يا سادة، ماذا بقي لكم من السيادة؟

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/moezbengharbia720.jpg width=100 align=left border=0>


وسام الأطرش (*)

منذ سنوات قليلة، شرعت بضعة أقلام متواضعة لا حول لها ولا قوة في مواجهة آلة إعلامية رهيبة مدعومة من الداخل والخارج، فقط من أجل خوض معركة السيادة إيمانا منها بواجب التحرير وتحقيق السيادة الفعلية. ذلك المفهوم الحاضر الغائب في إعلامنا وفي خطابات ساساتنا وحكامنا، بشكل أريد لنا أن نقتنع من خلاله أن تونس الثورة صارت كوكبا ديمقراطيا مستقلا بذاته لا يدور في فلك السياسة الدولية ولا علاقة له لا من قريب ولا من بعيد بما ابتكرته المخابرات الغربية من مصانع لتفريخ الإرهاب بغية الإستثمار فيه. حتى غدا الحديث عن صناعة الإرهاب أو ارتباط الأجنبي به في بعض الأحيان جريمة وتبييضا للإرهاب من قبل مرتزقة من المدونين والثورجيين المأجورين وغيرها من النعوت التي ظلت تلاحق أصحاب هذه الأقلام سواء بالتلميح أو التوضيح.





اليوم، معركة السيادة تدخل مرحلة جديدة بعد أن انتصر القلم الصادق على الإعلام الزائف، وثبت بالأدلة القطعية أن السيادة ليست سوى شعارا يتشدق به السادة للتمسك بالحكم وضمان البقاء فيه.

نعم يا سادة، جميعكم اليوم صار على علم بإهداء دولة الإمارات سيارتين مصفحتين إلى السبسي قبل اعتلائه كرسي الرئاسة، وجميعكم يعلم ما نشره تقرير دائرة المحاسبات من أرقام خطيرة حول حقيقة التمويل الأجنبي الذي رافق الإنتخابات الرئاسية، وجميعكم استمع إلى فوزي اللومي وهو يؤكد تلقي محسن مرزوق أموالا مشبوهة من جهات أجنبية، بل جميعكم استمع إلى العلامة برهان بسيس وهو يعدد المخابرات الأجنبية التي ترتع في بلادنا في تمييز وتفريق واضح بينها.

نعم يا سادة، الشهادة حول السيادة صارت مخجلة مخزية وزيادة، وها قد رأيتم بأم أعينكم شهادة أحد المرابطين في الصفوف الأولى لإعلام السيادة الوهمية والإستقلال الصوري ممن سخر قناته للتستر عن القتلة والمجرمين من عصابات المافيا في الداخل والخارج، فراح يصور الجبال والسهول ويختلق الروايات والأقاصيص حول قتلة بلعيد والبراهمي، ليوهم مشاهديه بأن الإرهاب لا يمكن أن يرتدي ربطة عنق أو يمتطي سيارة فاخرة، وإنما هو ذلك الملتحي المترجل الذي يستعمل الفيسبا في أقصى الحالات. ثم يظهر بعد سنوات من الخداع والتضليل الإعلامي الذي ترتب عنه تزييف لكامل المشهد السياسي، ليرسل إلى بلده حكومة وشعبا رسالة مصورة من سويسرا –على حد قوله- يهدد فيها بكشف حقيقة الإغتيالات والجهات التي تقف وراء صناعة الإرهاب في الداخل والخارج.

كم تمنينا أن يتضمن فيديو بن غربية إعلان توبة عن التعامل مع شبكة المافيا التي تحدث عنها، أو اعتذارا لأهل تونس الذين أنهكهم كيد الكائدين المتربصين بهذا البلد، ولكننا نجده يأتي على المبتدإ دون الخبر وعلى الفعل دون الفاعل في سياق تهديد واضح اقتضته عملية الرد على محاولة اغتياله من قبل أصدقاء الأمس.

شهادة بن غربية حول السيادة، جاءت لتعلمكم يا سادة أن بضاعتكم ردت إليكم، وأن ما صنعتموه من أوهام السيادة والاستقلال عن الخارج قد أُسقط في أيديكم، فجاءت لتنسفه شهادة من داخل المنظومة لا من خارجها، فماذا أنتم فاعلون؟

بل ماذا بقي لكم من السيادة، حين يذهب رئيس الدولة في مناسبة أولى إلى أمريكا فيفاجؤه أوباما بقرار ضم تونس إلى حلفاء الناتو من خارجه ثم يذهب رئيس حكومته في مناسبة ثانية فيفاجأ هو الآخر بقرار ضم تونس إلى التحالف الدولي ضد داعش؟ وهل من تمام السيادة أن يتجول وفد البرلمانيين التابع للناتو داخل أروقة وزارة الداخلية (يوم 29 سبتمبر الماضي) متجاوزا وزارتي الخارجية والدفاع؟

حدثونا يا سادة، عن السيادة المسلوبة وعن الثروات المنهوبة، وكونوا صادقين مع أنفسكم ومع شعبكم ولو مرة واحدة، وسيحدثكم أبناء الشعب عن حقيقة الإغتيالات وصناعة الإرهاب، لأنها صارت مكشوفة مفضوحة بكل أساليبها القذرة المعروفة، ومن أراد التأكد ومعرفة سر السكتة القلبية التي أصيب بها عدد ممن وصل إلى الحقيقة أمثال فوزي بن مراد رحمه الله، فليسأل الناجين من شرب القهوة المسمومة أمثال ليلى بن دبة التي أدركت الحقيقة من خلال إصرار النادل على شربها ولسعد عبيد الذي لا يزال يعاني تبعات شرب جزء بسيط منها إلى الآن ومعز بن غربية الذي أدرك الحقيقة من خلال تواجد الشخص الليبي وتظاهره بالإنشغال بمكالمة هاتفية، بل فليسأل زوجة فوزي بن مراد نفسه ليتأكد أنه لم يشرب قهوته في المنزل يومها إنما خرج مع أحدهم إلى المقهى ليتوقف قلبه عن العمل بعد نصف ساعة من عودته إلى البيت.

ختاما، عظم الله أجركم يا سادة في سيادة يموت في عهدها من يصل إلى الحقيقة بقهوة ترفع ضغط الدم وتخفض نسبة البوتاسيوم وتوقف عمل القلب خلال نصف ساعة !

(*) عضو المكتب السياسي لحزب التحرير تونس





   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 113118

Mandhouj  (France)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 14:46           
التحدي المافيوزي صعب ربحه ،
لأن المافيا في تونس رضعت مباشرة من الثدي ، و لم تتربى على (تتغذى ) من حليب إصطناعي يمكن أن نصنع له دواء مضاد .

نحن نريد لبلدنا الخير ، لكن الثمن يجب دفعه ، لربح الأمن ، لربح السيادة ...
لا ننسى أهداف الثورة

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 11:56           
@Abid_Tounsi وهو كذلك، والله خير حافظا وهو أرحم الراحمين

AbouFATMA  (Tunisia)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 11:34 | Par           
بارك الله فيك على هذا المقال الرائع

Abid_Tounsi  (United States)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 11:33           
على الكاتب أن يكون حذرا من جرعة القهوة من جهته.

BenMoussa  (Tunisia)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 10:40           
حقائق مرة يذكرنا بها الكاتب وتقود المتمعن فيها الى فهم الكثير مما جرى من احداث وما يجري حاليا
هذه الحقائق وغيرها مما يعلمه الخاص والعام يسعى اعلام العار و"السادة" الى انسانا اياها لكي لا نصل الى حقيقتهم
فمتى نستفيق؟

Aziz75  (France)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 10:25 | Par           
ان الله يمهل و لا يهمل. الانسان مهما طال عمره و طغا فانه سيدفع الثمن باهظا في الدنيا قبل الآخرة لا محالة. التجبر والتكبر بغير الحق فانه هاوي الا الاسفل لا مفر منه. الله جل جلاله يقول: الكبرياء ردائ، فمن قاسمني ردائ قسمته.

Jraidawalasfour  (Switzerland)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 10:06           
لماذا تبقى السواعد القوية التي كانت ومازالت تدعم اقتصاد البلاد منسية ومهمشة وعلى التــــــــــــــــــــــــــــــــــوش وخطوط التماس
الذين ماتوا الله يرحمهم ...أما الشهداء الأحياء فلأولى التفكيـــــــــــــر فيهم والإعتناء بهم...
الحكــــــــومة ونــــــواب الشعب يجب أن يركّــــــزوا على أولويــــــــات مواطنيـــــــــــنيهم بالخارج بما ما يسمى قضايا الشيباني المغاربي في الخارج لتحسين وتسوية اوضاعهم بعد التقاعد مثل الضمان والتأمين الصحي والسكن والعطل والسفر ودعم تكوين أبناء العائلة إلى غير ذلك من الامتيازات والحقوق) وهذه الحقوق يستفيد منها مواطنو البلدان الأوروبية القاطنون في أوطاننا...حق عليهم حرام علينا...لقد كنا ومازلنا ركيزة كبرى لدعم اقتصاد بلداننا ....لذا تحركوا
للقيام بواجبكم الوطني نحو اخوتكم وآبائكم وأجدادكم وأبنائكم حتى يستريحوا في نهاية العمر
بنسمة وتربة أوطانهم..

جمرة-التقاعد

Njimabd  (Tunisia)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 10:00           

لا حول و لا قوّ إلاّ بالله
حسنا الله و نعم الوكيل
ليعلم الكل أن الله موجود و أنّ الحق سيظهر و لو بعد حين و كلّ سينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة

Ameur Jlassi  (Tunisia)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 10:00           
شكرا

Nouri  (Switzerland)  |Jeudi 8 Octobre 2015 à 09:59           
اعلام فاسد الى النخاخ، فساد إخلاقي، فساد مالي، فساد سياسي، فساد عصابي وإجرامي.

بعد ان تلاحموا وتآمروا ضد الشعب والثورة وإختيار الشعب ووصلت بهم خياناتهم حتى لتخطيط قتل وإعدام الشرفاء الآن يخش الواحد الآخر واصبحوا أعداء ما بينهم.
يا سادة هؤلاء ليس لهم من الإعلام ومهنة الصحافة من شيئ بل مجرمون أخرجوا من مدرسة القتل والعنف التجمعية.

يا قاتل الروح فين تروح


babnet
*.*.*