مبروك لفرنسا فوز المخرجة نادية الفاني بجائزة العلمانية الدولية

منحت مؤخرا لجنة العلمانية الجمهورية في فرنسا للمخرجة نادية الفاني جائزة العلمانية الدولية على خلفية فيلمها الوثائقي الذي يحمل عنوان لائكية إن شاء الله و هنا نستغرب أن المخرجة من جهة لا تؤمن بالله ومن جهة أخرى تؤمن بمشيئته و على الغالب يمكن أن يفسر ذلك المختصون في الطب النفسي و بالعودة الى الفيلم نذكّر بأن عنوانه كان في البداية لا الله لا سيدي أو لا ربي لا شي و رغم اختلاف التسميات فإن المضمون و الهدف واحد و بكل احترام و تقدير ليس علينا سوى أن نبارك و نهنئ فرنسا على هذا الفيلم و هذه الجائزة .
مبروك لفرنسا لأن الفيلم و رغم أن تصويره تم في تونس إلا أنه نابع من الثقافة الفرنسية أو بالأحرى هو نظرة فرنسية ضيقة لتونس , مبروك لفرنسا لأن الفيلم لاقى دعما كبيرا من عديد الجمعيات و المنظمات على غرار
جمعية لا عاهرات لا خاضعات و كل ذلك باسم الديمقراطية و حقوق الانسان و كأن هناك في تونس أقليات مضطهدة على أساس الدين أو الجنس , مبروك لفرنسا لأنها وجدت من ينوبها في تنفيذ مخططها الاستعماري بعد الثورة التى اعتبرها البعض استقلالا ثاني , استعمار ثقافي أخطر بكثير من الاستعمار العسكري و كل ذلك بحجة الحرية و الانفتاح و الحداثة.
مبروك لفرنسا لأن الفيلم و رغم أن تصويره تم في تونس إلا أنه نابع من الثقافة الفرنسية أو بالأحرى هو نظرة فرنسية ضيقة لتونس , مبروك لفرنسا لأن الفيلم لاقى دعما كبيرا من عديد الجمعيات و المنظمات على غرار

ليس ذلك في اطار الحديث عن المؤامرات و إنما ذلك واقع يعرفه القاصى و الدانى فهناك أطراف في حالتنا


الموضوع أصبح مستهلكا و لا فائدة من تضخيمه في هذه المرحلة الحساسة لكن سنكتفي بطرح بعض الأسئلة حول مدى أهمية فصل الدين عن الدولة .. فهل القمع و القهر و الظلم و الفقر الذى عانى منه التونسيون سببه الحكم باسم الدين ؟ ألم يكن كل من بورقيبة و بن علي لائكيان بامتياز ؟ ألم يكن الإسلام مجرد حبر في الدستور ؟ ألسنا بعيدين عن ديننا ؟ أليس الإسلام دين التسامح و المحبة و التضامن و قبول الآخر ؟ لماذا هذا التأليه للتجارب الغربية ؟ لماذا علاقتنا بديننا يجب أن تكون كما يريد الغرب ؟ لماذا لاننطلق من هويتنا العربية الإسلامية لنعد مشروعا مجتمعيا و سياسيا ملائما ؟ ؟؟
من المؤكد أن موضوع الهوية و موضوع الفصل الأول سيكون بعد انتخابات التأسيسى محور جدل كبير قد يطول لكن دعنا لا نتجاوز الأحداث ونكتفي هذه المرة بتهنئة فرنسا من جديد بفوز المخرجة الفرنسية التونسية بجائزة العلمانية الدولية .
حسان لوكيل
Comments
71 de 71 commentaires pour l'article 39739