الإسلاميون وضرورة المرجعية الاسلامية والأخلاقية

بقلم د.خالد الطراولي
هل يدور في خلد أحدهم أن يطرح هذه البديهية في المشروع الإسلامي الوسطي في إسلاميته أو أخلاقيته وهو يرى المسمى حاملا للجواب، وأن المرجعية تؤكد ولو من بعيد إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ولكنه تساؤلات الحالم والمتوجس والناصح على السواء التقت للتعبير عن مكنونات الوجدان وتحديات الواقع...
نعم الإسلاميون الوسطيون في حاجة إلى المرجعية الإسلامية في قرائتها المعتدلة وتنزيلاتها السمحاء...
نعم نحن في حاجة إلى المرجعية الإسلامية في ارتباطها بهوية هذا الشعب وبتاريخه فلا قطيعة ولا إسقاط وإنما هو تواصل وتجانس وانسجام...
نعم نحن في حاجة إلى المرجعية الإسلامية في مدنيتها وعدم عصمة أهلها وعدم قدسية أفكارها...
نعم نحن في حاجة لمن يمثلها بكل وضوح وحزم وسلام...
نحن في حاجة لمن يمثلها ونرى بصماتها في مشاريعه وبرامج حكمه!!!
نحن في حاجة لمن يمثلها فتكون رموزه نماذج يحتذى بها، وقياداته عابري سبيل...
نعم نحن في حاجة إلى المرجعية الأخلاقية في قيمها وفضائلها...
نعم نحن في حاجة إلى المرجعية الأخلاقية في مقاومة واضحة وحازمة وحاسمة للفساد والإطاحة بالمفسدين...
نعم نحن في حاجة إلى المرجعية الأخلاقية في عدم المساومة على المبادئ، والثبات في محاسبة أزلام النظام وعدم المراهنة عليهم من جديد...
نعم نحن في حاجة إلى المرجعية الأخلاقية في قيمة الحياء فلا نخرج التجمع من الباب لندخله من النافذة في بيعة وشرية غاب فيها صاحب الملكية وهو الشعب الكريم!!!
نعم نحن في حاجة إلى المرجعية الأخلاقية في مصداقية القول والفعل فنكون أوفياء حقا لمطالب الثورة ودمائها الطاهرة وجرحاها ومعذبيها، حتى لا تغيب الأولويات وتسقط القيم ونعيش في قانون الغاب...
نعم نحن في حاجة لمن يمثل هذه المرجعية، فيكون سياسيا بامتياز ولكن متخلقا بامتياز، صاحب قيم بامتياز...
نحن في حاجة لمن يمثلها فتكون السلطة لديه خدمة للناس وليست متعة يتقاسمها مع أهله وأصهاره وذويه!!!
نحن في حاجة لمن يمثلها فننفي عليه الحصانة، فلا حصانة ديبلوماسية ولا قضائية ولا رئاسية ولا برلمانية ولا قرابية وإنما حصانة الشعب في خدمته والذود عن مكاسبه والاستجابة لمطالبه...
نحن في حاجة لمن يمثلها فنرى البياض في بداية حكمه والبياض عند خروجه، ونطالبه من أين لك هذا دون خوف أو مواربة...
إن أي مشروع إسلامي وسطي في الحكم لا نرى فيه ولا نلمس هذه البصمة الأخلاقية والإسلامية بكل وضوح وجدية والتي تشكل جوهر حراكه وتميزه واستمراره في الحكم والسلطة، هو مشروع ولد ميتا ولا يحمل إضافة متمكنة ومتميزة، وخائن لمطالب ثورته ولمرجعية شعبه ومفلس تجاهه، ومنبت عن واقعه ومكتوب عليه الفشل والعدم حاضرا أو لاحقا.
ولعل السؤال الذي يبقى مطروحا على القارئ حتى نبرأ عن حالنا موقف الأستاذية أو التوجيه... هل المشروع الحاكم اليوم في تونس يحمل هذه الصفات، أم فشل فيها، ولعل الأخطر في كل هذا هي درجة وعي المتنفذين في أهمية هذين البعدين، أهمية نراها وجودية خالصة...فإما بقاء أو فناء!
*رئيس حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي
Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 53370