المعركة القادمة ..

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/ma3rakasouilmiiiiiiiii.jpg width=100 align=left border=0>



نصرالدين السويلمي



كنا اشرنا في مناسبات سابقة الى ان القيادي المنشق عن حزب نداء تونس محسن مرزوق وهو في طريق التاسيس لمشروع جديد لن يواجه مصاعب من حزب النداء ومراكز قواه المتعددة فحسب واكدنا ان مساحة المعركة اوسع بكثير مما يتوقعه البعض ، بخلاف مرزوق الذي لا شك على علم بطبيعة الطريق الذي سلكه ولن يكون له بديلا عنه بعد ان احرق اوراقه مع النداء واستعجل الصعود ما احدث ضجة انتبه اليها الخصوم فتنادوا الى السلم وكسروه ، ولما كان يصعب التوسط مع شخصية تسكنتها حالة من الطموح الجارف المتشنج ولديها رغبة قاتلة في التسيد ، فقد رفض مرزوق التخفيض من جرعات طموحه مقابل البقاء في صلب النداء وقرر ان يخوض تجربة اخرى قد يحالفه الحظ ويكون فيها السيد المطلق وقد تجهز عليه وتفتت جلمود الطموح الذي يسكنه وينغص عليه فضيلة التعايش وينسف بداخله مفاهيم التعايش والتقاسم والشراكة والنسبية ..واليوم نؤكد ان محسن مرزوق لن يلعب في ملعب النداء ومع الوقت سيغادره الى ملاعب اخرى اكثر حميمية ، وسيتبين مع الايام بل بدا يتبين ان الجهات الاكثر تضررا من انشقاق مرزوق هي الجبهة الشعبية وبالأخص حمة الهمامي ، ولان مرزوق لا يمكنه اللعب براحة في ميدان المنظومة القديمة وأيضا لا يمكنه اللعب في ميادين الثورة ولا حتى اللعب في ملاعب حيتان المال وقروشه ، لذلك ليس من بديل لهذا القيادي الحالم الا اللعب في ميادين اليسار اين سيصطدم بالضرورة مع رموزه وعلى راسهم قيادي حزب العمال والشيوعي التونسي الابرز حمة الهمامي .




لم يطل بنا المقام حتى خرج الهمامي عبر راديو كلمة ليكيل الاتهامات لمحسن مرزوق ويعطي اول اشارات المعركة القادمة التي ولا شك ستدور عبر جولات طوال ، الهمامي سئل عن راية في الحزب الذي سيبعثه مرزوق فاستغل السؤال لينحرف به الى المحاكمة وليتوجه مباشرة الى الشريحة التي يستهدفها مرزوق ويعمل على استمالتها وهي نفس الشريحة التي تمثل خزان الجبهة وحاضنة الهمامي ، شريحة تكره النهضة وتنفر من كل الاجسام الحزبية والفكرية التي تغازل الهوية وتحوم حول الثوابت ، شريحة هي مدار المعركة القادمة بين امين عام استقرت قبضته على الشتات اليساري، تستفزه المنافسة وينفر من البدائل وأمين عام اخلى مواضعه وفشل في التخندق بفيلقه داخل الجرم الندائي وذهب يبحث عن اجرام اخرى في رحلة محفوفة بالمحاذير ، الهمامي اكد عبر الاذاعة المذكورة ان محسن مرزوق هو من اسس للتوافق وبشر به واعده الراس المدبر له .

سيسعى الهمامي الى تحجيم محسن مرزوق وسيجتهد وسعه في ابعاده عن ملاعبه التقليدية ، لكن ليس بالضرورة ان يستجيب اليه الجسم اليساري المحشور في وعاء الجبهة وعلى الارجح سيجابه من قبل الوطد الذي لن يسلم ابنه لزعيم حزب العمال هذا الذي يغالب الزمن كي يحكم قبضته على الجبهة مستعينا بهياكل حزبه ، وسيجد الهمامي نفسه في الاخير امام خيارين لا ثالث لهما، اما الاستسلام لمنافسة مرزوق والرضوخ والقبول باقتطاع نصيب من اوعية الجبهة لصالح الحزب الجديد لتكون منطلقا لمشروع الفتى الوطدي الحالم ، واما ان يستسلم لابتزاز الوطد ويرضخ لمطلبية التداول على قيادة الجبهة ومن ثم يتنحى لصالح المنجي الرحوي الذي يبدو اقرب الى المنصب كونه البديل الصاخب الذي يتحرك بشكل اسرع نحو قيادة الجبهة ، ومن المستبعد ان يصعد زياد الاخضر لخلافة حمة الهمامي نظرا لإصابته بعياء سياسي بائن وفشله في تحسين أداء الوطد بعد عجزه في حشد نفوذ التيار المنتشر عبر مفاصل الدولة والعديد من الفضاءات الاخرى ، كما تعثر في معركة التموقع داخل الجبهة .. وبما ان الحرج سيد الموقف سيترقب الهمامي صراع مرزوق مع خصومه وكله املا في ان يجهزوا علي مشروعه قبل الوصول الى حياضه ، لكن على الارجح لن ينفع ذلك في شيئ ، ويبدو الزعيم الشيوعي امام ضرورة ملحة ليختار اليوم و ليس الغد بين التراجع وترك الوطد يقود المعركة ضد ابنه ، او قيادة معركة ضد خصم زئبقي قبيلته الايديولوجية في داخل الجبهة ، تحيط به ، تتحفز وتترقب وتتاهب وتتحين فرصة الانقضاض ..

فهل يترك الهمامي المقود للرحوي ويتراجع الى صفوف الجندية ، ام يخوض المعركة بجنود سيوفهم المرتجفة معه وقلوبهم مع خصمه ؟




Comments


9 de 9 commentaires pour l'article 118585

Hosni  (Canada)  |Mercredi 20 Janvier 2016 à 03:22           
كاتب هذا المقال ثرثار كبير

Ksiaa Imed  (Tunisia)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 20:10           
Il faut comprendre une fois pour toute, qu'il est pratiquement impossible de reconstruire la même configuration politique d'avant le 14 janvier 2011.
Peu de gens chez nous l'ont compris, les autres pataugent dans la semoule, toutes catégories comprise. Les partis qui se disloquent, les médias aussi, les mœurs, notre "pseudo-élite" sans oublier le gouvernement on a voulu étouffer la révolution et restaurer la dictature, et ils sont tous tombé sur un os et il se sont cassé les dents.

Ksiaa Imed  (Tunisia)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 20:01           
La gauche très gauche, peu fiable, politiquement immature, pour la énième fois se fait entuber sur la place publique. Quand on*****c'est pour la vie, cela va de soi.

Radhiradhouan  (Tunisia)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 18:58           
تناحر النداء ينبئ بتصدع في صفوف الجبهة

Baba Le Poète Gambouz  (Tunisia)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 18:35           
Pauvre charlatan de journaliste..!!!!! les respectables tes collègues sont DES educateurs avertis

Mouatin Sharif  (Tunisia)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 18:25           
التقى المتعوس و خايب الرجاء ...و حمة لن تقوم له قايمة في تونس الى يوم يبعثون ....و سياتي يوم يحاسب اليسار على التخريب الممنهج الذي حدث من بعد الثورة و سوف يحاسبون ....

BenMoussa  (Tunisia)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 17:22           
يا سي نصر الدين هي ليست معركة ولكن تقاتل او تناقر ديكة
والعنوان بعيد جدا عن المضمون


Kamelwww  (France)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 15:06           
كل هذه الإنشقاقات والتناحر تصب في مصلحة الحزب الجديد للمرزوقي، وعليه أن يعمل بجد من أجل الإستعداد للإنتخابات البلدية التي ستكون المفتاح للعودة إلى الرئاسة. كم إشتقنا إلى عودة المرزوقي إلى قرطاج خاصة بعد ما قاله الباجي في مؤتمر النداء من أنه تدخل في المؤتمر بعد أن أمره بذلك مسؤول عالمي كبير. هزلت، فأين أنت يا دكتور مرزوقي ؟

MOUSALIM  (Tunisia)  |Mercredi 13 Janvier 2016 à 14:29           
عودة المسارح الرومانية بمقاتلي اليسار الإنتهازي واليسار الفوضوي.متابعة شيقة .وتحية لنصر الدين السويلمي


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female