قليل من الحياء في حقوق السجناء

<img src=http://www.babnet.net/images/7/prison.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم د.خالد الطراولي

لم أكن أعتقد أن تصبح مقاومة الطغيان والوقوف ضد الاستبداد والتضحية بالغالي والنفيس والتعرض للتعذيب والسجون والمنافي، محل تهكم أو تساؤلات غريبة وعجيبة ومحزنة...لم أكن أنتظر أن أعيش يوما يُشكَّكُ فيه، في قيم الوفاء والتضحية والشجاعة والمروءة... لم أكن أظن يوما أن يصبح سجين الرأي وشهيد الرأي ومنفى الرأي تهمة، وعلى أصحابها التخلص منها وتبرئة ذممهم منها والتواري عن الناس حياء وخجلا...

من هنا مر اليسار واليمين، من هنا مرّ اسلاميون وشيوعيون ويوسفيون، في محطات حزينة من تاريخ تونس، حيث كان القتل والتشريد والسجن والنفي والتعذيب آلية التعامل بين الفرقاء، وحيث كان صمت المقابر لا يتخلله إلا الصياح والعويل وحيث ظلمة المكان والزمان لا يقطعها إلا وميض هؤلاء الفتية والفتيات الذين رفضوا الانحناء والتواصل مع الاستبداد والرضا بفتات موائد اللئام على حساب المبادئ والقيم!




لن يكون لتونس حاضر جميل ومستقبل واعد إذا لم تعد الحقوق إلى أهلها وأولهم من وقف حين سقط غيرهم، وتكلم حين سكت أكثرهم، ومن دفع الثمن باهظا في أهله وولده وماله وصحته وعرضه وعقله...منهم من مات ومنهم من ينتظر! منهم من عاش وهو يحمل جراحا لن تلتئم، فقد والديه ولم يصاحبهما في سفرهما الأخير، فقد طفولة أبنائه لم يراهم يكبرون ولم يرونه بينهم، كانوا أسرا بلا راع سوى نساء عفيفات طاهرات صابرات عشن سنوات جمر حارقة بين السجون والمدارس والأسواق. ولن يكتب تاريخ تونس بصدق إذا لم يعط لهؤلاء النسوة حقهن في العيش الكريم ويعوض لهن عذابات سنين طوال...
لعل من يشكك اليوم في ظلمات سنوات الجمر لم يقض ليلة مرميا في أقبية السجون ولم يعلق في السراديب ولم يتعرض إلى الكهرباء والماء والنتف والتمزيق والحوامض في العيون، ولم يمسح دمعات صبيه وهو يغادره دون أن يلمسه أو يضمه إلى صدره...من يشكك اليوم في هذا المصاب الجلل وهذه الأهوال لعله لم يمش ليلا بين الأودية والصحاري الخالية والجبال المظلمة متسللا خائفا مطاردا، مطرودا من حيه وقريته وبلده ووطنه ومرميا في المجهول...
لهؤلاء المشككين الحالمين الواقفين على الربوة دعوة للرشد، دعوة أن لا يغلبوا السياسوية الضيقة على الأخلاق، والحسابات المغشوشة على القيم، والطموحات الشخصية والركوب الإعلامي على حساب حقوق المواطنة وكرامة الإنسان...لهؤلاء جميعا أقول : قليلا من الحياء!!!


Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 48986

Muhammed  (Tunisia)  |Lundi 30 Avril 2012 à 13:32           
Ceux qui n'ont rien subi du désastre des années passées ne peuvent plus connaitre de quoi parlent ces grands compatriotes. ceux qui avaient vécu dans le coton ne connaissent pas que veut dire un papier abrasif

Azizzz  (Tunisia)  |Lundi 30 Avril 2012 à 13:22           
شكراً على هذا المقال المعبر في زمن النضال التهريجي والتضحيات الزائفة والبطولات الهوليودية...

المشكلة يا سيدي تكمن في فئة من المجتمع التونسي وأخشى أن تكون نسبتها مرتفعة بيننا، هذه الفئة التغريبية التي تربت على الانتهازية وعلى إنعدام الضمير و غياب الوازع الديني تكن عداوة شديدة لكل ماهو عربي إسلامي وأقصى غاياتها هي القضاء على هوية هذا الشعب واستبدالها بهوية الغرب أو بالأحرى بقشور هوية الغرب...

هذه الفئة البورقيبية التي استشرت كالسرطان في جسد تونس تستميت في الدفاع عن مصالحها الشيطانية وتتوارى تحت مسميات الحداثة والديمقراطية وحقوق الانسان ومكتسبات المرأة وغيرها...

لكن الحقيقة المرة والمخزية هي أن ايتام بورقيبة و ازلام بن علي هؤلاء هم مجرد ضباع بشرية همهم الوحيد هو تكديس المال والعلو في البنيان وضمان نفس المصالح لابنائهم وبناتهم ولو كلفهم ذلك ما كلفهم...

يا سيدي:

هؤلاء امتصوا دماء الفقراء لعقود فكيف تريدهم أن يحترموا تاريخ المناضلين...
هؤلاء عانقوا بن علي ثلاث وعشرين سنة فكيف تريدهم أن يعانقوا الشرفاء بعد ذلك...
هؤلاء تعودوا العيش في الكهوف وتحت الأرض لممارسة أعمالهم الشريرة فكيف تريدهم أن يشتاقوا لضوء الشمس ونسمة الحرية...


Zoulel  (Tunisia)  |Lundi 30 Avril 2012 à 11:53           
Mr jawhar ben mbarek vient d'être ajouté à cette liste car il a passé quelques minutes à l'hopital pour un scanner de vérification.

Sarra2012  (Tunisia)  |Lundi 30 Avril 2012 à 11:45           
كل أموال الدنيا لا تعوض لحظة ظلم و قهر و عذاب نفسي وجسدي. على الثوريين الجدد الذين يناضلون في الفنادق الفاخرة و على القنوات التلفزية أن يخجلوا من أنفسهم و أن ينحنوا أمام تضحيات المناضلين الحقيقيين الذين أمضوا شبابهم بين جدران الزنازين و تحت سياط الجلادين. عليهم أن يخجلوا من دموع الأمهات و الآباء و من عذاب الزوجات الصابرات و حرمان الأطفال من أحضان آبائهم. عليهم أن يعتذروا للشعب على جبنهم و تواطئهم مع الطاغية بدل النعيق اليومي على شاشات التلفزة و
العنتريات الفارغة التي يومون بها في المظاهرات ضد حكومة اختارها الشعب. على هؤلاء الذين أجرموا بصمتهم أيام الجمر أن يصمتوا إلى الأبد و يحجبوا عنا وجوههم. لقد فاتهم قطار النضال و لن يغفر لهم الشعب اصطفافهم إلى جانب جلاديه.

Nassim  (France)  |Lundi 30 Avril 2012 à 00:09           
N'oubliez pas notre père le cheik de charle nicole,il souffre beaucoup si vous l'oubliez allah n'oublie rien.

Bzdig  (Tunisia)  |Dimanche 29 Avril 2012 à 23:09           
هؤلاء سجنو و عذبو و شردو بدون اي ذنب سوى مبادئهم و حبهم للوطن و وقوفهم في وجه الطغيان. وطال العذاب و التنكيل عائلاتهم وابسط شئ تعويضهم من طرف الدولة ماديا و معنويا. وسمير الطيب علاه ما تكلمش وقت اللي سيدو بن علي كان ينهب في اموال الشعب و يعمل في قصور في الأرجنتين؟ وقتها ما حرقوش الحليب على فلوس المجموعة الوطنية! ناس ما تحشمش

ECHOUHADA  (Tunisia)  |Dimanche 29 Avril 2012 à 23:08           
On se contentera de quelque chose de symbolique et on laissera le reste à l'histoire.

Biladi  (Tunisia)  |Dimanche 29 Avril 2012 à 22:05           
كل ما أرجوه أن لا تكون تضحياتهم لأجل مبادإهم مجال مزايدة.إن ضحوا بشيٍ ف إنه لقناعاتهم ولبلدهم لا يرجون جزاء ولا شكرا؛مع أنهم يستحقون أكثر من ذلك


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female