«بن عليّ.. بن عليّ..»

الصباح
محسن الزغلامي
محسن الزغلامي
عد إليهم يا بن عليّ.. عد إليهم ألا ترى أنهم يهتفون باسمك؟ لا أقصد أولئك الأشخاص الثلاثة أو الأربعة المأجورين الذين تناقلت صورهم بعض المواقع الاجتماعية وهم يهتفون «بن عليّ.. بن عليّ..» أثناء أعمال الشغب «المتحكـّم فيها عن بعد» التي شهدتها أمس الأول مدينة سيدي بوزيد وإنما أقصد اولئك الخونة الكبار الذين ينادونك يوميا ـ على طريقتهم ـ من مواقع ومنطلقات مختلفة...
عد إليهم يا بن عليّ.. عد إليهم أيها «المنقذ» فقد بدأ أيتامك وأزلامك يستشعرون بمرور الوقت حقيقة ما بات يتهددهم من مخاطر بفعل ترسخ المسار الديمقراطي تدريجيا وبفعل هذا الالتفاف الشعبي الرائع حول مشروع «تونس أخرى» بدون بن عليّ.. و»التجمع» وعبد الوهاب عبد الله... تونس بحكومة منتخبة وبمؤسسات دستورية... تونس باعلام حر وبأمن جمهوري... تونس العزة والكرامة والعدالة الاجتماعية والمساواة أمام القانون...

عد إليهم يا بن عليّ.. عد إليهم أيها الديكتاتور وأدركهم فقد كانوا في حمى بطشك وقمعك وفسادك... عد إليهم إنهم خدمك وعبيدك وأبواقك... كيف تتركهم ـ يا بن عليّ ـ ولمن تتركهم؟... لقد ظلوا معك وإلى جانبك إلى آخر لحظة ـ حتى ليلة الرابع عشر من جانفي 2010 ـ أنسيت هذا؟ ! عد إليهم ـ إذن ـ ولتكن بدورك إلى جانبهم اليوم وهم يتآمرون ـ كل من موقعه ـ على الثورة وعلى مشروع الدولة الوطنية الجديدة... دولة المواطنة والمؤسسات...
عد إليهم يا بن عليّ.. عد إليهم أيها الجاهل... فأيتامك وأزلامك وبقاياك في الادارة والأمن والاعلام والقضاء قد تقطعت بهم السبل.. إنهم يواجهون أياما عصيبة... لقد «دارت» ماكينة الاصلاح والتطهير وبدأت تأتي على أوساخهم.. أدركهم يا بن عليّ.. أدركهم قبل أن يكتب لهذا المشروع (مشروع بناء تونس الجديدة) النجاح... أدركهم فقد اتضحت «الصورة» وسقطت الأقنعة ولم يعد ينفع التخفي... ها هم يهتفون باسمك... ألا تسمعهم؟ !
عد إليهم يا بن عليّ.. عد إليهم أيها اللص الهارب... عد اليهم وستجد أنهم ازدادوا جبنا على جبن ووضاعة على وضاعة وأن تونس التي ثارت في وجهك وأسقطتك لم تزدد ـ بالمقابل ـ الا شموخا وعزة... وأنها ماضية في طريق الاصلاح والبناء وأن مشروعها الديمقراطي هو ـ اليوم ـ في حمى وحماية ارادتين لن تقهرا ـ باذن الله ـ ارادة شعب حي ويقظ ـ من جهة ـ وارادة مؤسسة عسكرية وطنية حسمت أمرها منذ بداية الثورة وقررت أن تكون مع الوطن والشعب وخياره الديمقراطي...
عد اليهم يا بن عليّ.. عد إليهم أيها الجبان... عد إليهم «كانك راجل»!
Comments
14 de 14 commentaires pour l'article 52454