الزّرقوني: 75 بالمائة من التونسيين ضدّ تدخّل الأئمّة في الشأن الديني

منجي بــــاكير
إنّ واحدة من نكبات هذه الأيام التي ابتُلي بها التونسيون إضافة إلى جوقات الإعلام الرديء و النّخب الفاسدة و السياسيين المخمورين ، نكبة حوانيت سبر الآراء و خصوصا سيغما كونساي التي تشبعنا أرقاما و إحصاءات حسب الطلب كلّما أريد لها أن تظهر على السّاحة ، حيث أصبحت هذه المؤسّسة كيمين الكذوب التي يردّدها صاحبها أملا في أن يصدّقه النّاس في شيء هونفسه لا يُصدّقه ...
هذه المؤسّسة نشرت أخيرا سبرا للآراء اعتمدت فيه على ألف تونسي و لا ندري هل هم ذات – المستجوبين سابقا – أم في الأمر تجديد ، هذا السّبر الزّرقوني أتى على جملة من القيم الدّلاليّة في بعض المناحي كرأي التونسيين – عينة الألف إيّاها – في اعتماد الدّين كمصدر وحيد للتشريع و رأيه في الحجاب و النّقاب و غيره ،،، غير أنّ اللاّفت في هذه النتائج حسب ما نشر في بعض المواقع أنّ 75 في المئة من التونسيين هم ضدّ تدخّل الأئمّة في الشأن الديني ... هكذا !!

بخلاف خبط العشواء و مدى المصداقيّة التي حملتها الأرقام و النّسب المأويّة لهذه المؤسسة الزرقونيّة والتي يعرفها التونسيون كثيرا ، فإنّ قولها و استنتاجها بأنّ ثلاثة أرباع التونسيين البالغين هم ضدّ تدخّل الأئمة في الشأن الدّيني قول لا يقبله عقل و لا منطق أوّلا ، و ثانيا إذا كان ( الأئمّة ) لا يُسمح لهم بمباشرة الشأن الدّيني فمن يباشره !!؟؟
حقيقة مؤسف جدّا أن نجد – الشأن الديني – و القائمين عليه دوما هو ( الحيط القصير ) لكلّ من هبّ و دبّ ، حتّى كتاب الله و شرعه يبيحون لأنفسهم أن يتطاولوا عليهم و يرسمون لهم حدودا و صلاحيات بمرجعيّة أهواءهم و تنظيراتهم الفاسدة و يعملون آراءهم الشاذّة عن كل معقول و منقول في شؤون الدّين مع إقصاء ممنهج للأئمّة و العلماء و محاصرة لبيوت الله و تغليقٍ لرياض تعليم كتاب الله .
في هذا السّياق الجارف تتنزّل مثل هكذا استفتاءات موجّهة و مرصودة النتائج بغيًا من عند بعض الأنفس المريضة و طعنا في هويّة و دين هذه البلاد الطيّبة ، بينما كان من الأحرى و الأجدى و الأنفع توجيه الجهود نحو البناء و التعمير و الإضافة وتجميع هذا الشعب الطيّب ضدّ الأخطار الحقيقيّة التي تترصّده .
Comments
24 de 24 commentaires pour l'article 125050