هذه أسباب مغادرة بريطانيا الاتحاد الأوروبي

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/brexit.jpg width=100 align=left border=0>


وكالات - ليس غريبا أن تثير زوبعة الاستفتاء حول مصير بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، كل هذا الغبار الذي شتت الرؤى ليس فقط حول مستقبل الاقتصاد البريطاني ومعه الأوروبي، بل وصل أيضا إلى الضفة الأخرى من الأطلسي مشوشا على القرار الأميركي حول محرك هام لعجلة الاقتصاد العالمي برمته، ألا وهو الفائدة الأميركية.
ليس غريباً، إن كانت بريطانيا أحد الأعمدة الرئيسية في الاتحاد الأوروبي وخامس اقتصاد عالمي، ومركز أوروبا المالي، وصاحبة نصيب الأسد من الاستثمارات الأوروبية المباشرة.

بريطانيا شهدت استفتاء Brexit في 1975 أبقاها في حضن أوروبا
...

لكن، وسط كل ما تحظى به بريطانيا وجلها مكتسبات أتت من عضويتها الأوروبية، يبقى ذلك الشعور الدفين بالانفراد وعدم الانتماء حاضراً لدى البريطانيين، حتى أنك قد تسمعهم يطلقون على أوروبا لقب "القارة"، وتجد إعلانات وكالات السياحة في بريطانيا تشير إلى رحلات إلى "أوروبا"، وكأنما هم يقطنون قارة أخرى.

ويذكر التاريخ أن بريطانيا تمسكت على الدوام بمسافة فاصلة بينها وباقي أوروبا، حتى بعد الانضمام إلى اتحاد لم شمل القارة العجوز، انضمام أتى متأخراً بعد رفض أولي. فعندما أعلن عن تأسيس لبنة الاتحاد الأوروبي في العام 1957 كتكتل اقتصادي، أحجمت بريطانيا وقتها عن حجز مكان لها ضمنه، ولم تعدل عن موقفها سوى في العام 1973 أي بعد 16 سنة.
ورغم تأخر القرار، سرعان ما شابته أزمة ثقة قادت لاستفتاء Brexit أول، بعد سنتين فقط من اللقب الأوروبي، لكن حينها رجحت كفة مؤيدي البقاء بـ 67% من الأصوات.
غير أن نتائج الاستفتاء القديم لم تخمد جذوة الرغبة في الانفصال عن الاتحاد الأوروبي، بل إنها ظلت لعقود تلت حاضرة في الوجدان البريطاني، ولا أدل على ذلك من رفض لندن الانضمام إلى منطقة اليورو واعتماد العملة الأوروبية الموحدة، وتشبثها بعملتها الوطنية، ولا هي قبلت أيضاً بالدخول في اتفاق "شنغن" أو منطقة الحدود المفتوحة بين دول أوروبا.
والآن، يحل استفتاء Brexit 2 على البريطانيين، قادت إليه تحديات مر بها الاتحاد الأوروبي منذ الأزمة المالية العالمية التي ولدت أزمة منطقة اليورو، مرورا بأزمة اللاجئين والتخبط الأوروبي في معالجتها، شكلت جميعها دفعة جديدة حركت رغبة الانفصال من جديد في وجدان كثير من البريطانيين تشير استطلاعات الرأي المختلفة إلى أنهم يزيدون أو ينقصون بقليل عن نصف الشعب.
وقد ذهب المركز الأوروبي للإصلاح المؤسسة البحثية التي تتخذ من لندن مقراً، إلى حد التأكيد على أن أزمة اللاجئين زادت الطين بلة إذ أظهرت الاتحاد وكأنه خارج عن السيطرة، خاصة أنه يبقى مشروعا "غير مكتمل" بسبب التوسع الدائم في عضويته.
من ناحية أخرى، مؤيدو Brexit يعزفون على الوتر الثقافي مهددين بزوال الهوية والخصوصية البريطانية، إن بقيت "حبيسة" الاتحاد الأوروبي، في إشارة إلى مسألة الهجرة، فكل سنة تستقبل بريطانيا قرابة مليون وافد جديد، بحسب ما نقلته وسائل إعلام بريطانية، حتى إن من البريطانيين من يدعو اليوم إلى "استقلال" بريطانيا عن أوروبا.
لكن يبدو أن الهواجس الاقتصادية لدعاة البقاء، لم تتمكن هذه المرة من إعادة سيف الانفصال إلى غمده من جديد..






   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 127416

Mandhouj  (France)  |Samedi 25 Juin 2016 à 20h 37m |           
نتائج الاستفتاء له أيضا دلالات كثيرة ، و على رأسها موت المشروع اليبرالي الأوروبي ، و هذا يطرح عدة اسئلة مصيرية لدولة مثل تونس التي تجري وراء تعاون مميز مع الاتحاد الأوروبي ، لكن لا أعتقد أن السياسي التونسي قادر أن يطرح السؤال بعمق و من كل الزوايا .. عودة اليمين المتطرف ، كمشروع سياسي في المملكة المتحدة ، وهذا أمر مخيف ، إن يربح هذا الحزب إنتخابات تشريعية .. مد اليمين المتطرف سيأثر على الناخب الفرنسي ، كما الألماني ، و هذا أمر خطير للسلام ، كما
للعدالة الاجتماعية للشعوب الأوروبية ...
هل خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي ، هو حدث ذا إرهاص نوعي ليحدث تغيير غير محسوب في توافقات أقوياء اليوم (الدول الخمس الكبرى )؟ عتقد أن النظام الرأسمالي يعرف كيف يدجن خيار الشعوب ، و أن يستغلها لصالحه ، ليكون أكثر إجرام (إقتصاديا ، أمنيا ،...) في حق الشعوب الضعيفة خاصة ، شعوب إفريقيا ، أمريكا اللاتينية و الجنوبية، شعوب آسيا (الباكستان، أذريبجان، أندونيسيا، ماليزيا ) ؟ هل نتائج هذا الاستفتاء هي بدايت لتكتلات إقتصادية جديدة أو موت لاسواق
معينة مثل السوق الاسلامية في آسيا والتي منها تركيا ، السعودية ، الباكستان، أذريبجان، أندونيسيا، ماليزيا )؟ سنرى . لكن عتقد أن مجموعة السبعة المصنعة - الثمانية - ستبقى هي صاحبة الكلمة في العالم ، و المملكة المتحدة هي إحدى هذه الدول الثماني ... ثم لا ننسى كيف خسرت فرنسا أكبر سوق مورد للمنتوج الفلاحي -السوق الروسية ، بسب عدم بيع البواخر الحربية - تحت نصيحة المملكة المتحدة ، ثم هذه فرصة للمملكة المتحدة لغزو السوق الروسية .... الكلام يطول ...


babnet
All Radio in One    
*.*.*