للموسم الثالث على التوالي بالفضائية تونس 7 : الشيخ النجم محمد مشفر و الخطاب غير المشفــّــر

<img src=http://www.babnet.net/images/3/machfar75.jpg width=100 align=left border=0>


أعترف في البداية أنني أصبت بحيرة حينما فكرت في وضع عنوان لهذا المقال، ومبعث حيرتي هو الآتي: هل أعتمد عبارة الشيخ محمد مشفر أم عبارة النجم محمد مشفر؟! فهو أولا وقبل كل شيء شيخ لمعارفه المتنوعة المتصلة بديننا الحنيف ولاطلاعه الواسع على أحكام القرآن الكريم وعلى أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو إلى ذلك نجم لأن صوته مسموع بإذاعة الزيتونة للقرآن الكريم وبالفضائية تونس 7 خلال شهر رمضان المعظم للموسم الثالث على التوالي ولأن أغلب الناس صاروا يتحدثون عنه بإطناب كبير وبإعجاب أكبر ويلهجون بذكره على الرغم من وجود آراء أخرى تعارض بوضوح أسلوب محمـد مشفر وطريقة تناوله لبعض المسائل الدينية، بل لا أبالغ إذا قلت إنه أصبح علما على رأسه نار، يتابعه الناس بمختلف فئاتهم وشرائحهم وأعمارهم ومستوياتهم العلمية، ويحظى باهتمام واسع في كل ما يقدمه على أمواج إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم من شرح مستفيض للقرآن الكريم ولأحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام ومن إلقاء لخطبة الجمعة ونقلها عبر إذاعة الزيتونة وفي ما يقدمه من أحاديث على الفضائية تونس 7 بمناسبة شهر رمضان المعظم، ولذا حبذت في النهاية أن أتحدث عن محمد مشفر بصفة الشيخ النجم ....

حدثني صاحب سيارة لواج قال: كنت من عادتي أن أفتح المذياع في السيارة التي أشتغل عليها، وفي كثير من الأحيان أختار الاستماع إلى إذاعة الزيتونة للقرآن الكريم، وذات سفرة وأنا في الطريق طلبت مني امرأة مسنة تركب سيارة اللواج من الخلف أن أرفع صوت المذياع عندما سمعت أن الشيخ محمد مشفر هو المتحدث في أحد برامجه وذلك حتى تستمع إليه جيدا وبكل وضوح، ومن الصدف أننا وصلنا إلى المحطة المقصودة والبرنامج المذكور لم ينته بعد... نزل كل الركاب إلا تلك المرأة المسنة رفضت أن تبارح مقعدها وقد رجتني بإلحاح غريب أن أسمح لها بالبقاء داخل السيارة ريثما ينتهي برنامج الشيخ النجم محمد مشفر وهي لا تريد أن يفوتها شيء مما يقوله ومما يقدمه من تفاسير وأحكام ومواعظ بأسلوب رشيق ....





إن الشيخ النجم محمد مشفر سحر كل مستمعي إذاعة الزيتونة فلا تسمع منهم وهم يتحدثون عنه إلا: الله يرحم والديه والله يكثر من أمثاله والله يبارك له والله يعطيه الصحة... وكل ذلك لا لأنه أتى بما لم يأت به الأولون والآخرون ولا لأنه علامة زمانه أوتي كل العلم وإنما لأنه ـ وببساطة شديدة ـ يخاطب القوم بما يفهمون... لم يتفلسف... لم يعقد الأمور ولم يصعبها ولم يعسرها على نفسه وعلى المتلقي... لا يتكلم بالصعيب ولا بالفقهي ... لم يلتجئ إلى العبارات الخشبية المحنطة... لا يعترف بالعبارات الحجرية التي لا تلين أبدا... خطاب الشيخ محمد مشفر خطاب واضح،مباشر، مفهوم، غير مشفــّــر، لا يحتاج إلى فك شيفرته، لا يحتاج فيه المتلقي إلى أن يكون متبحرا في علوم اللغة أو علوم الدين حتى يفهم ما يقوله الشيخ... المستمع ليس في حاجة في كل مرة إلى أن يحل الكتاب على ما يقوله النجم محمد مشفر حتى يتواصل معه وحتى يعجب بما صدر عنه وحتى لا يقول في نفسه: تحبلي عزام و رأسه عريان لأفهم ما يقوله هذا الشيخ...



الشيخ محمد مشفر بأسلوبه السلس المميز يشد إليه المستمع والمشاهد شدا ويفرض عليه أن يستمع إليه وأن يتلقف كل كلمة يتلفظ بها ... الشيخ النجم محمد مشفر يجسد ذلك الشعار الخاص بإذاعة الزيتونة وهو من القلب إلى القلب ... كل ما يقوله ينفذ إلى القلب نفاذا سريعا... الشيخ أكد أن لغتنا الدارجة جميلة ورائعة ورشيقة وثرية للغاية وقادرة على تحمّل المعاني المختلفة والتعبير عنها بكل دقة إذا ما أحسنا استعمالها ووظفناها بالشكل المطلوب... الشيخ النجم فهم أن مستمعيه يختلفون من حيث المستوى التعليمي فنجد الأمي ونصف الأمي ونصف المتعلم والمتعلم والجامعي الأكاديمي ولا شيء يمكن أن يشد هؤلاء جميعا ودون استثناء إلا اللغة المشتركة بينهم جميعا وهي اللغة اليومية المستعملة في البيت والشارع والمقهى ومقر العمل، وأية لغة يعتمدها الشيخ النجم؟؟!! إنها لغة من قاع الخابية... جرّب وحدّث بلغة عربية فصيحة وصعبة أحدهم وأنت تجالسه في المقهى أو ترافقه في جولة أو تشتغل معه في مقر العمل أو تستضيفه في بيتك فلن يستمع إليك أبدا ولن يهتم بما تقوله وإن استمع إليك ففي نهاية حديثك سيقول لك أربعين نمالة دخلو ها كالغار ...

الشيخ محمـد مشفر فهم أن الملفوظ والمسموع يختلفان جذريا عن المكتوب والمقروء، فأنت حينما تكتب نصا وتنشره في كتاب أو مجلة أو جريدة أو موقع إلكتروني يقرأه الآخرون بتمعن وتتاح لهم فرصة قراءته أكثر من مرة، وإن اعترضتهم كلمة صعبة أو معلومة معقدة فإمكانهم أن يعودوا إلى المنجد أو الموسوعة لتحديد المعنى المقصود من تلك الكلمة أو المعلومة، بينما حينما تتكلم وتوجه الخطاب إلى الآخرين يستمعون إليك مرة واحدة، فلا مجال لأن تعيد لهم ما تلفظت به ولا سبيل إلى أن يستمعوا إليك ثانية، وبالتالي إذا لم تكن لغتك سهلة وفي المتناول فإنّ لا أحد يقدر على أن يفهمك وأن يتابعك وأن يـُمسك و هو ينصت إليك برأس الفتلة ، ولذلك أول شيء يفعله المتلقون هو أن يكفوا عن متابعتك والاستماع إليك لأنّ لا تواصل بينك وبينهم... فما بينك وبين المستمع إلى الإذاعة أو المشاهد للتلفزيون إلا زر يضغط عليه وينتهي كل شيء؟! و ما بينك و بين المتلقي لخطبة الجمعة في المسجد إلا أن ينام وتسمع شخيره إذا شعر أنك وأنت الإمام الخطيب تستعمل حرفيا لغة الفقهاء في كتبهم وليس بإمكانه أن يستوعب محتواها؟! وما بينك وبين متلق لمداخلتك في أحد الاجتماعات إلا أن يـُمسك بجواله ويتظاهر أن أحدهم اتصل به ويغادر القاعة إذا أحس أن قناة التواصل بينك وبينه غائبة تماما لأنك تتكلم بالفقهي والصعيب ...!!
لقد تمكن الشيخ النجم محمد مشفر مع ثلة من المنتمين إلى إذاعة الزيتونة من تغيير الخطاب الديني ومن جعله مواكبا للعصر ومن تقريبه إلى المتلقي (في الإذاعة أو التلفزيون) الذي حصلت له الفائدة وعرف كثيرا من الأشياء تخص دينه كان يجهلها. وأسهم الشيخ محمد مشفر من موقعه في سد الفراغ الموجود في مجال الوعظ الديني، و قد كنا نادينا في ما سبق إلى تغيير الخطاب الديني وتبسيطه حتى يحقق أهدافه... ولئن كان الشيخ النجم محمد مشفر اختار اللغة البسيطة لتبليغ أفكاره فإن هذا يــُـعدّ ثقة في النفس كبيرة وإنّ هذا التوجه لا يسيء إليه ولا إلى مستواه العلمي أبدا خاصة وأنه متمكن من اللغة العربية الفصحى و ضليع فيها ....

ياسين الوسلاتي

سبق لهذا المقال أن نشر بجريدة الصريح .



Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 29196

Mokh  (Kuwait)  |Mardi 17 Août 2010 à 10:12           
Chikh machfer est une vrai star
bonne continuation chikh :)

Elias  (United States)  |Lundi 16 Août 2010 à 23:30           
Nos imams, instituteurs, professeurs, administrateurs, ... doivent tous s'inspirer de l'esprit positif, courtois, moderne et ouvert du cheikh m. l'archaisme et l'etroitesse d'esprit sont le garant de despotisme et d'intolerance.

Stoufa  (Tunisia)  |Lundi 16 Août 2010 à 15:38           
Un grand personnage.
il a conquis les tunisiens.
il a l'intelligence de s'adresser aux tunisiens avec le langage dialectal qu'ils comprennent aisément, il a le talent pour bien manier ce dialecte, où d'autres peuvent paraître un peu lourds, et il a le savoir et la science nécessaires pour interpréter correctement le coran et la sunna, nous délivrer le message divin juste, et rectifier les éventuelles erreurs et dérives commises par certains.
sa popularité nous rappelle celle de laroui, grand chroniqueur radiophonique, qui utilisait la même méthode, le dialecte tunisien, avec le même talent, dans un tout autre domaine évidemment.
il fait beaucoup pour l'islam.

Tounsi_3  (Canada)  |Lundi 16 Août 2010 à 15:15           
Merci mr mchaffer

Lecteur  (Tunisia)  |Lundi 16 Août 2010 à 14:25           
On apprécie beaucoup m.machfer soit à la tv ou à la radio sa methode de presenter est tres simple et aussi tres proche de tout le monde. merci et bravo notre cheikh machfer

Tounsi  (France)  |Lundi 16 Août 2010 à 11:55           
الله يباركلو

الله يباركلو  (Tunisia)  |Lundi 16 Août 2010 à 10:59           
الله يباركلنا في الشيخ مشفر والله يفضلهولنا
وينفعنا به و جميع المسلمين
ان شاء الله نراووه يزيد رفعة على رفعة في الدنيا قبل الآخرة على طيبتو والعلم اللي قاعد يعلملنا فيه
راهو ما تتصورش يا شيخ قداش نحبك وندعيلك ديما في صلاتي ربي يزيد يفتح عليك

Ameni  (Tunisia)  |Lundi 16 Août 2010 à 10:42           
Cheikh mo7amed mechfer mérite cet article et le nom de cheikh najm vraiement il est est star pour son language et sa manière de transmettre le message baraka allahou fih.


babnet
All Radio in One    
*.*.*
French Female