مشاكسات: منافقون في زمن العولمة

<img src=http://www.babnet.net/images/5/mounafek100.jpg width=100 align=left border=0>


آفة خطرة تنخر كيان مجتمعنا وتضر بالعلاقات داخله... إنها آفة النفاق... إنهم المنافقون الذين يظهرون عكس ما يبطنون... الذين يجاملونك حينما تلتقي بهم ويمدحونك ويمجدونك ويشكرونك ويؤكدون لك أنك عبقري زمانك، وحين تفارقهم يقلبون الشريط على الوجه الآخر و لا تــُــسمع منهم إلا عبارات الاستنقاص التي تقال في شأنك وتقلل منه وعكاظيات السب والشتم وهتك العرض....

تتصل بأحدهم عبر الهاتف فيحدثك بمعسول الكلام وتصلك عباراته جميلة منمقة كلها محبة واحترام، ولكنه وهو يكلمك يــُـلاحظ على وجهه قسمات تدل على السخرية والاستهزاء منك وعلى شفتيه ابتسامة كلها مكر تناقض كليا ما ينطق به من كلمات ومن عينيه تصدر غمزات تكشف أن صاحبها منافق من الدرجة الأولى، وزيادة على ذلك يدير رأسه ذات اليمين وذات الشمال علامة على أنه لا يصدقك في ما كنت تحدثه به وعلى أنه غير مقتنع بما تذكره له عبر الهاتف وأنت بعيد عنه...





حين يحتاجون إليك يكادون يقدسونك وتراهم يعاملونك بكل لطف ويتصلون بك في كل لحظة معبرين لك عن شوقهم إليك وإلى اللقاء بك وأنت تستغرب كل هذا ولا تجد تفسيرا، ولكن بعد مدة وجيزة جدا ستكتشف كل شيء وسيزول عنك الغموض والاستغراب لمّا تعلم أن معاملتهم اللطيفة لك كانت لغاية في أنفسهم وكانت مشروطة بمصلحة ما تحققها لهم، ويوم يتحقق لهم ما كانوا يصبون إليهم يتوقف لطفهم في معاملتهم لك ويزول شوقهم إليك ويعوضه تجاهلهم لك لم وتبرمهم منك...

تتحدث إلى أحدهم فلا تسمع منه إلا الكلام الجميل والعبارات الأنيقة وفي ثنايا كلامه يذكر لك أحيانا آية قرآنية وأحيانا أخرى حديثا نبويا شريفا، ولا يكف لسانه عن ذكر اسم الله عز وجل واللهج به في كل المواضع وبكل الأشكال والصنوف، ولا ينسى أن يخبرك أن الشيخ الفلاني في الفضائية الفلانية قال كذا وكذا وخطيب الجمعة في ذلك الجامع أكد هذا الأمر أو نفاه، ولا يفوته أن يناقش تلك الفتوى ويحللها أو يعارضها إن جزئيا أو كليا، هذا إذا لم يأخذ مكان المفتي فيحلل لك ما يشاء ويحرم لك ما يريد، ولا يتعب من أن يذكرك في كل آن وحين وبمناسبة وبدون مناسبة أنه ذهب إلى المسجد أو أنه خرج منه أو أنه صائم هذا اليوم أو أنه ساعد تلك العائلة الفقيرة بمبلغ مالي معين، ثم بعد ذلك تكتشف أنه استولى على ميراث أبيه وحق أخوته فيه وأنه كان مدينا بمبالغ مالية لبعض الأشخاص ولم يسدد ذلك الدين على الرغم من قدرته على سداده، وفي الليل بالمقهى تسمعه يتفنن ويبدع في قول الكلام البذيء والعبارات النابية التي لا تليق برجل مثله وكأن لسانه لم ينطق منذ قليل بآيات من القرآن الكريم وبأحاديث للرسول عليه الصلاة والسلام...



بعضهم يقصد البقاع المقدسة ويؤدي مناسك الحج ويعود شخصا آخر ويظل لمدة طويلة وهو يسرد لأفراد عائلته وأصدقائه الأحداث التي عاشها هناك ويصف لهم المشاعر التي انتابته في أقدس مكان عند المسلمين ويصر إصرارا غريبا على أن يناديه الآخرون بالحاج أو عم الحاج، وفي ما بعد تكتشف صدفة أنه اشترى من عطار الحومة عددا من صناديق المشروبات الغازية أو علب العصير أو المرطبات احتفاء بالمدعوين الذين جاؤوا ليودعوه يوم ذهابه إلى البقاع المقدسة ولم يسدد ثمنها في الإبان فبقي دينا في عنقه لم يسدده بعد مرور سنوات على الرغم من علمه وتذكير العطار له بذلك الدين...
هؤلاء المنافقون تصادفهم في كل مكان وتجد نفسك مجبرا على التعامل معهم... أحيانا يستغفلونك وينطلي عليك نفاقهم الذي لا تكتشفه إلا بعد فوات الأوان، وأحيانا أخرى تنتبه إليهم وتكتشفهم بسرعة فيتجنبونك ويحذرون من التعامل معك ولكنهم لا يتوانون عن البحث عمن ينطلي عليه نفاقهم وتستمر عجلة النفاق في الدوران....
مشاكس




Comments


7 de 7 commentaires pour l'article 30512

Keiser  (France)  |Mercredi 10 Novembre 2010 à 23:57           
Au lieu de parler et de critiquer des gens, chacun s’occupe de soi même et essaye de s’autocritiquer et de se rapprocher du parfait tout en respectant la liberté et la vie privée des autres. comme ca, on s’occupe de résoudre d’autres problèmes qui nous touchent ensemble : l’emploi, la sécurité sociale, l’éducation, …etc.

Keiser  (France)  |Mercredi 10 Novembre 2010 à 15:03           
كل ما نشهده من أعمال عنف ورباطة جأش ، و ما نسمعه من كلام بذيخ هو ناتج عن عدم وجود الثقة في النفس وعدم التحكم عليها٠ و هذه الحالات ناتجة عن جهل إجتماعي و إنعدام وجود الثقة والعدل بيننا، فترى الناس يتكلمون ويبدون آرائهم وأحكامهم بعواطفهم، سكارى بجوارحهم يضحكون ويمجدون القوي و يخضعون له ٠ وتراهم أقوياء، يتهكّمون على ما أضعف منهم ويظربونه بشتّى الوسائل بدون إعتبار كلما طالت بهم أياديهم٠ فهم حكماء و علماء طالما وجدوا من حليف و
جاهل يصغ إليهم، مثلهم كمثل الذين إشتروا الملاهي ببيع أرضهم وشرفهم أو كمثل طحان يتصور أن القمح ينموا فقط لتشغيل طاحونته ٠ أخي المواطن إن الجهل و الجبن أكبرا عدو للمجتمع لا بد من سحقهما، إنهما مورد للأنانية، والأنانية تولد الحسد، والحسد يولد البغضاء، والبغضاء تولد الإختلاف، والإختلاف بيننا يولد الضعف وما يليه من ذل وهوان مما يأدي إلى سقوط الدولة ٠ إن إستقلالية القضاء ، و إقامة العدل بيننا مع حرية التعبير و التعليم من المهد إلى
اللحد هو أجدر طريق للرقي بمجتمعنا إلى القمة والأمان ٠ إن في عدم تدخلنا في الحياة الخاصة للمواطن وإحترامنا له توحيدا لصفوفنا في السراء والظراء ٠ فلا تجعل العقل ضحية لقلبك وخاطب الناس على قدر عقولهم فدليل عقل المرء فعله ٠ و لا تجعل حب الذات يطغى عليك ويشقيك فإن السعادة تأتي من حب الغير٠ في الختام أريد أن أذكركم بكلمات كتبت بلغتكم لعلكم تعقلون؛ قد حكمت وعدلت فأمنت و نمت ؛ متى استعبدتم الناس و قد ولدتهم أمهاتهم
أحرارا ؛ قل الحق و لو كان على نفسك ؛ هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؛ ذكر إنما أنت بمذكر لست عليهم بمسيطر ؛ خذوا العلم من المهد إلى اللحد ، ٠٠٠ ألخ ٠٠٠

Fethi  (Tunisia)  |Lundi 8 Novembre 2010 à 23:49 | par             
(Essalamo alaykom) c est la masque qu ils utilise

Normaaaaaaaaal  (Tunisia)  |Lundi 8 Novembre 2010 à 23:13           
بل هي آفة قديمة في الشعوب العربية بالخصوص... أصبح النفاق في ايامنا خيار استراتيجي و لكنه غير معلن ..كما أن السلام خياراستراتيجي معلن عند القادة العرب (؟) و كلها قيم و أسلحة فاسدة.. ماذا تريد أخي المشاكس؟ وهل نقدر أن نخرج من جلدتنا؟

BILAW  (Tunisia)  |Lundi 8 Novembre 2010 à 13:42           
مقال ممتاز يعري بعضا من نقائص مجتمعنا و يفضح كثيرا من المنافقين فشكرا لصاحبه و شكرا لبابنات على تلك الصورة الجميلة المعبرة المرفقة بالمقال و التي دعمت النص و زادته أناقة و جمالا

SASA  (Tunisia)  |Lundi 8 Novembre 2010 à 12:12           
ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار

Ibtiss  (Tunisia)  |Lundi 8 Novembre 2010 à 09:31           
Ils sont partout!
ils sont parmi nous


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female