رسول الله نحبّه ، فهلاّ جمعنا حبّه و أقمنا شِرعته؟

<img src=http://www.babnet.net/images/5/mohamed.jpg width=100 align=left border=0>


منجي باكير

** توطئة : لاحظت في مقالي السّابق – إقامة سنّته ، هو عين الإحتفال بسنّته صلى الله عليه و سلّم – لاحظت تنافسا بين المتابعين و المعلّقين على فرض كلّ واحد منهم رأيه و الإدلاء بما تملّك من حجّة من زاوية فهمه و بمرجعيّة إطلاعه و تطلّعه ،،، و هذا لعمري اختلاف لا يزيد الأمّة إلاّ تخلّفا و هو اعتناء بالفروع يضيّع الجدال فيه الفروض و الواجبات و لا يقدّم للدين و الأمّة إلا مزيدا من الفُرقة و لا يضيف إلاّ أبوابا جديدة لأعداء الأمّة حتّى يلبّسوا عليها دينها و يخرجوها من عين و جوهر العقيدة ... فهلاّ وحّدنا حبّ رسول الله لإقامة شرع الله البيّن و الجامع ؟؟

...

ْْْ~~~~

((و رَفعنا لك ذِكْرَك )) قالها أصدق القائلين و صادق الوعد و الوعيد الحيّ الديّان جلّ و علا ، قالها في حقّ الذي أدّبه فأحسن تأديبه ، في حق المعلّم الأعظم عبده و نبيّه و رسوله الأكرم محمّد صلّى الله عليه و سلّم . كان و لايزال هذا الأمر قائما و ستظلّ هذه المكرُمة قائمة مهما توالت الأزمنة و اختلفت الأمكنة و عدلت أو جارت الأنظمة ، فحبّ رسول الله هو نور إلاهي يقذفه الله في قلوب المؤمنين بالرّسالة الخاتمة و الشريعة الوارثة لكلّ الشرائع السّابقة ، و حبّه عند هؤلاء المؤمنين يأتي مباشرة بعد حبّ الله جلّ جلاله و هو شرط أساس لصحّة الإيمان ،أن يكون الله و رسوله أحبّ إلى المسلم ممّن سواهما حتّى من ذات النّفس المسلمة ذاتها ،،،

ترى المسلمين كلّ عام يحتفلون بمولد الحبيب صلّى الله عليه و سلّم و هذا من الجماليات ، طبعا إذا كان بطريقة لا تخرج عن دائرة الشّرع و لا تنافيه و لا تُعارضه و بلا تقديس و لا إطراء زائد...

حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .

لكــــــن من الواجب بداهة و حتما على علماء الأمّة و عامّتها تجديد العهد بمحبّة الله التي تمرّ فقط من طريق اتّباع رسوله و الإقتداء به و الإهتداء بهديه و العمل بالشرع الذي جاء به (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيم ))ٌ

((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا))

هذا هو المطلوب على رأس الأولويات ، أن نقف جميعا لتقييم أوضاعنا الفردية و الجماعيّة ، الخاصّة و العامّة وأن نبادر بالعمل على الرجوع إلى الدّين الحنيف لنفّعله في حياتنا الخاصّة و العامّة و نتحلّى بأخلاق المدرسة المحمّدية - أيضا خارج المساجد - المدرسة التي أنتجت شِرعة و منهاجا ينتقل بالإنسانية من الظلام و الظلم و الظلمات إلى النّور و العدل و المساواة و الحريّة الملتزمة و تؤسّس لعقيدة تنهض بالأمّة و تنير دربها و تمدّها بسُبُل الخلاص و ترتقي بها مدنيّا و حضاريّا ،،،

هذا هو المطلوب أوّلا من أحبّاء المصطفى صلّى الله عليه و سلّم ، و المطلوب أيضا توحيد صفّ الأمّة و نبذ الخلافات و الإختلافات لأنّ الدّين واحد و العمل على نشره والأخذ به لا يخرج عن دائرة نفس هذا الدّين و أنّ كلّ قول يؤخذ فيه و يُردّ إلاّ قول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ،المطلوب كذلك الإحساس بآلام و آمال الأمّة و استشعار أعداءها للعمل على كشف و إبطال مخطّطاتهم العدوانيّة و الهدّامة لا أن يوجّه المسلمون جدالهم و تشكيكهم و قذفهم إلى بعضهم فهذا ينافي محبّة رسول الأمّة الذي كان لا يغضب لأمر يهمّه شخصيّا و لكنّه يشتدّ غضبا أمام انتهاك محارم الله ،،،

إشارة أخيرة أريد أن أتوجّه بها سواءً إلى الذين يعارضون إقامة المولد أو الذين يُقبلون عليه ، فأمّا الذين يعارضون أقول لهم وقفتم ضدّا الفعل ولكن ماذا فعلتم إزاء التفريط في كتاب الله و سنّته في الحياة العامّة و الخاصّة ؟ أمّا الذين هم مع إقامة المولد أقول لهم هلاّ خرجتم من دائرة الإحتفال إلى دائرة نشر سنّة رسول الله و عملتم على إحياءها و تفعيلها خارج المساجد و دعوتم إلى ذلك بالحكمة و الموعظة الحسنة و كانت طريقتكم لذلك من عين الفكرة ؟

كِلا الفريقان بلا شكّ يجمعهما حبّ رسول الله ، أفلا يكفي هذا الحبّ لأن يجمع بينهما و يوحّد جهودهما للتحوّل إلى ما هو أجدى و أنفع لأنفسهم و للأمّة و أن يقيموا الفرض قبل الخوض في السّنن و النّوافل ؟؟



   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 117671

MSHben1  (Tunisia)  |Lundi 28 Decembre 2015 à 12:46           
نحن العرب اشد كفرا اننا تمسكنا بالقشور و اتخذنا ديننا لعبا و هزوا . فكم من عربي لحيته يجرها جرا و هو كذاب اشر و منافق دجال او جاهل متخلف و حتى العرب العاديون نحن ندعي الاسلام و نحن منافقون و خداعون و افاكون و مستهزؤون البعض على البعض و سبابون في عز رمضان و الاعظم و الالطم ان كثيرا منا ذباحون و مفجرون و مهجرون باسم الدين فقولوا لي بالله اذا انتم تنوبون الله العزير الغفار فلماذا خلق الله الجنة و النار ؟ . هنا بهتم أيها الفجار كما بهت الذي هو كفار و
الحق و العدل و معرفة القلوب شآن الله الواحد القهار .

انا mshben1.

Zeitounien  (Tunisia)  |Samedi 26 Decembre 2015 à 23:29           
لا يكون توحيد المسلمين في المسائل الخلافية إلا بتطبيق القاعدة الأصولية (لا إنكار في المختلف فيه). فلو كنا لا نلوم على المحتفل ولا نلوم عن من لا يحتفل لتوحدنا وساد الإخاء. ولكن يوجد من يصر على فرض رأيه تعصبا. وكما لا يخفى، فالتعصب مرض نفساني يجعل المريض لا يقبل غيره ولا يتسع صدره له بل يعاديه ويعتدي عليه.

هناك آداب للاختلاف. فالإمام الأعظم أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه طبق المذهب المالكي عند قدومه المدينة وكذلك تلميذه أبو يوسف. وغير هذه الأمثلة كثير. وددت لو أعد لنا كاتب المقال مقالات في أدب الاختلاف وتجنب التعصب.

لا يجوز لأي فقيه حسم المسائل الخلافية. وإنما يختار المفتي للمستفتي حسب أحواله أو يترك المفتي المستفتيَ يختار لنفسه بعد أن يبين له جميع أوجه الخلاف. ولا يجوز الحسم إلا لولي الأمر. فمثلا يجوز لولي الأمر منع النقاب أو فرض المذهب المالكي.

وأوافق كاتب المقال في العمل البناء لكافة الأمة الإسلامية. فلنبدأ بالجهاد بالعلم وليصل المسلمون درجات من العلم تخول لهم الجوائز العالمية مثل جائزة نوبل. فهذا الجهاد من إقامة فروض الكفاية لأن كافة الأمة الإسلامية آثمة في كل فرع من فروع العلم تفوق علينا فيه غير المسلمين. ألا نخشى أن يسألنا الله تعالى عن تخلفنا ويحاسبنا عليه؟ ومن لا يستطيع، فيعين على ذلك بما يستطيع ولو قلبيا فقط. وإن من إقامة شرع الله الاكتفاء الفلاحي والصناعي والعلمي ...

ولإصلاح المجتمع لا بد من إصلاح الأخلاق وتحسينها والسمو بها إلى المراتب العليا. وتحسين الأخلاق وتزكية النفس هو التصوف كما يسميه بعض العلماء. ومن جهة السياسة، فإننا لا نحتاج إلى انقلاب أو انتخابات وإنما لإصلاح النفوس وزيادة التقوى فكيفما تكونوا يولّ عليكم. فالله تعالى وحده يؤتي الملك وينزعه.

Mandhouj  (France)  |Samedi 26 Decembre 2015 à 20:03           
السيد منجي باكير ،
تحية ، و بعد ،
في المقال الأول أوقعت البعض في الكاميرا الخفية لحق الاختلاف (الذي يديره المسؤول الكبير )، بين أنصار محمد إبن عبد الوهاب و بين أنصار الاحتفالات الدينية .
و في هذا المقال ولات شيعة و سنة.

لا تحزن من إجتهد و أصاب له أجران و من إجتهد و لم يصب له أجر واحد .
لب الرسالة : تحيا ثورتنا .
تحياتي إليك

Mohamed Ali Gaieb  (Tunisia)  |Samedi 26 Decembre 2015 à 18:41           
Http://badil.info/ط¥ظٹط±ط§ظ†-طھظ‚ط±ط±-ط¥ط¹ط¯ط§ظ…-27-ط¹ط§ظ„ظ…ط§-ط³ظ†ظٹط§-ظˆط§ظ„ط¬ظ…ط§ط¹ط©/

Abouabdillahh Altounissi  (France)  |Vendredi 25 Decembre 2015 à 22:44 | Par           
لعلك أخي لم تتطلع علي أقوالهم عندما يتهمون أمنا عائشة رضي الله عنها بالزنا و لعلك خفي عليك أنهم يكفرون أبو بكر و عمر و عثمان و كثير من الصحابة و لعلك خفي عليك أنهم يستحلون دماء المسلمين و لعل خفي عليك أن الروافض يتحدون مع الكفار لمحاربة المسلمين عليك بقراءة كتاب شــبـهـــات وردود أحاديث يحتج بها الشيعة  الحـكـم على أسـانيـدهـا  بـيـان فقـه ما صـح منها  إبطـال اسـتدلالاتهـم بهـا  تصحيـح سـوء فهـمهـها تأليف عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية نشر موقع الفرقان www.frqan.com http://www.saaid.net . copier le et colle le sur coogle

Ammar  (Tunisia)  |Vendredi 25 Decembre 2015 à 21:58           
في ذكرى المولد النبوي الشريف جعله الله مباركا على الأمة الإسلامية جمعاء... يستوقفني الخلاف بين السنة والشيعة اليوم الذي هو امتداد لصراع بدأ سياسيا وليس عقائديا منذ 1400 سنة مباشرة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم على الخلافة بين من يراها شورى بين الصحابة ومن يراها في آل البيت... الحقيقة التارخية الأولى أنه خلافا لأتباعهم من بعدهم العلاقات بين أبي بكر وعمر وعلي رضي الله عنهم جميعا وأرضاهم لم تكن سوى مودة وشورى وإيثارا ومصاهرة... الحقيقة
التاريخية الثانية أن الفائز "السياسي" الأول من الفتنة الكبرى لم يكن أي من الفريقين بل معاوية ابن أبي سفيان قائد جيش الشام آنذاك الذي آلت إليه السلطة وورث الحكم لأبنائه من بعده... اللهم وحد كلمة المسلمين وقهم شر المتشددين وعلمهم دروس تاريخهم بجاه نبيك الكريم في ذكرى مولده العظيم...


babnet
All Radio in One    
*.*.*