رسول الله نحبّه ، فهلاّ جمعنا حبّه و أقمنا شِرعته؟
منجي باكير
** توطئة : لاحظت في مقالي السّابق – إقامة سنّته ، هو عين الإحتفال بسنّته صلى الله عليه و سلّم – لاحظت تنافسا بين المتابعين و المعلّقين على فرض كلّ واحد منهم رأيه و الإدلاء بما تملّك من حجّة من زاوية فهمه و بمرجعيّة إطلاعه و تطلّعه ،،، و هذا لعمري اختلاف لا يزيد الأمّة إلاّ تخلّفا و هو اعتناء بالفروع يضيّع الجدال فيه الفروض و الواجبات و لا يقدّم للدين و الأمّة إلا مزيدا من الفُرقة و لا يضيف إلاّ أبوابا جديدة لأعداء الأمّة حتّى يلبّسوا عليها دينها و يخرجوها من عين و جوهر العقيدة ... فهلاّ وحّدنا حبّ رسول الله لإقامة شرع الله البيّن و الجامع ؟؟
** توطئة : لاحظت في مقالي السّابق – إقامة سنّته ، هو عين الإحتفال بسنّته صلى الله عليه و سلّم – لاحظت تنافسا بين المتابعين و المعلّقين على فرض كلّ واحد منهم رأيه و الإدلاء بما تملّك من حجّة من زاوية فهمه و بمرجعيّة إطلاعه و تطلّعه ،،، و هذا لعمري اختلاف لا يزيد الأمّة إلاّ تخلّفا و هو اعتناء بالفروع يضيّع الجدال فيه الفروض و الواجبات و لا يقدّم للدين و الأمّة إلا مزيدا من الفُرقة و لا يضيف إلاّ أبوابا جديدة لأعداء الأمّة حتّى يلبّسوا عليها دينها و يخرجوها من عين و جوهر العقيدة ... فهلاّ وحّدنا حبّ رسول الله لإقامة شرع الله البيّن و الجامع ؟؟
ْْْ~~~~
((و رَفعنا لك ذِكْرَك )) قالها أصدق القائلين و صادق الوعد و الوعيد الحيّ الديّان جلّ و علا ، قالها في حقّ الذي أدّبه فأحسن تأديبه ، في حق المعلّم الأعظم عبده و نبيّه و رسوله الأكرم محمّد صلّى الله عليه و سلّم . كان و لايزال هذا الأمر قائما و ستظلّ هذه المكرُمة قائمة مهما توالت الأزمنة و اختلفت الأمكنة و عدلت أو جارت الأنظمة ، فحبّ رسول الله هو نور إلاهي يقذفه الله في قلوب المؤمنين بالرّسالة الخاتمة و الشريعة الوارثة لكلّ الشرائع السّابقة ، و حبّه عند هؤلاء المؤمنين يأتي مباشرة بعد حبّ الله جلّ جلاله و هو شرط أساس لصحّة الإيمان ،أن يكون الله و رسوله أحبّ إلى المسلم ممّن سواهما حتّى من ذات النّفس المسلمة ذاتها ،،،
ترى المسلمين كلّ عام يحتفلون بمولد الحبيب صلّى الله عليه و سلّم و هذا من الجماليات ، طبعا إذا كان بطريقة لا تخرج عن دائرة الشّرع و لا تنافيه و لا تُعارضه و بلا تقديس و لا إطراء زائد...
حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ مُوسَى حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ يَا مُحَمَّدُ يَا سَيِّدَنَا وَابْنَ سَيِّدِنَا وَخَيْرَنَا وَابْنَ خَيْرِنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ بِتَقْوَاكُمْ وَلَا يَسْتَهْوِيَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ وَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ تَرْفَعُونِي فَوْقَ مَنْزِلَتِي الَّتِي أَنْزَلَنِي اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ .
لكــــــن من الواجب بداهة و حتما على علماء الأمّة و عامّتها تجديد العهد بمحبّة الله التي تمرّ فقط من طريق اتّباع رسوله و الإقتداء به و الإهتداء بهديه و العمل بالشرع الذي جاء به (( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّـهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّـهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ والله غَفُورٌ رَحِيم ))ٌ
((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرا))
هذا هو المطلوب على رأس الأولويات ، أن نقف جميعا لتقييم أوضاعنا الفردية و الجماعيّة ، الخاصّة و العامّة وأن نبادر بالعمل على الرجوع إلى الدّين الحنيف لنفّعله في حياتنا الخاصّة و العامّة و نتحلّى بأخلاق المدرسة المحمّدية - أيضا خارج المساجد - المدرسة التي أنتجت شِرعة و منهاجا ينتقل بالإنسانية من الظلام و الظلم و الظلمات إلى النّور و العدل و المساواة و الحريّة الملتزمة و تؤسّس لعقيدة تنهض بالأمّة و تنير دربها و تمدّها بسُبُل الخلاص و ترتقي بها مدنيّا و حضاريّا ،،،
هذا هو المطلوب أوّلا من أحبّاء المصطفى صلّى الله عليه و سلّم ، و المطلوب أيضا توحيد صفّ الأمّة و نبذ الخلافات و الإختلافات لأنّ الدّين واحد و العمل على نشره والأخذ به لا يخرج عن دائرة نفس هذا الدّين و أنّ كلّ قول يؤخذ فيه و يُردّ إلاّ قول رسول الله صلّى الله عليه و سلّم ،المطلوب كذلك الإحساس بآلام و آمال الأمّة و استشعار أعداءها للعمل على كشف و إبطال مخطّطاتهم العدوانيّة و الهدّامة لا أن يوجّه المسلمون جدالهم و تشكيكهم و قذفهم إلى بعضهم فهذا ينافي محبّة رسول الأمّة الذي كان لا يغضب لأمر يهمّه شخصيّا و لكنّه يشتدّ غضبا أمام انتهاك محارم الله ،،،
إشارة أخيرة أريد أن أتوجّه بها سواءً إلى الذين يعارضون إقامة المولد أو الذين يُقبلون عليه ، فأمّا الذين يعارضون أقول لهم وقفتم ضدّا الفعل ولكن ماذا فعلتم إزاء التفريط في كتاب الله و سنّته في الحياة العامّة و الخاصّة ؟ أمّا الذين هم مع إقامة المولد أقول لهم هلاّ خرجتم من دائرة الإحتفال إلى دائرة نشر سنّة رسول الله و عملتم على إحياءها و تفعيلها خارج المساجد و دعوتم إلى ذلك بالحكمة و الموعظة الحسنة و كانت طريقتكم لذلك من عين الفكرة ؟
كِلا الفريقان بلا شكّ يجمعهما حبّ رسول الله ، أفلا يكفي هذا الحبّ لأن يجمع بينهما و يوحّد جهودهما للتحوّل إلى ما هو أجدى و أنفع لأنفسهم و للأمّة و أن يقيموا الفرض قبل الخوض في السّنن و النّوافل ؟؟
Comments
6 de 6 commentaires pour l'article 117671