دام عرض "كارمينا بورانا" أكثر من ساعتين، وتألف من أربعة أجزاء موسيقية كبرى حملت على التوالي عناوين "سوبرانو" و"ميتزو سوبرانو" و"تينور" و"باص بريتون"، وهي مؤلفات موسيقية اتسمت بألحانها الشجية وعذوبة الأصوات الأوبيرالية النسائية ورقتها، على غرار مغنية الأوبرا الأوكرانية "سوزانا شاكويان" ومواطنتها "ألا بوزينياك"، بالإضافة إلى حضور أصوات أوبيرالية رجالية من إمضاء "ديمتري كوزمين" و"إيغور موكرينكو".

---

---

وعن اختيار هذه المؤلفات الموسيقية لتأثيث العرض، أوضح قائد الأوركستر السمفوني للإذاعة الوطنية الأوكرانية، "فلاديمير شيكو"، في تصريح لـ (وات)، أن "هذه الموسيقى تدعو إلى الحب والسلام والتعلق بالحياة"، مضيفا أن هذا النمط الموسيقي "يعد الأكثر تعبيرا عن ظروف الحياة القاسية التي يكابدها الإنسان اليوم في ظل اتساع رقعة الصراعات وتصاعد وتيرة الحرب وانتهاك حرمة البشرية".
وقال قائد الأوركستر السمفوني الأوكراني إن "السوبرانو" والأنماط الموسيقية المشابهة تتسم بكونها منفتحة على بعض الفنون الأخرى، "فهي ليست ألحانا تعزف وأنغاما تردد فحسب، وإنما هي أيضا رقص ودراما... إنها الموسيقى التي توحد الفنون الأخرى وتجمعها، وبالتالي فإنها تتماشى مع رسالتنا في توحيد الشعوب وجمعها وإيقاف نزيف الحرب الذي يهددها"، على حد تعبيره.
وتوجه "فلاديمير شيكو" بالدعوة إلى الجمهور للحضور بكثافة لعرض افتتاح الدورة 52 لمهرجان قرطاج الدولي (13 جويلية إلى 20 أوت)، الذي ستحييه هذه المجموعة الأوركسترالية، دون أن يكشف عما إذا كان العرض الذي سيقدمه هو نفسه الذي قدم في افتتاح الدورة 31 لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية.
عرض "كارمينا بورانا" الذي قدمه الأوركستر السمفوني للإذاعة الأوكرانية بالجم الليلة الماضية، شاركت في تأثيثه مواهب تونسية في غناء الأوبرا تنتمي إلى الأوركستر التونسي للموسيقى السمفونية، وفق ما ذكره خالد طوال، وهو أحد العناصر التونسية المشاركة في هذا العرض، مضيفا أن المقطوعة الموسيقية "كارمينا بورانا" التي ألفت في القرن 13 ميلادي وأعيد كتابتها في القرن 19، تستوجب حضور مجموعة كبيرة من أصوات الكورال، "ولذلك كانت مرافقة الأوركستر السمفوني الاوكراني في هذا العرض مناسبة لإبراز الأصوات التونسية وإبراز تمكنها من أداء مثل هذه الأنماط الموسيقية العالمية بحرفية عالية"، وفق قوله.
وتتواصل عروض الدورة الحادية والثلاثين لمهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية، إذ سيلتقي رواد هذه التظاهرة بفرقة الأوركستر السمفوني بفيانا يوم 16 جويلية الحالي، وهي مجموعة تسجل حضورها في المهرجان للمرة 18 منذ تأسيسه سنة 1985، ثم سيكون الموعد يوم 23 جويلية مع عرض الأوركستر السمفوني التونسي ويصاحبه في هذا الحفل الفنان التونسي المتألق حسان الدوس.
ويقدم الأوركستر السمفوني الإيطالي عرضه يوم 30 جويلية، ويليه يوم 4 أوت القادم عرض لموسيقى الجاز والبلوز لماليندا دوليتل من الولايات المتحدة الأمريكية، وهو عرض يندرج ضمن انفتاح المهرجان على على أنماط موسيقية مختلفة.
وتسجل فرقة الموسيقى الكلاسيكية بجنوب إفريقيا حضورها للمرة الأولى في هذا المهرجان، وستحيي حفلا يوم 6 أوت القادم، ليسدل الستار على هذه الدورة يوم 20 أوت بعرض للموسيقى الكلاسيكية وفقرات تروج للسياحة التونسية.
وأكد مدير المهرجان، رمزي جنيح، في تصريح لـ (وات) أن هذه التظاهرة التي عرفت صعوبات مالية في دوراتها الفائتة، ستعرف انطلاقة جديدة بدءا الدورة الحالية من حيث التنظيم ومن حيث جودة العروض.

ودعا في هذا السياق وزارتي السياحة والثقافة والمحافظة على التراث، فضلا عن القطاع الخاص، إلى مزيد دعم المهرجان ماليا حتى يتجاوز العجز المالي المتخلد بذمته والبالغ قيمته 30 ألف دينار بعد أن وصل إلى حدود 80 ألف دينار خلال الدورة الماضية.
وجدد دعوته الجمهور إلى مواكبة جميع العروض بكثافة، لإنجاح هذه التظاهرة، مشددا على أن الوضع الأمني مستتب وأن إدارة المهرجان هيأت جميع الظروف والوسائل لاستقبال ضيوفها.
جدير بالذكر أن مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية أسسه رئيس مجلس نواب الشعب الحالي محمد الناصر سنة 1986، وينتظم تحت إشراف جمعية مهرجان الجم الدولي للموسيقى السمفونية منذ الدورة الماضية.