يقود الحكومة طبيب جراح لا يتردد باجراء العملية لانقاذ المريض قبل هلاكه وليست قيادة الحكومة من مهندس يرغم الجميع على الانتظار حتى نهاية المثال الهندسي لاجراء العملية لكن بعد فوات الآوان وانتقال المريض للعالم الموازي ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female