القائمة السّوداء أو أمّ المعارك

بقلم الأستاذ أبولبابة سالم
لطالما شكّلوا عيون المخلوع و ذراعه الطويلة , أموال بالمليارات , أراضي , شقق و ترقيات مشبوهة .. امتيازات تحصّل عليها من اختار طريق خيانة مهنة الإعلام من قوت هذا الشعب و فقرائه مقابل أن يقوموا بدور البوليس السياسي, فقد تحوّل عملهم من نقل هموم الشعب و مشاغله إلى كتابة التقارير عن زملائهم ونقل كل ما يحصل للأجهزة الأمنية و القصر الرّئاسي. إنّهم يعيشون اليوم حالة هستيريا حقيقية بل البعض منهم قد لازمهم الأرق و ينام بالحبوب و المسكّنات منذ أن أعلن السيد لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة عن قرب إعلان القائمة السوداء للصحفيين بالأدلّة القاطعة بعد أن ماطلت نقابة الصحفيين في الأمر منذ مؤتمرها الأخير وهو الأمر الذي تمّ تداركه بعد اتّفاق الحكومة و النقابة على وضع مقاييس واضحة لتحديد القائمة . البعض الآخر من المتورّطين آثر رفع عقيرة الصياح و النّحيب و محاولة قلب الطاولة على الجميع وهدم المعبد على من فيه فلا يمكن الإستهانة بقدراتهم فهم يمسكون بمفاصل حيوية في الإعلام و لهم علاقات قويّة مع الخلايا النّائمة في الإدارة و الدّولة من أزلام النظام البائد .
لطالما شكّلوا عيون المخلوع و ذراعه الطويلة , أموال بالمليارات , أراضي , شقق و ترقيات مشبوهة .. امتيازات تحصّل عليها من اختار طريق خيانة مهنة الإعلام من قوت هذا الشعب و فقرائه مقابل أن يقوموا بدور البوليس السياسي, فقد تحوّل عملهم من نقل هموم الشعب و مشاغله إلى كتابة التقارير عن زملائهم ونقل كل ما يحصل للأجهزة الأمنية و القصر الرّئاسي. إنّهم يعيشون اليوم حالة هستيريا حقيقية بل البعض منهم قد لازمهم الأرق و ينام بالحبوب و المسكّنات منذ أن أعلن السيد لطفي زيتون المستشار السياسي لرئيس الحكومة عن قرب إعلان القائمة السوداء للصحفيين بالأدلّة القاطعة بعد أن ماطلت نقابة الصحفيين في الأمر منذ مؤتمرها الأخير وهو الأمر الذي تمّ تداركه بعد اتّفاق الحكومة و النقابة على وضع مقاييس واضحة لتحديد القائمة . البعض الآخر من المتورّطين آثر رفع عقيرة الصياح و النّحيب و محاولة قلب الطاولة على الجميع وهدم المعبد على من فيه فلا يمكن الإستهانة بقدراتهم فهم يمسكون بمفاصل حيوية في الإعلام و لهم علاقات قويّة مع الخلايا النّائمة في الإدارة و الدّولة من أزلام النظام البائد .

لم يكن صدفة أن تتحوّل أغلب المنابر الإعلامية بعد كلام السيد لطفي زيتون إلى ساحة متشنّجة للتراشق بكل الإنتقادات اللاذعة للمستشار السياسي لرئيس الحكومة و كأنّ كشف القائمة السوداء ليس من مطالب الإعلاميين . تدرك نقابة الصحفيين جيّدا أنّها همّشت الموضوع عن قصد بعد أن اختارت الإصطفاف السياسي عوض الحياد بين الفرقاء السياسيين فأزلام النظام القديم من الإعلاميين يملكون الخبرة اللازمة في مواجهة خصم إيديولوجي تفنّنوا لعقود في تشويهه و سحله في إعلامهم التعيس و التّافه و لاحظ الجميع كيف تعاملت النقابة في مواقفها بمكيالين في عديد الأحداث التي شهدتها الساحة السياسية في الفترة الأخيرة ففي الوقت الذي صمّت آذانها وغضّت بصرها عمّا حصل لصحفي إذاعة صفاقس الذي افتكّوا منه آلة التصوير في أحداث مستشفى الهادي شاكر و لمراسل الجزيرة في تونس الذي وقع الإعتداء عليه و تهشيم أدوات عمله في القيروان و شارع بورقيبة خلال تظاهرة 13 أوت , نجد هذه النقابة تتصدّر الأحداث و تكون ملكيّة أكثر من الملك في أحداث أخرى , أمّا مواقف نجيبة الحمروني فهي أغرب من الغرابة نفسها وهي التي لم تكتب مقالا واحدا منذ سنتين . موجة تسخين الأجواء و شحنها في الفترة الأخيرة في أغلب البرامج التلفزية و الإذاعية إضافة إلى الصحف بلغت أوجها بل بالغ البعض في التجريح و الإساءة تحت يافطة الحرية و الإعلام الحرّ الذي لم يعرفوه يوما وهم الذين تربّوا على التعليمات و القرارات الفوقية , هناك حدّ فاصل بين الحرية و الوقاحة فهل يعقل أن يعيّر وزير قضى أحلى فترات عمره في السجون و زنزانات التعذيب الوحشي بأنّه بائع معدنوس في برنامج تلفزي وهو في الحقيقة فخر له لأنّه آثر بيع المعدنوس على بيع ذمّته ووطنه كما فعل صغار النفوس و اللصوص ممّن نصّبوا أنفسهم ثوريين . من يشاهد نشرات الأخبار يصاب بالدهشة من الكمّ الهائل من السواد الذي يخيّم على بلدنا فهل يعقل أن يقع تصوير تظاهرة لا يتجاوز عدد أفرادها أصابع اليد الواحدة و يخصّص لها حيّز زمني كبير و يتمّ التغافل عن تظاهرات أخرى يشارك فيها الآلاف. إنّ ماكينة عبد الوهّاب عبد الله عادت لتشتغل بالسرعة القصوى في الفترة الأخيرة لإرباك الأوضاع و محاولة خلق حالة من الفوضى و الفراغ للإرباك و دفن الملفّات السوداء, للأسف الشديد , و عوض أن تدعم قوى المعارضة الوطنية تطهير الإعلام الذي طالما شوّهها في الماضي نجدها اليوم تدافع عن المتورّطين و تقف إلى جانبهم فكلّ شيء مباح عندهم لضرب خصمهم السياسي وهو في الحقيقة قمّة السقوط الأخلاقي و السياسي.
إنّ معركة الخلاص قد بدأت و دقّت ساعة الحسم و المحاسبة مع الأزلام , يخطئ من يعتقد أنّها معركة الحكومة و حركة النهضة على وجه الخصوص بل هي معركة الشعب التونسي لفضح مرتزقة الإعلام ممّن نهشوا لحمه و جيبه و عرضه , فهم أدوات السيطرة على العقول و الوعي الجماعي و ارتضوا أن يقوموا بهذا الدّور القذر . لو يعلم الكثير من التونسيين حجم الكارثة التي خلّفوها لقالوا أنّها أمّ المعارك لأنّ المشهد سيتغيّر حتما بعدها , و للحديث بقية ..
كاتب و محلل سياسي
Comments
36 de 36 commentaires pour l'article 54118