بيت صدام يثير ضجة و نسمة ترد

أثار بث قناة نسمة مسلسلا بريطانيا عن حياة الرئيس العراقي السابق صدام حسين جدلا واسعا في الشارع التونسي وفي الاوساط الفنية والاعلامية في البلاد بين رافض لفكرة اتاحة الفرصة لمسلسل يسيء للعرب ويستفز مشاعرهم وبين مناصر لبثه بداعي حرية التعبير.
وبدأت قناة (نسمة تي.في) الاسبوع الماضي في بث الحلقة الاولى من مسلسل /بيت صدام/ الذي أنتجته هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وصور أغلب احداثه في تونس منتصف عام 2007.
وبدأت قناة (نسمة تي.في) الاسبوع الماضي في بث الحلقة الاولى من مسلسل /بيت صدام/ الذي أنتجته هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) وصور أغلب احداثه في تونس منتصف عام 2007.
وعلى اثر الضجة التي رافقت العرض وافتنا قناة «نسمة» بالتوضيح التالي :
«بيت صدام» عمل درامي يشبه عديد الأعمال الدرامية التي تنطلق من سيرة شخصية تاريخية، والسلسة موضوع الحال التي شرعت قناة «نسمة» في بث حلقاتها الأربع تقدم شخصية الرئيس العراقي الراحل صدام حسين مستعرضة صورا من حياته في وسطه العائلي ومحيطه السياسي والاجتماعي في اطار سيناريو تلفزي للخيال فيه نصيب كبير.
|
وهو عمل روائي من انتاج «البي بي سي» وليس وثائقيا وبالتالي لا يمكن تقييمه والحكم له أو عليه من منظور مطابقة الأشخاص والأحداث المعروضة مع الحقيقة التاريخة وللتذكير فإنه غالبا ما تتناول عديد الأعمال التونسية أو العربية حياة بعض الأشخاص التاريخية السياسية منها والأدبية أو الفنية من زاوية روائية تطغى من خلالها على ا لمؤلف أو المخرج الرؤية الذاتية وذلك على غرار انتاجات مستوحات من التاريخ من أمثال فيلم «ثلاثون» وفيلم «ناصر 56» ومسلسلات «الملك فاروق» و«أم كلثوم» و«اسمهان» و«أبو جعفر المنصور» و«الحجّاج بن يوسف» و«سقوط غرناطة».
وقد لاقت مختلف هذه الأعمال وتلاقي ردود فعل متفاوتة وفي كثير من الأحيان متباينة خاصة بشأن علاقتها مع الالتزام بالحقيقية التاريخية البحتة أو بسبب ما تثيره من أحاسيس وما تحدثه من تأثيرات لدى بعض المشاهدين العرب باعتبارها مستمدة من واقع عراقي سخن لا نزال نعيشه مثلها مثل عديد الأعمال الشبيهة التي تصنع شرقا وغربا.
لكن ألا يجوز كذلك أن نتعود على مشاهدة مثل هذه الأعمال الفنية الروائية بالعين المجردة دون تشنج أو مغالاة بالمسافة النقدية اللازمة وبمبدإ النسبية والاعتدال ودون تحميلها جزافا، عاطفيا أو سياسيا أو ايديولوجيا أكثر مما تحتمل ولا أن يكون بثها منطلقا للحكم على النوايا والتخمينات الخاطئة.
وفي هذا السياق فقد سبق أن بثت «نسمة» خلال شهر رمضان الماضي مسلسل «هدوء نسبي» الذي وإن لاقى استحسان الأغلبية فإنه لم يسلم بدوره من النقد السلبي وحتى من الانتقاد حيث لامه البعض على عدم مجاراته لما سماه «بالحقيقة التاريخية» بينما لم يعد هذا العمل الممتاز أن يكون سردا روائيا من خيال مؤلفه ومن قراءة مخرجه ومن خلال منظار مجموعة من الممثلين تقمصوا شخصية المراسلين العرب وواكبوا الأحداث التي أدت الى سقوط بغداد جراء العدوان الأمريكي على العراق.
وتبقى سلسلة «بيت صدام» التي تم تصويرها في تونس بمشاركة عدد من ممثلينا المعروفين أمثال فؤاد ليتيم ومحمد علي النهدي ولطفي العبدلي ونادية بوستة، عملا تلفزيا لا يترجم إلا عن وجهة نظر مؤلفيه ومنتجيه و«عملا لا يقيم إلا من حيث مستوى قيمته الفنية» مثلما صرح بذلك المخرج القدير شوقي الماجري خلال حضوره كضيف لبرنامج «ناس نسمة» يوم الجمعة الماضي
Comments
21 de 21 commentaires pour l'article 17624