كاستينغ يوم السبت : دلالات و استنتاجات

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/masirafrontx1.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مـــــــازن

وأخيرا كُتب لمسيرة السبت الفارط أن تكون وأن تصطف المعارضة متفرقة لتعبر عن رأيها في شارع الحبيب بورقيبة وتنتقد قانون المصالحة الاقتصادية. كُتب للعواطف الجياشة والدعوات الهوجاء للشارع و لإعلان الثورة الثانية أن تخرج من العالم الافتراضي الفايس بوكي الى الواقع المرير فتتناقل قنوات اعلامنا المجيد الحدث و تتابعه عن كثب و تحاول كما فعلت من قبل أن تكبح جماح سدة الحكم فترشّد قراراتها ولكن شيئا لم يحدث ولن يحدث من هذا. لقد غاب اعلامنا وحضرت قناة الجزيرة أو الخنزيرة كما يسمونها، التي بدّعت بها المعارضات على اختلاف الوانها وألسنتها في السابق فنقلت الحدث المباشر و غاب البقية فعلموا انّ الاعلام الحر لا يمكن أن يكون الا مستوردا ولو من قطر وأن اعلامنا مازال في طوره البدائي يحتكم للأوامر في كل صغيرة وكبيرة. أمّا النباهة التي أصابتهم أيام الترويكا فكانت مدفوعة الاجر كما صرّح به عديد الأوجه السياسية لما اختير الشيخ عبد الفتاح مورو نائبا لرئيس مجلس النواب و تحصلت الجبهة الشعبية على خفي حنين من الغنيمة السياسية.

ماذا حدث للمعارضة الغبية حتّى أصبح خوارها عواء؟ ولماذا انقلبت مسيرة السبت الى كاستينغ للصفوف الأولى لتذكرنا بوجوه أفنتها نتائج الانتخابات و وجوه دخلت البرلمان بإسعاف نظام البقايا. هل أضحى القرار في تونس الجمهورية الثانية منزّلا من هرم السلطة الى العامة، يلقى الترحاب و القبول دون أيّ اعتراض أو احتجاج. لعمري قد بلغنا درجة من الوعي السياسي جعلت السلطة تستجيب ضمنيا الى عامة الشعب في قراراتها أو أنها اعادت عصا الاستبداد لتسمع كلمتها. لا يعدو الأمر أن يكون سوء تقدير للمرحلة الانتقالية التي لازالت تعيشها البلاد والتي قد تمتد الى سنوات أخرى حتى تستقر الحال ويهنأ العيش و تبنى دولة المؤسسات. ذلك ما لم تعيه المعارضة أيام الترويكا ولم تعيه اليوم فجعلت السلطة القائمة سلطة متمكنة من القرار و من فرضه والحال أننا لازلنا نعيش كدمات الثورة والوضع الاقليمي المتشنج والذي قد يغيّر في أي لحظة الحال فيصيب شعبنا اللجوء والترحال لا قدّر الله.




كانت المطالبات عند المعارضة عينية و متعجلة تبحث من خلالها عن مكان جديد في الاعلام الذي ضيعها و نسي منتدياتها ثم اهتم بقطبي الحكم ان صح التعبير. كانت المسيرة ستنجح لو حشدت لها آلاف و وحدت الصفوف ولكن لغة التخوين و منطق الشتم والسب أبى الا أن يلقي بضلاله فبعثر صفوفها ونبح كل طرف على صلاح بلاده كما يقول المثل التونسي. لعل الحكومة أحسنت الصنع لما سمحت بهذه المسيرة و جنبت الاصطدام مع فرق حفظ الأمن مآلات لا تؤدي لخير ليطوى ملف آخر من الملفات المهمة ويعود النقاش الجاد الى مجلس النواب و للقوى السياسية المؤثرة في البلاد.
لم تفلح الجبهة بدون المؤتمر ولم يفلح التكتل والجمهوري بدون الجبهة ولم يفلح الجميع بدون تعاضد كافة القوى السياسية لفرض رأي صريح و مغاير للسلطة القائمة وبذلك قدموا تأشيرة شعبية لمروره في صيغته تلك او في صيغة أقل تعديلا مما كان منتظرا. لم يفلح يسار النداء في الانضمام الى المعارضة و مشاركتهم المسيرة لمجرد الدفاع عن حق التظاهر، فكانت حماقة لا يقوم بها من اعتلى سدة الحكم و لم ينفع النهضة غيابها عن المسيرة لمجرد انها لم تتلق دعوة من بقية الأحزاب ولكنها كانت أكبر المستفيدين من هذه الكاستينغ.

لقد خبت نار هذا القانون كما خبت حملة وينو البترول وعاد الامر الى مدارج البرلمان الذي يحاول البعض افقاده هيبته و وزنه عبر التشكيك والاتهامات الباطلة كما فعلوا من قبل مع التأسيسي. والحال أنه يمثل الشعب التونسي بكل صفاته الحميدة والخبيثة و يمثل عقلية نلقاها بالأنهج والديار وعلى شاطئ البحر و في الحقل وفي المساجد و دور اللهو وفي المصنع والمدرسة. كان لزاما على السياسيين أن يتفهموا هذا الشعب الذي يريد الاستقرار بأي ثمن ويريد أن يستريح وهو الذي يحمد الله أن ثورته لم تهدر تماما ولم تنقلب الى فوضى عارمة كما يحدث في عديد دول الربيع العربيّ أين ارتفعت لهجة السلاح و سكبت الدماء بتعلات واهية و بدون تعلات. لم يشارك التونسيون بكثافة في مسيرة السبت لعديد الأسباب أبرزها الانتصار لنهج التوافق الذي أصبح بضاعة تصدّر لعديد البلدان التي تشهد قلاقل و فتن و لعدم قناعته بأحزاب المعارضة التي قد يكتفي بعضها بسيارة أجرة واحدة لتنقلها من مكان الى مكان.




Comments


8 de 8 commentaires pour l'article 111850

Respect  (France)  |Mardi 15 Septembre 2015 à 07:54           
النهضاوي و التجمعي يسبوا في المعارضة... زعمة علاش؟

صحيح هما في السلطة و أمر بديهي بش يشوهوا المعارضة إما قول قايل في مسألة تتعلق بمحاسبة السراق كيفاش عبد يقول لا؟

ياخي للدرجة هذي واحد كي يبدا متعاطف مع حزب يولي كالغنم يتبع في الراعي؟

كي تشوف حالة تونس الرثة و تشوف إلي نصف الشعب الكريم إنتخب نداء تونس (إكس التجمع الديمقراطي ) ونصف لاخر إنتخب النهضة و الزوز شعارهم النفاق في القول و الإخلاص في النفاق تفهم حقيقة هذا الشعب الكريم...

في 2015 و مازلت تشوف عبيد يدافعو على حق أسيادهم في العيش الكريم...

Mah20  (Martinique)  |Lundi 14 Septembre 2015 à 17:29           
Des marionnettes pitoyables!!!!!!

Mandhouj  (France)  |Lundi 14 Septembre 2015 à 16:20           

تونس بين حسن النية، وخطأ الطريق،

الكل تجند و الكل أراد أن يقول ، رجل الدولة ليس لوحده أمر البلاد ، لقد ماتت الدكتاتورية . الإرادة الانقلابية، والتهديد بالسجون انتهى . تونس في مرحلة جديدة .

حماية الفاسدين هو جزء من مشروع الصندوق الدولي (FMI)، وجزء من التعامل السياسي الغير مسئول مع الفساد جملة وتفصيلا، عن وعي أو عن غير وعي ، لا أحد ينكر هذا . لكن الشعب تجند كل من موقعه، في الشارع، على المواقع الاجتماعية, ... ليقول أن ورقة رئيس الجمهورية انقلاب على الدستور، وليبين رفضه لمصالحة كاذبة، هي بالأساس تبيض أموال، والتغاضي عن إجرام في حق أموال الشعب. اليوم الرباعي الحاكم فهم الأمر . الرباعي الحامي للحوار الوطني دخل على الخط . أمر
المصالحة لم يعد في يد رجل الدولة لوحده ، وهذا كان هدف من أهداف تجندنا ضد المبادرة ومضمونها . هيئة الحقيقة والكرامة لها كلمة تقولها ، وهي لست طرف في نزاع، وإنما هيئة دستورية توافقية تهيئ لتفعيل العدالة الانتقالية . و كل العالم على علم بأن التونسيين لا يريدون التشفي و لا عدالة انتقامية . ندعوا الجميع للتوافق على مشروع تنمية للجميع يقطع مع أساليب الدكتاتورية ، ويضع الجميع على سكة العمل والبناء . هذا الكلام قلناه ألف مرة و مرة .

لا أحد في تونس يملك الحقيقة ، ولا أحد في تونس يملك الحل السحري. أحسن حل هو توافق على خيارات كبرى تكون العدالة الانتقالية ، المصالحة الوطنية ، استحقاقات الثورة، مكاسب الثورة و المكاسب الاجتماعية التاريخية للعامل و للمرأة، للطفل و للشيخ و أهداف ثورتنا النبيلة هي القاعدة الاديولوجية لكل برنامج حكم. ثم الديمقراطية تفعل و تتفاعل على الساحة كما يريد الشعب و قواه الحية . الكل يمر عبر صندوق الاقتراع . ثم على الجمعيات المدافعة على حقوق الانسان ، على
النقابات ، على الإتحادات الشبابية ، الطلابية ومنظمات المجتمع المدني عامة أن تتفاعل مع العمل الحكومي حسب ما تراه صالح أو غير صالح .

الديمقراطية، الشفافية هي معارك يومية، كل يوم نتقدم شبر. الحرب على الإرهاب ، الحرب على الاقتصاد الموازي ، الحرب على الاحتكار ، الحرب على التهرب الجبائي ، الحرب على التهريب، الحرب على الخطاب الاقصائي ، توحد الجميع، والكل من أجل الإنسان ، كرامة وحرية . الاصلاح لا يمكن أن يكون إلا عبر تفعيل الديمقراطية و الشفافية و الحق في المعلومة للجميع ، وتركيز ثقافة الحوار بين كل الأطياف السياسية والمدنية .

هل منذ قيام الثورة قلنا شيء مخالف لهذا ؟ دفعنا على الثورة واستحقاقاتها ، على أهدافها ، ساندنا كل توافق ، تجندنا ضد كل محاولة انقلاب أو رجوع إلى الوراء ، ساندنا جيشنا و أمننا في الحرب على الإرهاب ، الوحدة الوطنية كانت لنا و لا تزال هي كل شيء ، لا نساوم . نحن تونس التعدد ، نحن تونس العمل و المساهمة ، نحن تونس الإنسان .

اليوم من الرابح ؟
الرابح هو الشعب ، هي الديمقراطية ، هي تونس للجميع .

اليوم اهتمامات الدولة وكل الأحزاب السياسية والمجتمع المدني يجب أن تكون :

- استكمال استحقاقات الثورة ،
- قانون اللامركزية ، حتى تنهي تونس مع سلبيات البيروقراطية ،
- الانتخابات الإقليمية و البلدية ،
- تدعيم الاستثمار وبعث المشاريع ، والتسهيل لذلك . البطالة قتلت أبنائنا و بعثتهم إلى خيارات غير حسنة وغير إنسانية ،
- فتح حوار وطني (مفتوح ) ليعين الحكومة على القيام بالإصلاحات الكبرى (التعليم ، الصحة ، السكن ، الشركات العمومية )،
- تجنيد كل القوى من أجل الحوكمة الرشيدة ومن أجل الشفافية .

وفاء لدماء الشهداء .
كلنا تونس و تونس لنا .

Alisadaly  (Tunisia)  |Lundi 14 Septembre 2015 à 15:46           
. وأنتظرنا تهديدات ودعوات حمة و عبو ومن معهم ان ينزلو الى الشارع عشرات ألآلاف من الشعب التونسي وتكون التعبئة التي أرادوها لكن ظهروا على حجمهم انهم لا يساوون سوى عشرات من المواطنين في زاوية من شارع بورقيبة للأسف دمروا أنفسهم بمواقفهم وعدائهم للآخرين...انه لعب ذراري .
يا ناس الي خلاها لعب ذراري هو الشعب التونسي الذي مل من الفوضى وعاد الي كيان الدولة و يعرف انه خرج من المازق االذي عان فيه الويلات مدة ثلاث سنوات من حكم الترويكا وبذلك ترك الحكومة تعمل وسيساندها عند الحاجة وذلك هو الشعب الكريم الذي يخاف على ماضيه و حاضره و مستقبل أبنائه،تلك هي ميزة التونسي وااتونسيون انهم أحرار لا يفرفتون كثيراً، بل انهم يحترمون قراراتهم حتى ولو احسسوا بانها قرارات غير صايبة فانهم يصبرون و ينتظرن ويتحملون مسولية الي اخر رمق...عاشت
تونس ...!!!

Langdevip  (France)  |Lundi 14 Septembre 2015 à 15:35           


راهم جو باش يتعدوا في تلافز بودورو الالبوم امتع التصاور للذكرى فقط


MSHben1  (Tunisia)  |Lundi 14 Septembre 2015 à 13:39           
حمة الغبي يقضي على نفسه بنفسه و كذلك الوهابيين هم اغبياء حل الصرة تلقى الخيط سيقضون على انفسهم ايضا بانفسهم و لو بعد حين . انها مأساة الاغبياء بمللهم و نحلهم و ذاك هو مصيرهم اليه تقودهم سنن الله في خلقه طوعا او كرها و لكن هم لا يعلمون .

انا mshben1 قوة الحق و العقل و العلم و العمل خبير الاستراتيجيين و عالم الحياة و الدين .

Antar Ben Salah  (France)  |Lundi 14 Septembre 2015 à 13:21 | Par           
L'État profonde utilise le front pour rendre l'opposition ridicule et hamma le rend service de la bonne manière .

Almokh  (Tunisia)  |Lundi 14 Septembre 2015 à 13:12           
انتداب تعلم الجبهة الشعبية عن انتداب عدد من الشباب و ذلك لتنشيط تحركلتها الاحتجاجية لموسم 2014/2015


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female