وأضاف في قصيدته – التي أسماها “تونس الجديدة”- أن البلاد العربية تحتضن الوفاء لتونس كونها مشعلة الثورة كما وصفها الشيخ “ضمنياً”.

---

---

هذا وتستمر زيارة الشيخ 6 أيام حتى السبت القادم يلقي خلالها عددا من المحاضرات في عدة مدن تونسية من بينها القيروان والمهدية وقابس.



لي وقفةٌ يا تونسَ الخضراءُ = وتحيةٌ وقصيدةٌ عصماءُ

وقفتْ لك الدنيا وصفّق أهلها = كل الوجود تعجّبٌ وثناءُ

البوعزيزي فيك أشعل ثورة = سارت لروعة ذكرها الأبناءُ

وتوقف التاريخ يمدح أمةً = شهدت على أمجادها الأحياءُ

والتونسيّون الكرام تقدّموا = صفّ الخلود وكلهم شهداءُ

كسروا قيود الظلم يوم توحّدوا = فارتجت الزرقاءُ والغبراءُ

البوعزيزي هدّ صرح ضلالة = عتباتُه التضليل والإغواءُ

يا تونس الخضراء أي رسالةٍ = توفي جلالَك أنت يا عذراءُ

يا بهجةَ الدنيا ووجهُه جمالها = السحر والإشجاءُ والإغراءُ

فعلى عيونك للدهور ملاحمٌ = فوق الحواجب للمدى أسماءُ

من ألف خلدون وعاشور و من = تاريخ مجد كُلّه علياءُ

يا تونس الخضراء حيّاك الورى = والحق والحريّةُ الحمراءُ

سارت على مسراك مصر بأسرها = والنيل فيه لتونس إصغاءُ

ودمشق تحتضن الوفاء لتونسٍ = ألهمتِ أهلَ الغلطتين ففاؤا

يمن البطولة هبّ يشكر تونساً = والقيروان تجيبه صنعاءُ

إخوانكم في ليبيا عزفوا لكم = لحنَ الكفاح وأبدعوا ما شاءوا

إذ كلهم عمرٌ ومختارٌ وفي = تلك الرؤوسِ العزّة الشماءُ

مفتاح سرّ النصر في إيمانكم = ولديكم الأقلام والإمضاءُ

في موعد جئتم على قدر فما = أبطأتموا إذ يقبح الإبطاءُ

فشيوخكم بركانُ هولٍ ثائرٍ = وشبابُكم برقٌ له إرغاءُ

ونساؤكم موجٌ يشق طريقَه= للنصر لا وَهْن ولا استخذاءُ

ودعاؤكم رعد يفض أنينه = كبد السماء وتهطل الأنواءُ

تتساقط الأصنام من صيحاتكم = وتهدّم الأوثان فهي خَواءُ

شكراً لتونس كلما انشقّ الدجى = وتقشّعتْ عن فجرنا الظلماءُ

يا تــــونس الخضـــراءُ والبيـ = ضــــاء والـــزرقاءُ والحـــمـــــراءُ

أما الخضار فحسن طلعة أرضكم = روضٌ ونهرٌ راقصٌ ورواءُ

وبياض إيمان العقيدة فيكم = أنتم لملّة أحمد أبناءُ

زرقاء من ضافي الجمال سماؤكم = فنجومها فوق الأنام بهاءُ

حمراء من دم مجدكم وجهادكم = أُسْدُ النضال فكلكم شرفاءُ