يا سادة، ماذا بقي لكم من السيادة؟
وسام الأطرش (*)
منذ سنوات قليلة، شرعت بضعة أقلام متواضعة لا حول لها ولا قوة في مواجهة آلة إعلامية رهيبة مدعومة من الداخل والخارج، فقط من أجل خوض معركة السيادة إيمانا منها بواجب التحرير
وتحقيق السيادة الفعلية. ذلك المفهوم الحاضر الغائب في إعلامنا وفي خطابات ساساتنا وحكامنا، بشكل أريد لنا أن نقتنع من خلاله أن تونس الثورة صارت كوكبا ديمقراطيا مستقلا بذاته لا يدور في فلك السياسة الدولية ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بما ابتكرته المخابرات الغربية من مصانع لتفريخ الإرهاب بغية الإستثمار فيه. حتى غدا الحديث عن صناعة الإرهاب أو ارتباط الأجنبي به في بعض الأحيان جريمة وتبييضا للإرهاب من قبل مرتزقة من المدونين والثورجيين المأجورين وغيرها من النعوت التي ظلت تلاحق أصحاب هذه الأقلام سواء بالتلميح أو التوضيح.
منذ سنوات قليلة، شرعت بضعة أقلام متواضعة لا حول لها ولا قوة في مواجهة آلة إعلامية رهيبة مدعومة من الداخل والخارج، فقط من أجل خوض معركة السيادة إيمانا منها بواجب التحرير
وتحقيق السيادة الفعلية. ذلك المفهوم الحاضر الغائب في إعلامنا وفي خطابات ساساتنا وحكامنا، بشكل أريد لنا أن نقتنع من خلاله أن تونس الثورة صارت كوكبا ديمقراطيا مستقلا بذاته لا يدور في فلك السياسة الدولية ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بما ابتكرته المخابرات الغربية من مصانع لتفريخ الإرهاب بغية الإستثمار فيه. حتى غدا الحديث عن صناعة الإرهاب أو ارتباط الأجنبي به في بعض الأحيان جريمة وتبييضا للإرهاب من قبل مرتزقة من المدونين والثورجيين المأجورين وغيرها من النعوت التي ظلت تلاحق أصحاب هذه الأقلام سواء بالتلميح أو التوضيح.اليوم، معركة السيادة تدخل مرحلة جديدة بعد أن انتصر القلم الصادق على الإعلام الزائف، وثبت بالأدلة القطعية أن السيادة ليست سوى شعارا يتشدق به السادة للتمسك بالحكم وضمان البقاء فيه.
نعم يا سادة، جميعكم اليوم صار على علم بإهداء دولة الإمارات سيارتين مصفحتين إلى السبسي قبل اعتلائه كرسي الرئاسة، وجميعكم يعلم ما نشره تقرير دائرة المحاسبات من أرقام خطيرة حول حقيقة التمويل الأجنبي الذي رافق الإنتخابات الرئاسية، وجميعكم استمع إلى فوزي اللومي وهو يؤكد تلقي محسن مرزوق أموالا مشبوهة من جهات أجنبية، بل جميعكم استمع إلى العلامة برهان بسيس وهو يعدد المخابرات الأجنبية التي ترتع في بلادنا في تمييز وتفريق واضح بينها.
نعم يا سادة، الشهادة حول السيادة صارت مخجلة مخزية وزيادة، وها قد رأيتم بأم أعينكم شهادة أحد المرابطين في الصفوف الأولى لإعلام السيادة الوهمية والإستقلال الصوري ممن سخر قناته للتستر عن القتلة والمجرمين من عصابات المافيا في الداخل والخارج، فراح يصور الجبال والسهول ويختلق الروايات والأقاصيص حول قتلة بلعيد والبراهمي، ليوهم مشاهديه بأن الإرهاب لا يمكن أن يرتدي ربطة عنق أو يمتطي سيارة فاخرة، وإنما هو ذلك الملتحي المترجل الذي يستعمل الفيسبا في أقصى الحالات. ثم يظهر بعد سنوات من الخداع والتضليل الإعلامي الذي ترتب عنه تزييف لكامل المشهد السياسي، ليرسل إلى بلده حكومة وشعبا رسالة مصورة من سويسرا –على حد قوله- يهدد فيها بكشف حقيقة الإغتيالات والجهات التي تقف وراء صناعة الإرهاب في الداخل والخارج.

كم تمنينا أن يتضمن فيديو بن غربية إعلان توبة عن التعامل مع شبكة المافيا التي تحدث عنها، أو اعتذارا لأهل تونس الذين أنهكهم كيد الكائدين المتربصين بهذا البلد، ولكننا نجده يأتي على المبتدإ دون الخبر وعلى الفعل دون الفاعل في سياق تهديد واضح اقتضته عملية الرد على محاولة اغتياله من قبل أصدقاء الأمس.
شهادة بن غربية حول السيادة، جاءت لتعلمكم يا سادة أن بضاعتكم ردت إليكم، وأن ما صنعتموه من أوهام السيادة والاستقلال عن الخارج قد أُسقط في أيديكم، فجاءت لتنسفه شهادة من داخل المنظومة لا من خارجها، فماذا أنتم فاعلون؟
بل ماذا بقي لكم من السيادة، حين يذهب رئيس الدولة في مناسبة أولى إلى أمريكا فيفاجؤه أوباما بقرار ضم تونس إلى حلفاء الناتو من خارجه ثم يذهب رئيس حكومته في مناسبة ثانية فيفاجأ هو الآخر بقرار ضم تونس إلى التحالف الدولي ضد داعش؟ وهل من تمام السيادة أن يتجول وفد البرلمانيين التابع للناتو داخل أروقة وزارة الداخلية (يوم 29 سبتمبر الماضي) متجاوزا وزارتي الخارجية والدفاع؟
حدثونا يا سادة، عن السيادة المسلوبة وعن الثروات المنهوبة، وكونوا صادقين مع أنفسكم ومع شعبكم ولو مرة واحدة، وسيحدثكم أبناء الشعب عن حقيقة الإغتيالات وصناعة الإرهاب، لأنها صارت مكشوفة مفضوحة بكل أساليبها القذرة المعروفة، ومن أراد التأكد ومعرفة سر السكتة القلبية التي أصيب بها عدد ممن وصل إلى الحقيقة أمثال فوزي بن مراد رحمه الله، فليسأل الناجين من شرب القهوة المسمومة أمثال ليلى بن دبة التي أدركت الحقيقة من خلال إصرار النادل على شربها ولسعد عبيد الذي لا يزال يعاني تبعات شرب جزء بسيط منها إلى الآن ومعز بن غربية الذي أدرك الحقيقة من خلال تواجد الشخص الليبي وتظاهره بالإنشغال بمكالمة هاتفية، بل فليسأل زوجة فوزي بن مراد نفسه ليتأكد أنه لم يشرب قهوته في المنزل يومها إنما خرج مع أحدهم إلى المقهى ليتوقف قلبه عن العمل بعد نصف ساعة من عودته إلى البيت.
ختاما، عظم الله أجركم يا سادة في سيادة يموت في عهدها من يصل إلى الحقيقة بقهوة ترفع ضغط الدم وتخفض نسبة البوتاسيوم وتوقف عمل القلب خلال نصف ساعة !
(*) عضو المكتب السياسي لحزب التحرير تونس







Comments
10 de 10 commentaires pour l'article 113118