ابو يعرب المرزوقي.. في اوحال السُّباب

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/abuyoureb.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: شكري بن عيسى (*)

وجدته منشورا على شبكة التواصل الاجتماعي فايسبوك ، وبالرغم من العنوان المغري للقراءة المرزوقي: لماذا وصفته بالقذافي المفلس؟ ، وبرغم الاطار السياسي المثير: عودة المرزوقي الفعلية للساحة السياسية مع حوار فرنسا 24 ، ومع ذلك لم اهتم بهذا النص، فابو يعرب المرزوقي الحقيقة منذ مدة لا احرص على متابعته اذ اكثر قراءاته وتحاليله السياسية وخاصة تنبؤاته كانت ابعد ما يكون عن الواقع، اذ اكثر من مرة يتحدث عن عودة موجات ثورية تصحيحية و قصبة 4 لم نسجّل منها شيئا، وهذا فضلا عن مسألة الصدقية، فالفيلسوف بعد دخوله مغمار العمل السياسي وتخلي حكومة العريض عليه دخل في حالة تشنج في الكتابة ابعدته عن معايير النزاهة والموضوعية وجعلت اكثر انتاجاته ردود فعل، لا اكثر.





احد الاصدقاء سالني رايي في نص الوزير السابق، ما دفعني لقراءة النص كاملا، وهو نص من النوع القصير، ما يعني انه كان مرتجلا على الاغلب ولم يكن تحليلا عميقا مدققا، برغم ان لم يكن مكتوبا بعد خطاب المرزوقي مباشرة، فتاريخ النص 29 ماي 2016 حسب ما هو مدون بجانب عنوانه، ومع ذلك كان حادا انفعاليا واستدعى نصا سابقا وصف فيه الرئيس العائد بـ القذافي المفلس للتعليق على الحوار المجرى بتاريخ 28 ماي 2016، وغرق فيه ابو يعرب في اوحال مترامية، يبدو انه صعبت عليه النجاة باسمه واعتباره وشهرته.

الحقيقة اني اندهشت من كم السباب والشتم الموجه تجاه المنصف المرزوقي، وظهر بلا شك وجود شحنة غالبة من الكره ان لم يكن غلا، افقد الكاتب كل موضوعية وكل واقعية، وقلب عليه كل مآخذه التي لم يقدر على تقديم الحجة الحاسمة بشأنها، كمّ هائل من العبارات النابية التي تاباها الاخلاق التي يرفعها البروفيسور الفيلسوف ويعاقب عليها القانون الجنائي بالسجن، مجرد طرطور ، كلون ، اكبر اعداء الثورة ، الرعونة ، الله خصاي في العفاريت ، انتفاشه مرضي ، وقلب بذلك على نفسه الهجوم وظهر ضعيفا متهالكا فاقدا لكل مشروعية برغم احقيته في بعض الامور، مثله مثل زياد كريشان الذي ظهر متحاملا على الرجل ووصفه بـ الكاذب ، ولا نعلم الحقيقة الى اين تتجه نخبنا و اعلامنا وقد غرقنا في قلب مستنقع السباب!!؟

العدوانية طغت على النص الذي لم يجلب ولم يُفرح الا اعداء المرزوقي او المتحاملين، الفضاء العام الأصل له اتيقيا، والنقد الحقيقة له شروطه، وله ادابه وقيمه، والتحليل له قواعده، التي هي ابعد ما يكون عما كتب، وزيادة فقد سقطنا في العنف اللفظي والتناحر الذي يزيد في تازيم الواقع السياسي المأزوم اصلا، ممن يفترض انهم نخب ويكرسون الخطاب الراقي ويفرضون المستوى المرموق، ولا نظن الحقيقة ابو يعرب عاجزا على المحاججة والمقارعة ولكن حالة التشنج التي تورط فيها ابعدته عن خصال اللياقة والادب والانصاف.

ان يصعد المرزوقي بنقد النهضة ، كما لامه ابو يعرب، فذلك شأنه وقد يكسب وقد يخسر من ذلك، والنتائج السياسية في الميدان ستكون الحاسمة، وللمحللين والمنافسين السياسيين وقواعد وقيادات الحراك الحق في التقييم، اما ان ينصّب البروفيسير ابو يعرب نفسه لتقديم الاحكام القطعية التي لا يرقى اليها الشك مخرجا الرئيس السابق من رحمة الله ملحقا به اللعنة الى يوم الدين فهذا ما لا يمكن قبوله، وفي كل الحالات فالدكتور منصف المرزوقي ارتكب العديد من الاخطاء ومن عيوبه عدم الاعتراف بها، ولعل اشدها جسامة هو حشر الجيش والامن في خطابه السياسي الدعائي وهو امر خطير، وايضا بناء حزب على شخصه وصعوبة تخليه عن ارائه، هذا فضلا عن تصريحاته المرتجلة الانفعالية المتكررة، واخطاء عديدة اخرى، الا ان شتمه وشيطنته وابتذاله والحط من اعتباره تبقى ممارسات ابعد ما يكون عن الانصاف والنزاهة والاخلاق فضلا عن الموضوعية!!

(*) قانوني وناشط حقوقي




Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 126106

Adamistiyor  (Tunisia)  |Mardi 31 Mai 2016 à 22:47           
ما كان على ابي يعْرِبْ ان يعْرِبْ



Mandhouj  (France)  |Mardi 31 Mai 2016 à 19:59           
حسب رأي ، المعركة الحقيقية هي معركة أفكار .. لكن مع الأسف الكل السياسي "أكثر الأطراف "، تركت معركة الأفكار على جانب ... و هي تراها في خطابات و تحاليل لا تركز للافكار من أجل المساهمة في الخروج من الأزمة التي تمر بها البلاد ، أو من أجل بديل .. هذا نراه اليوم في أكثر الدول ، مع الأسف .. نتمنى أن يشعر السياسيين في بلادنا بخطورة الخطاب المتبادل بينهم ، ليس لأنه غير ديمقراطي ، لا .. كل سياسي له حق التعبير و لا يجب أن نقوله ما لم يقله .. ترك هذا
لنوع من الخطاب ، لأنه خطاب يخدم فرص الرجوع إلى الوراء ، سياسيا و ديمقراطيا .. اليوم قوت الشعب مهدد أكثر من قبل ، اليوم الحريات مهددة أيضا ... بداية المخرج هو توافق أوسع .. المواطن فوق الجميع ، تونس قبل كل شيء .

Matouchi  (Tunisia)  |Mardi 31 Mai 2016 à 18:31           
شنوة سي بنعبيى.....تكتب يمين مع مرزوقي...تكتب شمال مع مرزوقي

"أنت حتما "مرزوقيــــــــــــست

GoldenSiwar  (France)  |Mardi 31 Mai 2016 à 17:47           
كما يقول اخوتنا في المغرب "الله يجيب إلي يقول الحق"

شكراً سي بن عيسى على هذا المقال

بالفعل بعيداً عن شخص المنصف المرزوقي ، فإن مستوى مقال أبي يعرب بما احتواه من سب و عبارات لا يرقى أبداً لخطاب إنسان من المفروض أنه فيلسوف

Kamelwww  (France)  |Mardi 31 Mai 2016 à 16:08           
يا أبا يعرب لقد فرطت منك العروبة وأصبحت أعرابيا، بل إسكافيا يرقع الكلام، ويتكلم وفي لسانه حذاء. كنت محترما ودخلت مجال الهذاء. من إشتراك ؟ وبكم فلس ؟ فجعلك تتدحرج في الغباء، وزل لسانك بكلام هو أشبه بالبلاء. لله درك هل أنت مقتنع بهكذا هراء. كل حديثك عن منصف المرزوقي داء ما بعده داء ...
على كل حال أدعو لك بالشفاء.

Libre  (France)  |Mardi 31 Mai 2016 à 15:39           
Les philosophes de la tunisie ignorante sont pire que ses politiciens ou journalistes corrompus.nahda devient un ramassis des opportunistes comme le nidaa ou l'ex rcd.

HB Carthage  (France)  |Mardi 31 Mai 2016 à 15:00 | Par           
********

Ameur Omri  (Tunisia)  |Mardi 31 Mai 2016 à 14:56           
كل سباب يقابله ثواب من رصيد المغتاب الذي امن العقاب ولم يؤمن بيوم الحساب


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female