وتركت النتيجة البيضاء التى انتهى عليها لقاء الذهاب بين الفريقين كل السيناريوهات مفتوحة على مصراعيها بخصوص حظوظ التاهل الى دور المجموعتين وهو ما جعل الحوار يكتسب ابعادا تكتيكية بين المدربين عمار السويح من جانب فريق باب سويقة وعبد القادر العمرانى من جهة نادى بجاية الجزائرى. واعتمد الترجى الرياضى على تشكيلته المثالية التى الفت التالق فى المباريات الاخيرة بالتعويل على تركيبة ذات نزعة هجومية بتواجد اسماء على غرار الشعلالى والرجايبى والمحيرصى والجوينى من اجل تهديد مرمى المنافس.

---

---

فى المقابل كان هاجس الضيوف تكثيف التغطية الدفاعية فى المقام الاول واستغلال الكرات المرتدة والتركيز على استغلال المساحات الشاغرة طمعا فى مغالطة بن شريفية. وجاءت بداية الحوار تكتيكية ترجمها انحصار اللعب فى منطقة وسط الميدان مع حرص كل فريق على استغلال اخطاء المنافس حيث كاد اللاعب السنيغالى نديو ان يفتتح النتيجة منذ الدقيقة الخامسة بعد انفراده بحارس الترجى الرياضى الذى تصدى للكرة لياتى بعدها رد الاحمر والاصفر سريعا بواسطة ادم الرجايبى فى الدقيقة 10 الذى ارغم الحارس الرحمانى على ارتكاب الهفوة ليعلن الحكم المصرى جهاد جريشة عن ضربة جزاء فشل شمس الدين فى تحويلها الى هدف بعد ان انهالت كرته على العارضة.
وواصل الترجى الرياضى مع تقدم الشوط الاول سعيه الى افتتاح النتيجة حيث لم تحبط ضربة الجزاء المهدورة عزائم زملاء المخضرم حسين الراقد الذين حاولوا تركيز محاولاتهم الهجومية على الجهة اليسرى من خلال توغلات ادم الرجيبى الذى كثيرا ما صنع الخطر على الدفاع الجزائرى.
وكاد متوسط الميدان المالى فوسينى كوليبالى فى الدقيقة 23 ان يفتتح النتيجة بتصويبة راسية تصدى لها الحارس الرحمانى بكل شجاعة لتمثل هذه الفرصة انذارا جديا لمولودية بجاية التى اهتزت شباكها فى الدقيقة 29 اثر عمل فنى ممتاز من غيلان الشعلالى وتسديدة قوية استقرت فى شباك الرحمانى ليمر بعدها كوليبالى بجانب مضاعفة النتيجة اثر تصوبيبة جانبت الاخشاب الجزائرية.
ولم يمنع هدف الاسبقية لاصحاب الارض والجمهور زملاء اللاعب فوزى يايا من معاودة تنظيم صفوفهم والنزول الى الهجوم واغتنام اخطاء الخط الخلفى للاحمر والاصفر وهو ما تجسد فعلا فى الدقيقة 33 بعد هفوة فادحة وهدية من الحارس معز بن شريفية الذى فشل فى السيطرة على كرة سهلة استغلها السنغالى نديو لتعديل النتيجة ليمنح المباراة انطلاقة جديدة ويعيد توزيع اوراقها التكتيكية المعقدة التى عجز الشوط الاول رغم بقايا المحاولات من هذا الجانب او ذاك على فك شفرتها وتاجل بالتالى حسمها الى الفترة الثانية من اللعب.
وبادر المدرب عمار السويح منذ الوهلة الاولى للشوط الثانى باقحام سعد بقير عوضا عن غيلان الشعلالى من اجل منح حيوية مضاعفة على مستوى التنشيط الهجومى.

وسعى زملاء حسين الربيع الى فرض سيطرة ميدانية على مولودية بجاية مشفوعة بتغيير ثان بدخول طه ياسين الخنيسى بدلا عن هيثم الجوينى الذى لم يقدم مردودا مقنعا وهو ما جعل الترجى ينوع من محاولاته الهجومية لاسيما عبر الكرات الثابتة الاان هذه الورقة لم يحسن استغلالها لاعبو الترجى لتبقى سيطرة ممثل كرة القدم التونسية على مجريات اللعب عقيمة دون خطورة تذكر فى غياب الفرص السانحة للتهديف وحضور التسرع والارتجال.

ودخل فريق باب سويقة فى سباق محموم ضد المنافس والزمن مع دخول المباراة منعرجها الاخير. وحاول ممثل كرة القدم التونسية التكثيف من محاولاته داخل مناطق مولودية بجاية من ذلك تسديدتى المحيرصى فى الدقيقة 67 التى مرت جانبية وفى الدقيقة 75 التى تصدى لها الحارس شمس الدين الرحمانى فضلا عن الدفع باخر ورقاته الفنية فى اللقاء باقحام النيجيرى برنار بولبوا كبديل لمتوسط الميدان حسين الراقد كاخر الحلول التكتيكية اى اعتماد طريقة هجومية محضة املا فى بلوغ شباك المنافس فيما تبقى من دقائق الحوار.
وعبثا حاول الترجى الرياضى الوصول الى مرمى الشباك الجزائرية فى اخر الدقائق اذ ان تسرع لاعبيه وغياب الجاهزية عن عدد من العناصر البارزة مثل سعد بقير وطه ياسين الخنيسى وادريس المحيرصى فضلا عن الهفوة التى ارتكبها الحارس بن شريفية جميعها عوامل وضعت شيخ الاندية التونسية خارج مسابقة كاس الاتحاد الافريقى لكرة القدم بصفة مبكرة.