النساء يفهمن سر اللعبة المالية

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/babnetlogoggg.jpg width=100 align=left border=0>


بسبب عقدة مترسخة من علم الحساب، فإنني لا أقرأ الصفحات الاقتصادية في الصحف ما لم تكن هناك قضية مهمة مثار جدل، وربما طفشني من الصفحات الاقتصادية في الصحف العربية أن كثيرين من القائمين عليها لا علاقة لهم بالاقتصاد كـ علم ، بل ومن تجربتي في الصحافة العربية: قد يستيقظ محرر رياضي يوما ليكتشف أنه تم نقله إلى القسم الاقتصادي أو الثقافي أو الإعلانات، وقد يتم تحويل مندوب إعلانات إلى محرر في المحليات ، وقد يصبح مصمم ومخرج الصحيفة مصححا لغويا بفرمان رئاسي .. ولكنني أقرأ في الاقتصاد لأصحاب الاقتصاد، رغم أنني قد لا أفهم بعض ما يقولونه، فعدم الإلمام بمجريات الأمور الاقتصادية يؤدي إلى قصور في فهم الأحوال السياسية والاجتماعية.. ومن عجيب ما قرأته عن شؤون المال والاقتصاد مقال للصحافي البريطاني المخضرم وليام ريس موق، كتبه في ديسمبر من عام 2004، وطلعت من المقال باستنتاج بأنني لست على حق عندما إستخف بهوس زوجتي باقتناء المشغولات الذهبية، حتى أصبتها بعقدة من الذهب.. ويقول الكاتب أن جورج دبليو بوش كان شؤما على دنيا المال، فعندما صار رئيسا للولايات المتحدة في 20 يناير من عام 2001، كان سعر أونصة (أوقية) الذهب 266 دولارا، ومع نهاية ولايته الأولى كان السعر قد ارتفع إلى 450 دولارا، في الستينات والسبعينات كان السعر الرسمي لأونصة الذهب 35 دولارا، ثم طار إلى نحو 850 دولارا في عام 1980، والكارثة هي أن الدولار هو اللغة الرسمية لمعظم المعاملات التجارية في العالم وانهيار أسعاره يؤدي- كما حدث في السبعينات - إلى ارتفاع معدلات التضخم وأسعار النفط والفوائد البنكية والاضطرابات العمالية وارتفاع معدلات البطالة.. والدولار في التحليل الأخير مجرد ورقة، يتوقف حجم المطبوع والصادر منها على تقدير البنك الاحتياطي المركزي الأمريكي، وكون الدولار نقود مجرد عُرف في حين أن الذهب نقود حقيقية في ذاته ، وخلال المائة عام الماضية فقد الدولار 95% من قوته الشرائية، وفقد الإسترليني 98% من قوته الشرائية بينما كان الفقد بالنسبة للفرنك الفرنسي والين الياباني والمارك الألماني 100%.. وبالمقابل كان سعر أونصة الذهب في عام 1904 نحو أربعة جنيهات إسترلينية وبنهاية عام 2004 كان سعره قد وصل إلى 235 إسترلينيا.. وبقيت قوته الشرائية ثابتة - تقريبا - رغم التقلبات في قيمته، فالذهب يحافظ على قيمته لمدى طويل في حين أن قيمة العملة الورقية تصل حتما إلى نقطة الصفر.. وكل الاستثمارات في العالم إما فعلية ملموسة أو سائلة، ولا تكون الاثتين معا... البيت مثلا استثمار واقعي ملموس ويحتفظ بجزء من قيمته ولكن تحويله إلى نقد يتطلب وقتا، والسندات الورقية سيولة في غالب الأحوال، ولكن خطأ متعمدا أو غير مقصود من الجهة التي تصدرها قد يفقدها بعض أو كل قيمتها، بينما الذهب ليس مجرد سند يتحكم فيه طرف ما بل هو نقد سائل يكون مقبولا حتى عندما تكون بعض العملات الورقية مرفوضة.
يعني نساؤنا لسن عبيطات لأنهن مغرمات بتكويش الذهب، وكل ما في الأمر هو أن ذوق بعضهن تالف، خاصة فيما يتعلق بالقلادات التي تتدلى من الرقبة، فتبدو الواحدة مثل درويش يعلق في رقبته أشياء غير متجانسة.. وهناك أساور المعصم الاستعراضية عندما تضع الواحدة نحو كيلو من المشغولات على يديها فتبدو وكأنها مجرم في طريقه إلى سجن سويدي (الكلبشات في السويد من النحاس اللامع.. احتراما للمجرمين).


جعفر عباس





Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 1563


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female