البنية الأساسية للمشاريع الكبرى... الانجاز.. والمتابعة:لماذا تظهر العيوب بسرعة في بعض المشاريع الجديدة.. ومن يتحمل مسؤوليتها؟

لا يختلف اثنان بخصوص أهمية الانجازات الكبيرة في مجال البنية الاساسية في تونس التي تمت خلال العشريتين الاخيرتين وشملت الطرقات الوطنية والسيارة والمحولات والجسور والبناءات الشاهقة ...
غير ان الملفت للانتباه هو ان بعض المشاريع في هذا المجال تظهر بها بعض الهنات بعد انجازها ببضعة اشهر او سنوات ولهذا فانها تمثل رغم قيمتها صعوبات على مستويات اخرى . فكيف السبيل لتجاوز هذا الوضع وما المطروح حتى تبقى انجازات البنى الاساسية سليمة على الدوام و لو لسنوات طويلة قبل تعهدها بالاصلاح؟
ان دقة بعث هذه المشاريع وانزالها ضمن مخططات عمرانية تضمن سلامتها وتنزلها المنزلة الصحيحة في المحيط العمراني المحيط بها لابد ان يجعلها تمثل دوما اضافة نوعية للبلاد، كما ان تحميل المسؤولية كاملة للمسؤولين عن انجازها وايجاد الضمانات الطويلة والكافية لسلامتها من كل الشوائب، يبقى من الامور الاساسية التي لا يمكن التسامح فيها خاصة بخصوص دقة الدراسات وعلاقتها بالمحيط الذي تتنزل فيه.
مزيد من الحزم خصوصا في مجال المشاريع الكبرى
الحقيقة التي يمكن قولها ان الدراسات الفنية وكراسات الشروط الخاصة بجملة المشاريع الوطنية الكبرى تبقي دقيقة وصارمة بدءا بمجالها التوبوغرافي الذي يمسح اماكن انجاز المشاريع ووصولا الى مراحل الصفقات من حيث شفافيتها. ولعل جملة الشروط التي عززت الصفقات العمومية من حيث شروطها وشفافيتها بداية من السنة الفارطة، وما قامت به وزارة التجهيز والاسكان في هذا المجال يؤكد دون مجال للشك حماية هذه الصفقات من كل الشوائب على جميع المستويات .. غير ان مراحل الانجاز على الرغم من ربطها بمواعيد ومتابعة تبقى ضبابية وغير واضحة على ما يبدو على اعتبار بعض النتائج المخيبة التي تظهر في العديد من الاحيان ومع بعض المشاريع خلال وقت وجيز من انتهاء اشغالها او دخول المشروع طريقا كان او غيره حيز النشاط والاستعمال. ولعلنا في هذا الجانب وبقدر ما نقدر سرعة الانجاز وتحقيق الاهداف ندعو في الان نفسه الى التأكيد على سلامة المشاريع والى الصرامة في تحميل المسؤولية للذين يقومون بالانجاز وكذلك للمتابعين له والمشرفين عليه. ففي ذلك حماية للمشاريع الوطنية ودواما لها بما تقدمه من اضافة للمصالح الوطنية العامة ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي وعلى مستوى السلامة ايضا.
ان مسألة سلامة انجاز المشاريع وجدواها تبقى في نظرنا هي الهدف الحقيقي مهما كان حجم الاموال التي رصدت لها، فهي تدخل في مخططات الدولة ، وعلى قاعدتها يتأسس غيرها من المشاريع اللاحقة سكنية كانت او اقتصادية او صناعية . فالتطور العمراني سلسلة من الانجازات التي لا تتوقف ولا يمكنها ان تتعطل على اعتبار تطور المجتمع وطموحاته المستقبلية. ومن هذا المنطلق لا بد ان يكون اي انجاز عمراني اضافة نوعية لا تشوبها أية شائبة ، ولا يمكن ان يكون بها خلل يذكر حتى لا تعطل المسار التنموي ولا تتسبب في خلل يكون قد فات الاوان لاصلاحه او يصعب اصلاحه بعد اتمام المشروع وتنزيله في محيطه الذي تطور ايضا.
بعض العيوب في المشاريع... والمسؤولية
ان تطور البنية الاساسية الذي تلاحقت الانجازات بشأنها خلال سنوات قصيرة وضع تونس في مسار متقدم جدا مقارنة ببعض الدول التي هي في طريق النمو ، غير ان البعض من هذه المشاريع بقدر ما كان انجازها ايجابيا ومثل اضافة فقد برزت به بعض الهنات مثلت انعكاسا سلبيا في بعض الحالات الخاصة. فلو اخذنا على سبيل المثال نفقي باب سويقة وباب سعدون للاحضنا انه وكلما نزلت الامطار الا وتجمعت بهما كميات كبيرة من المياه، وبدل ان يمثلا مخرجا من تلك المياه فانهما يمثلان خطرا على مستعملي الطريق وانسدادا وتعطلا للحركة على مستوياهما. ولعلنا في هذا الجانب بقدر ما نجل انجازهما فاننا نتسائل هل ان اخطاء على مستوى بنيتهما الاساسية قد حصلت ام انه من البداية لم تراع ابعاد هذ الجانب بخصوص صرف المياه التي تتجمع بهما، وفوق كل هذا وبعد سنوات الاستعمال للنفقين وما يحصل خلال نزول الامطار لماذا لم يتم اصلاح هذا الجانب الى الان؟
ايضا وبخصوص العديد من الطرقات الجديدة ولعل ابرزها الطريق السيارة تونس ـ مساكن التي تعتبر حديثة العهد، فالملاحظ ان الاصلاحات تجري دوما عليها وفي مستويات مختلفة. اما بخصوص الجسر الجديد على مستوى برج الوزير من ولاية اريانه فان الخطأ الحاصل على مستوى المدخل لهذ الحي مازال يمثل معاناة لسكان تلك المنطقة لما نتج عن انجاز هذا الجسر من صعوبات في حركة المرور ومن تجمعات للمياه عبر كل الشوارع المحيطة به على مستوى تلك المنطقة.
ومن جانب آخر فإن منطقة المنازه وحي النصر تتعرض دوما الى مشكل كلما نزلت الامطار ولعل هذا يعود بالاساس الى غلق العديد من الاودية التي تجتازها في مستويات عدة مما تسبب خلال امطار السنة الفارطة في مداهمة مياه الامطار لعديد المنازل وفي اجتياح هذه المياه للمحطة الكهربائية الكائنة بالجهة.
وفي بعد اخر من هذه الشوائب تبرز الطريق السيارة تونس ـ بنزرت والطريق الوطنية رقم 8 التي مثلت ابرز الصعوبات على مستوى منطقة سبالة بن عمار وسيدي ثابت.
ان كل هذه الهنات التي تظهر في البنية الاساسية للمشاريع الجديدة تدعو في الحقيقة الى تدقيق الدراسات التوبوغرافية لمواقع المشاريع ولما يمكن ان ينجر عنها من صعوبات وانعكاسات على مستوى المحيط الذي تتنزل فيه. ولعله فوق هذا كله ان المجاري الطبيعية للمياه لا بد ان تمثل خلال انجاز كل مشروع جديد الاهتمام الاول والكبير، كما أنه وفي كل انجاز من هذا القبيل داخل اية منطقة لابد عند طمس الوديان من تعويضها بقنوات صرف مياه واسعة تعوض الوادي وتلعب دوره بالكامل.
واننا نعتقد ايضا انه يجب ان تؤخذ الدراسات التي تتولاها مكاتب الدراسات بالانجاز قبل اي مشروع مأخذ الدقة والتمحيص، وان يكون التريث ايضا اساسيا لدراسة كل الاحتملات والانعكاسات حتى تكون مشاريعنا الوطنية في مجال البنية الاساسية اضافة على جميع المستويات
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 11567