بطّيخ يمنع الجمعة في مسجد –لأقلّيّة- مسلمة في صفاقس

منجي بـــاكير
كــــــأنّما مدينة المليون ساكن ، مدينة صفاقس التي تهمّشت و طال تهميشها منذ عقود و فارطة و مع كلّ الحكومات المتعاقبة ، كأنّما هي استوفت كلّ استحقاقتها التنمويّة و حازت على كلّ حظوظها من عناية الدولة في كلّ المجالات الإجتماعيّة و الإقتصاديّة و صلُح حالها و حال أهلها و لم يتبقّى إلاّ مشكلة واحدة أقضّت مضجع وزير الشؤون الدينيّة مشكلة جامع اللّخمي و إمامه الخطيب ..!
كــــــأنّما مدينة المليون ساكن ، مدينة صفاقس التي تهمّشت و طال تهميشها منذ عقود و فارطة و مع كلّ الحكومات المتعاقبة ، كأنّما هي استوفت كلّ استحقاقتها التنمويّة و حازت على كلّ حظوظها من عناية الدولة في كلّ المجالات الإجتماعيّة و الإقتصاديّة و صلُح حالها و حال أهلها و لم يتبقّى إلاّ مشكلة واحدة أقضّت مضجع وزير الشؤون الدينيّة مشكلة جامع اللّخمي و إمامه الخطيب ..!

جامع اللّخمي الذي ساده الهدوء و الإنضباط في أحلك الظروف التي مرّت بها البلاد و طيلة الحراك الذي رافق الثورة و لم يشهد أيّ انفلات و لم يسجّل أيّة حادثة برغم الآلاف المؤلّفة التي كانت ترتاده و برغم تواجده في قلب المدينة ،،،
بالعكس فإنّ التاريخ و التسجيلات و ذاكرة كلّ المصلّين تؤكّد أنّ إمام جامع اللّخمي كان – وقتها – و في غياب سلطة أمنيّة واسعة و في ظلّ تواجد وتنامي بعض التيارات فإنّ هذا الإمام سلك سبيل التوعية و التّهدئة و اعتمد خطاب التآلف و النّهي عن التنطّع و لم يستعمل المنبر لأيّ غرض مصلحي و لم يسخّره لغايات شخصيّة ولم يوظّفه لأيّ جهة ، فقط كان يدعو إلى الإصلاح في إطار ضوابط السلّم الأهلي ،،، فعل الإمام هذا بمرجعيّة واحدة يلخّصها هو دوما – في خطبه و مداخلاته - بمرجعيّة الكتاب و السنّة و ولاءٍ إلى الله ورسوله ،، فعل الإمام هذا و لم يتحزّب و لوشاء لكوّن – هو - حزبا بذاته و لم يطلب منصبا و لو شاء لخاض الإنتخابات مطمئنّا مرتاح البال ....و هو بهذه الشّاكلة و بهذا المبدإ الذي ثبت عليه و ظهر للنّاس فيه صدقه كسب محبّتهم فارتضوه إماما و خطيبا بلا جاه و لا سلطان و لا دعاية .
بما أنّ هذا هو وضع صفاقس المهمّش ، و حاجتها الماسّة إلى عناية الدولة أكيدة و استعجاليّة في كثير من المناحي الحياتيّة ، وبما أنّ هذا هو وضع جامع اللّخمي في هدوءه ، وهذا هو حال الإمام رضا الجوّادي في انضباطه للقانون و اختيار المصلّين – المعنيين مباشرة – له عن قناعة و حبّ ،،، فلمـــــــاذا هذا الإصرار الذي يحمله وزير الشؤون الدينيّة و لماذا هذه التضييقات على شخص الإمام ، و لماذا هذا التحدّي الذي أبداه بطّيخ في إدارة الأزمة المفتعلة ، التحدّي لآلاف من روّاد مسجد اللّخمي والتعدّي على حريّاتهم و مصادرة رغباتهم بدون أن يبحث في ماهيّة الموضوع و بدون أن يفتح باب حوار جدّيّ يسفر عن قرارات أصوب من قراره المتسلّط في منع صلاة الجمعة بعد أن كان يحرّم تعطيلها !!؟؟
أليس للوزارة مشاكل أخرى في مجال إدارة الشؤون الدينيّة حتّى يتفرّغ لجامع اللّخمي وإمامه و يعامل شريحة المصلين كأنّها أقليّة لا تشملها أبواب الحريّات الدّستوريّة ولا تتعنيها الحقوق التي يتمتّع بها حتّى جمعيّات الشذوذ و التّغريب؟
Comments
9 de 9 commentaires pour l'article 115016