أين ادانة الرئاسة للانقلاب في تركيا!!؟؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/turquiele1607xxxx0.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

لئن كشف الانقلاب في تركيا عن أغلب الرافضين للشرعية الدستورية، ممن اختاروا طريق العنف والحديد والنار لتغيير نظام الحكم، وارسل بهم الى الاعتقالات والمحاكمات التي تصل عقوبتها الاعدام من أجل خيانة وطنهم، فانه بالمقابل كشف النفاق الدولي من الانظمة التي تدعي الديمقراطية واحترام ارادة الشعوب ان لم يكن تآمرها، أما داخليا في تونس فقد عرّى كل دعاة الحداثة والديمقراطية والشرعية المزيفين الذي سقطت عنهم ورقة التوت تباعا بعد تورطهم بشكل مفضوح في دعم الانقلاب، وفي نفس الاطار يبدو أن الرئاسة غير معنية بالاعتداء على الامن والنظام الحاصل في تركيا البلد الشقيق الذي طالما دعّم تونس في محنها وساعدها امنيا واقتصاديا وتضامن معها في كل الهجمات الارهابية التي تعرضت لها.





رجب طيب اردوغان رئيس شرعي منتخب بنسبة تقارب 52% في انتخابات ديمقراطية وفق دستور البلاد اعترفت بها المعارضة، اما حزبه الحاكم فحقق اغلبية برلمانية قادته لحكم البلاد بعد حصوله على قرابة 47% من مقاعد البرلمان، اما من حيث الانجازات فحزب العدالة والتنمية حقق نتائج اقتصادية ارتقت بتركيا الى مرتبة القوى الكبرى دوليا، وبالتالي فالطريق الوحيد للتغيير السياسي لا يكون الا عبر ارادة الشعب ووفق الدستور، والانقلاب الحاصل لئن رفع شعار حماية الديمقراطية والحقوق فقد كان اول من رفضه المعارضة والشعب الذي نزل بعشرات الالاف لاجهاض الانقلاب على ارادته.

وبرغم ان الوضعية كانت واضحة ووجب التنديد والتصدي للانقلاب الغاشم فان ما يثير الاستغراب هو الصمت المريب الذي تواصل لساعات في الاوساط الغربية قبل ان تعلن الولايات المتحدة دعمها للحكومة الشرعية، والحقيقة انه لا يمكن لعاقل ان يقبل ان كل الدول الغربية باستخباراتها الضاربة لم يكن لها علم بالعملية الواسعة التي استهدفت كل المراكز الحيوية السيادية: رئاسة الاركان وجسر البوسفور والمطار والبرلمان ومبنى التلفزيون والمنتجع الذي يقيم فيه الرئيس ومركز الاستبارات.. وهو ما يثبت وجود تواطؤ غربي ولو بالصمت، والتصريح الامريكي لم يصدر الا بعد ظهور اول علامات فشل الانقلاب بعدما كنا نلحظ ادانة آلية للانقلابات في عديد الحالات السابقة.

في تونس الامر كان اكثر افتضاحا، وعديد النخب السياسية والاكاديمية والاعلامية عبرت صراحة عن دعمها للانقلاب الدموي، ومساندتها المطلقة للاطاحة بطرق الحديد والنار برئيس وحكومة منتخبة معبرة عن حقد اديولوجي اعمى ولكن ايضا عن بربرية في التفكير ومصادرة لكل قيم سلطة الشعب ومدنية الدولة وقيم الجمهورية والدمقراطية التي لطالما شنفوا بها آذاننا، وألفة يوسف وبدرة قعلول والكثير عبر شبكات التواصل الاجتماعي عبروا عن دعم الدموية في تغيير الحكم، ولكن الشعب التركي والمؤسسات الدستورية والسياسية سفهت احلامهم الوحشية، وفيهم من حرّض على الانقلاب صراحة في تونس، غير ان ما يزيد الاستغراب هو الصمت غير المفهوم من الرئاسة في قضية اقليمية كان من الاولى ان تدلي فيها ببيان قبل الجميع.

والتداخل مع تركيا سياسيا وجغرافيا وتاريخيا وفي المبادىء يفرض موقفا صريحا فوريا، فالسياسة الخارجية التونسية تقوم على دعم الحقوق والحريات والشرعية الدولية، وتتبنى مبادىء الديمقراطية وسيادة الشعوب والبلدان، وتدافع عن الامن والسلم الدوليين، وتقوم على مبادىء الجوار والتعاون، والانقلاب خرق صارخ لكل هذه المبادىء والقيم، وفضلا عن ذلك تركيا الحقيقة اكثر من ساعد تونس على كل الصعد وتضامن معها في كل محنها، ومع ذلك استمر صمت الرئاسة، ولا يمكن في كل الحالات الاكتفاء بمجرد بيان لاخارجية هو ذاته تأخر كثيرا.

في الهجوم الدموي الحاصل في نيس تحرك السبسي بسرعة قياسية واتجه صوب السفير الفرنسي في مقر اقامته وكتب رسالة تعزية وتضامن خطية ممضاة بيده، اما في قضية اعتداء على الشعب والسلطة والقانون والدستور وكل القيم فيبدو ان مصالح الرئاسة تعطلت خاصة وان بعض المستشارين هنالك كانوا ولازالوا من الاعداء الايديولوجيين للنظام التركي، وحتى من باب الحفاظ على المصالح فان تركيا يمكن ان تكون حليفا وشريكا على عديد الاصعدة وجب التضامن معها في الانقلاب والتنديد به من اعلى مستوى وباشد عبارات الادانة، ونعيد السؤال في النهاية لماذا صمتت الرئاسة ولماذا تعتمد في كل مرة ازدواجية المعايير واين المبادىء الخارجية التونسية!!؟؟

(*) قانوني وناشط حقوقي


Comments


23 de 23 commentaires pour l'article 128413

Nouvelletunisie  (Tunisia)  |Dimanche 17 Juillet 2016 à 16:40 | Par           
سكان ما يسمى بدولة تونس لا يعلمون ويتعلمون لا ثقافة ولا أخلاق

Mandhouj  (France)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 23:03           
إعتقال قائد الجيش الثاني ، المسؤل على تأمين الحدود مع سوريا !!! من الساعات الأولى للانقلاب ، و ظهور بدايات الفشل صرح الرئيس روحاني بأن إيران تدخل في إجماع على أعلى مستوى ... في سياسة الدول ، المصالح تمر قبل القيم ... و هذا الكلام لا أقوله في حق إيران فقط ، لكن في حق كل الدول ، خاصة الكبرى ... وكلنا رأينا تلكأ الدول الغربية في إدانة العملية الانقلابية ...
يخرب بيت الانقلابي أيا كان .

تصبحون على خير .

Mandhouj  (France)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 22:48           
بعد متابعة دقيقة بدقيقة الليلة البارحة ، حتى الصباح ، عاش الكثير منا حالات من القلق ... لكن ما حدث فعلا كان عظمة ، عظمة الشعب التركي .. في أقل من ساعة، امتلأت الشوارع و سعد الشباب على الدبابات ... و قيل لا نريدكم .. لا نريد الإنقلاب ... نام كثير م، العوامل ساهمت في فشل الإنقلاب ، منها ولاء المؤسسات المدنية والقضائية و الأمنية (الشرطة و القوات الخاصة ) للدولة المدنية الديمقراطية ... تخلل تلك العوامل عوامل نفسية ، و عوامل رمزية ... شجاعة الرئيس
اردوغان لعبة دور كبير ... بعد استلاء الجيش على مطار إسطنبول ، وكان الرئيس متجه لاسطنبول، يسأل أحد الصحافيين، مراسله هناك : لماذا إذا يذهب إلى مطار إسطنبول ، هل يريد المواجهة ؟ أجابه المراسل ، أنت لا تعرف اردوغان ... نام بعد ساعة من بدايت الإنقلاب ، و رغم إذاعة البيان الأول التلفزي ، بدأت تظهر بدايات الفشل ... على رأسها و كانت عامل نفسي أساسي ، مساندة المعارضة للحياة الديمقراطية، إجتماع النواب ... ذلك هو قدر الشعوب ... إذا ارادت الحياة ...
اليوم على تركيا يجب أن تعي الدرس بعمقه الداخلي ، و الخارجي .. في الداخل يجب أكثر ديمقراطية ، أكثر إستماع للمجتمع المدني ... أما على المستوى الخارجي ، الأتراك يفهمون العالم أكثر مني ...

تحية لكل أبناء الموقع ...

Tounsi68  (France)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 22:43 | Par           
للأسف الشديد في تونس المنكوبة ليس لدينا نخبة سياسية لكن مجموعة من الأوباش و الانتهازيين بلدهم التي ولدوا فيها و أكلوا خيراتها لم تجد فيهم الخير لعنة الله عليهم

Moutaten_Tounsi  (Tunisia)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 22:05           
ليس لنا رئيس. نقطة وارجع للسطر. و الأتراك عارفين ذلك. فلا خوف من لومهم.

AbouSadine  (Tanzania, United Republic)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 21:34           
أش من تنديد ؟ ياخي موش قالولكم رئيس مريض شوية و موش قد بعضوا بالأمارة حتى فرنسا مامشالهاش ماش يعزي هولند و أقتصر على السفارة ...

Forzatunisia Révolutionnaire  (France)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 19:17           
مادام المسؤول الكبير فرنسوا هولند لم يُبدي رأيه فإن حسونة الباجي ليس له الجرأة على إتخاذ قرار بشأن الإنقلاب العسكري بتركيا!! كذلك أن الفترة الزمانية التي جرت فيها محاولة الإنقلاب (بداية من الساعة22) هي فترة يغط فيها سي الباجي في نوم عميق و يكون فيها أغلب جهابذة المستشارين في أحدى الحانات لنسيان أسبوع شاق من العمل!! لك الله يا تونس

Langdevip  (France)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 18:59           
إلي وقع في نيس الفرسنية اخطر من انقلاب الكراسي , والمجرم تونسي



اكتب يا كاتب عن الكوارث و خلي العثماني مهوش مستحق ليك باش ادافع اعليه

و لا فرق ما بين ازروخان و بن علي


Langdevip  (France)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 18:51           
مقال هزان قفة

المشاكل الداحلية لدولة مشكلتها و لا دخل في امورهم, الشعب التركي كبير و يعرف الدمقراطية

قبل دول بول البعير

و سي الكاتب حقوا كتب على ما يحدث في تونس , وقت دلاع و بطيخ و هندي والسياحة ماشية

بالله خلي الاتراك في حالهم , تونس غير تسد قعرها

Hassine Hamza  (Tunisia)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 18:29           

سمعنا أن فرنسا أغلقت سفارتها وتمثيلياتها القنصلية والثقافية في تركيا
وكان هذا قبل 14 جويلية
فقلنا ربما الاستخبارات الفرنسية كانت متوجسة من عمليات ارهابية قد تحصل ضد مصالحها في تركيا

ولما سمعنا بما حصل في مدينة نيس الفرنسية
قلنا أن الاستخبارات الفرنسية تحصلت على معلومات منقوصة

واﻵن بعد ماحصل من محاولة انقلابية للجيش في تركيا
ماذا عسانا أن نقول؟

هل فرنسا كانت على علم بالانقلاب؟


Nouri  (Switzerland)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 17:53           
******

Observateur  (Canada)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 17:42           
ما فمّاش ما أتفه من رئيس أهم مشاريعو تركيز الصنب و شعب يصفقلوا

Observateur  (Canada)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 17:23           
حاشى الأقليّة منهم ،و اللّه الشعوب العربيّة و حكّامهم وعلى رأسهم الشعب التونسي و سياسييه و إعلامييه و أشباه مثقفيه هوما من أحقر و أتفه ما فمّا في العالم. زبالة الشكارة و البحر.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 17:21           
أين ادانة الرئاسة للانقلاب في تركيا!!؟ فريق النافورة كان يلوم المرزوقي لأنه بلا صلاحات لكن مع السبسي فقد تنازل عن الصلاحيات للمسؤول الكبير

Observateur  (Canada)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 17:13           
عندنا معارضة إنتهازية، عميلة و خاينة تدعوا الجيش للإنقلاب على الديمقراطية و جيش وطني و مسؤول يرفض الإنقلابات و في تركيا عندهم جيش خاين و عميل و معارضة مسؤولة ترفض الإنقلابات .

MENZLY  (Canada)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 17:07           
أين ادانة الرئاسة للانقلاب في تركيا!!؟ ماذا تنتظرون من رئيس في خريف العمر إتخذ من غلمان مجرمة و إستأصالية مستشارين له.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 16:56           
أين ادانة الرئاسة للانقلاب في تركيا!!؟ يبدو ان الكاتب لا يتابع الأحداث لأن المسؤول الكبير كان من أوائل المدينين للإنقلاب في تركيا ؟

Adem Ben Amor  (Germany)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 15:57 | Par           
تونس تقدم العزاء لأمها الالحنون فرنسا هذا هو همها الوحيد آلآن و نسيت ماذا قدمت تركيا لتونس من إعانات و مساعدات كهبة . و لكن اللحاس و المنافق يبقى دائما على نفس المنوال . لعنة الله عليهم أكبر المنافقين فوق سطح الأرض

GoldenSiwar  (France)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 15:54           
سي شكري يستنى في العسل من عند الفرززو كما يقولوا ...

Adem Ben Amor  (Germany)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 15:52 | Par           
!!!حتى تأكدت نهائيا من فشل الإنقلاب نفاق نفاق نفاق إردكان رجل شهم و قوي , موتوا بغيضكم أيها السفهاء تركيا أرتكم ما هي الديمقراطية الفعلية شعب وطني شجاع لا يخاف السلاح ووقف أمام الجيش و الدبابات , . كل ما أبهرني هو الأمن التركي الذي دافع جنبا لجنب الشعب , مما ذكرني ب 14 جانفي لما قتل الأمن التونسي الشعب و دس على كرامته و مازال يستعمل نفس الأعمال الدينئة إلى حد هذا اليوم . يحيا الشعب التونسي المسكين( أصحاب الأحياء الشعبية و الأماكن المهمشة) و الجيش التونسي الشجاع فقط . لا أكثر و لا أقل.

Potentialside  (Tunisia)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 15:51 | Par           
لن ترجع الأمور في تركيا إلى ما كانت عليه مع وجود آلاف من الجيش و القضاة بالسجون .نحن نريد كل الخير لاخواننا في تركيا لكن الواقعية تقول انه ثمة تذمر من سياسة اردقان فتحت الطريق أمام العسكر لقلب النظام .لن ترجع الأمور إلى الطريق السوي الا بانتخابات سابقة لأوانها .

KhNeji  (Tunisia)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 15:44           
سيدي كاتب المقال ماذا تنتظر من رئاسة على رأسها شيخ طاعن في السن أطال الله في أنفاسه ومستشار إسمه بنتيشة؟؟؟

Khemais  (Switzerland)  |Samedi 16 Juillet 2016 à 15:44 | Par           
كل دعاة الحداثة والديمقراطية والشرعية المزيفين في غيبوبة😡🇹🇳😡🇹🇳😡


babnet
*.*.*
All Radio in One