في قصر المعارض بالكرم : فريق تلفزي يتعرض للتهديد و العنف اللفظي و الأمن يرفض التدخل إلا بالتعليمات

باب نات -
تعرض الفريق التلفزي المكلف بتغطية احتفال الذكرى الأولى للثورة و تكريم شهداء الكرم بقصر المعارض بالكرم للتعنيف اللفظي و لسيل من الشتائم و الإهانة اللفظية و حتى التهديد بالاحتجاز و ذلك اثر قرار الفريق المتكون من حافلة رقمية و حافلة الدعم الكهربائي و الطاقم الفني من مخرج و مصورين و تقنيين بعدم استئناف التسجيل و مغادرة المكان بعد توقف الحفل بسبب الفوضى التي سادت المكان اثر هيجان أحد المتفرجين و اقتحامه للركح في غياب واضح للأمن داخل القاعة عدد3 لقصر المعارض بالكرم .


صورة الحادثة تتمثل في هيجان واضح لمتفرج أثناء الأغنية الثالثة لفرقة الجيل جيلالة و قيامه بدفع أحد المصورين الخاصين( غير تابع للتلفزة) صحبة تجهيزاته و طرحه أرضا ثم إلقاءه لأحد الكراسي في اتجاه مجانب لأحد كاميرات التلفزة التونسية ثم صعوده للركح عنوة و محاولته رفع احد مضخمات الصوت مما جعل أعضاء لجنة التنظيم يتصدون له بعدد كبير ويقومون بإنزاله مما أدى إلى فوضى داخل القاعة دامت 15 دقيقة تقريبا ثم يستأنف الحفل من جديد لكن ذلك كان كافيا ليقرر المصورون و بقية الفريق التلفزي الانسحاب في ظل عدم توفر ظروف العمل الدنيا والحماية الأمنية للطاقم و التجهيزات و ليبدأ عملية سحب التجهيزات من داخل القاعة وهو ما رفضه عدد من أعضاء لجنة التنظيم والحاضرين مطالبين بمواصلة التصوير مهما كانت الظروف و ليتوجهوا في عدد قارب العشرين إلى مكان حافلة البث متفوهين بعدد من الإهانات والتعنيف اللفظي خارج القاعة في قصر المعارض و لينهال بعضهم بسيل من الشتائم والكلام الجارح الذي بلغ التهديد بالاحتجاز والمنع من المغادرة تحت أنظار أعوان الأمن الذين لازموا أماكنهم في آخر المأوى الداخلي لقصر المعرض دون التدخل رغم المطالبة بذلك من قبل أحد التقنيين الذي فوجئ بإجابة عون الأمن : ولوكان تتحرق ما نتدخلوا إلا بالتعليمات، كلم إدارتك توهي تتصرف مضيفا كان نخدمو على رواحنا تو تدخلونا للحبس
تماسك الفريق التلفزي و تمالكه لأعصابه و تدخل العقلاء من الحاضرين الذين تفهموا استحالة مواصلة العمل في تلك الظروف ساهم جديا في انفراج الوضع ليتمكن الطاقم التلفزي في النهاية من مغادرة المكان في نفس الوقت تقريبا الذي وصلت فيه إحدى دوريات منطقة الأمن بالكرم بعد اتصال الإدارة العامة للتلفزة التونسية بمصالح وزارة الداخلية و مطالبتها بالتدخل.
لتنضاف هذه الحادثة لسابقاتها من حوادث الاعتداء على أعوان التلفزة التونسية و آخرها الحاصل في صفاقس يوم 12 جانفي على الزميل الصحفي قيس هماني أمام الاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس في انتظار اتخاذ اجراءات فعلية و ناجعة لحماية الأعوان أثناء ممارسة أعمالهم و أدائهم لمهامهم علما و أنه من المنتظر أن تتخذ النقابات الأساسية للتلفزة التونسية قرارات هامة للضغط على السلط المعنية و دفعها لاتخاذ اجراءات وقائية و حمائية لفائدة الأعوان .
مريم م
Comments
32 de 32 commentaires pour l'article 43904