إلى قارئة الأخبار التونسية

الأستاذ العادل السمعلي
كنت ذات يوم أمام التلفزة التونسية أشاهد نشرة الأخبار الرئيسية وفجأة شنفت آذاني أخبارا مزرية قالوا أن الاقتصاد في طريق إنهيارية وأن الوضع يتجه رأسا نحو مصائر كارثية وكيف لا والاحتياطي من النقد الأجنبي نزل مستواه عن المائة يوم الرمزية وتلك والله حقيقة جوهرية و سابقة تاريخية لم تحدث زمن المخلوع ولا زمن بورقيبة صاحب الرؤية الحداثية.
كنت ذات يوم أمام التلفزة التونسية أشاهد نشرة الأخبار الرئيسية وفجأة شنفت آذاني أخبارا مزرية قالوا أن الاقتصاد في طريق إنهيارية وأن الوضع يتجه رأسا نحو مصائر كارثية وكيف لا والاحتياطي من النقد الأجنبي نزل مستواه عن المائة يوم الرمزية وتلك والله حقيقة جوهرية و سابقة تاريخية لم تحدث زمن المخلوع ولا زمن بورقيبة صاحب الرؤية الحداثية.
فتأملت جيدا ملامح وجه المذيعة البهية لعلي أجد أثارا عينية لهذه الكذبة التاريخية التي لم يسبق إليها مسيلمة الكذاب ولا سجاح التميمية
فشاهدت آثار البهجة والسرور على ملامح هذه المذيعة العبقرية ولا أدري هل هي تعي ما تقول أم إنه خبركالعادة من تحرير وتقرير الفرقة النحاسية التي تختفي وراء الستائر الذهبية تكتب ما تشاء وما خيل لها بكل أريحية وهي نفسها التي كانت من زمن قريب تمجد المخلوع وتتباهى بالمعجزة الاقتصادية والرؤية الثاقبة الاستشرافية التي لولاها لكانت تونس من عداد دول المجاعة والكوارث الانسانية
وتأكيدا للخبرية المنهجية وإمعانا في حبك خيوط المسرحية أستضافوا لنا شاهد زور قالوا خبير في المالية فأخذ يتكلم ويحلل بكل أريحية ووثوقية ويحذر من الخراب وإنهيار المردودية وينظر للسقوط بطريقة واضحة وجلية حتى خلنا أنفسنا في بلد الصومال أو أثيوبيا أو في أدغال إفريقيا الشرقية

يا قارئة الأخبار يا ذات الطلعة البهية رويدك رويدك فحسب علمي والله علام الغيوب الخفية أن العملة الصعبة أختلسها زعيمكم الهارب حين كان يوجه ويتحكم في الأخبار الرئيسية ولم يترك في الصندوق إلا القليل من المالية وذلك في الزمان الذي كنتم تروجون فيه لكذبة المعجزة الاقتصادية أما الآن وقد هرب وأنتخب الشعب الشرعية أصبحتم تتحدوثون بصلف وبجاحة عن إنهيارات إقتصادية وتؤكدون هذه الكذبة على المباشر وتحلفون بأغلظ الأيمان بأنها سابقة تاريخية
ويحكم ما أكذبكم يا محرري الأخبار التلفزية لقد كذبتم مرتين ورب الكعبة ولم تهتدوا للطريق السوية كذبتم يوم روجتم للمعجزة التنموية وهي غير موجودة إلا في خيالاتكم الوهمية وكذبتم مرة أخرى لما هددتم الشعب وقلتم لن تجدوا من هنا فصاعدا المرتب والشهرية وأنتم ترهبون وتخوفون الاستثمارات المحلية والاجنبية وتتقولون أقوالا شيطانية وتبشرون الشعب بالإفلاس وبالانهيارات المالية والاقتصادية
يا مرتزقة الإعلام في قناتنا الوطنية التي لم تنزع بعد الألوان البنفسجية المميزة في لتونس للعهود اللصوصية متى تتوقفون عن الكذب وقول الزور و شن الحروب النفسية وأعلموا أن كل ما تمكرونه و تفعلونه ينقلب عليكم بنتائج عكسية فلم يعد التونسيون يثقون في وجوهكم الخشبية التي ساندت المخلوع إلى آخر رمق من الثورة التونسية ورافقته بعيون الحسرة والكمد حتى آخر رحلة على الخطوط الجوية بإتجاه الأراضي السعودية وآثار الصدمة مازالت بادية على ملامحكم ظاهرة جلية وما هذه الأخبار الزائفة التي تقصفونها بها في الصباح والعشية لا تعدو أن تكون من أجلى البراهين على أسفكم من رحيل العصابة المافيوزية .
هذه كلماتي الواضحة الجلية شهادة لله وللتاريخ من غير كذب ولا تزوير ولا مزايدة سياسية إنها صرخة في وجوه لا تعرف الخجل ولا النخوة ولا الشهامة العربية وأنا الذي أمضيت نصف عمري في فهم وتحليل ودراسة الظواهر الاقتصادية فردوها علي إن أستطعتم وما أظنكم الا كطيرالنعامة الإفريقية تغرسون رؤوسكم في الرمال الذهبية كلما واجهتكم الحقائق المخفية .
ملحوظة :
كان الخبر في نشرة أنباء الثامنة يتحدث عن إنهيار مخزون العملة الصعبة إلى ما تحت مائة يوم من الواردات وأن ذلك سابقة تاريخية تحدث لأول مرة منذ الاستقلال والحقيقة الموثقة أن هذا المؤشر عرف إنهيارا تاريخيا وصل إلى أربعين يوما فقط من الواردات نهاية الثمانينات
Comments
27 de 27 commentaires pour l'article 55087