ماساة اللاجئين السوريين ...انسانية تغرق في البحر الابيض المتوسط

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/syrian-refugees-011.jpg width=100 align=left border=0>


خمدي زايدي

سوريا ارض لثورة أو هي حرب طال امدها اختلط فيها الحابل بالنابل فلم تفرق بين صغير او كبير في ضحاياها فحصيلة الموت هناك تبدو للمتابع ماساوية في ارقامها بما يناهز 200 الف قتيل و ملايين النازحين . ومع مرور الوقت تبرز كوارث انسانية لعل اخرها استفاقة العالم في الآونة الاخيرة على مشهد عاصف بكل انواع المعاناة و الالم ...جثث للاجئين يلفظها البحر اغلبها من الاطفال حاولوا عبور البحر هربا من شبح الموت الذي تحمله طائرات النظام و قذائف المعارضة بشتى اطيافها المعتدلة منها و المتطرفة والتي احالت المباني هناك إلى ركام و سوت ما رسمه الشعب السوري على مدى عقود من معالم و معمار و مدنا بالأرض .





مشهد الغرقى السوريين ربما ستخلده تلك الصورة التي ارتمى فيها ذاك الرضيع السوري ايلان الكردي ميتا على شواطيء تركيا بعد أن طالته الموت اتي لم ترحم لا ماساته و لا حداثة سنه ...تلك الصورة ربما تختزل معاناة من حاولوا إن يكونوا لاجئين في بلدان الضفة الاخرى من البحر الابيض المتوسط و التي كان لها بالغ الصدى في نفوس من تبقى لديهم حتى بعض من الضمير الإنساني في هذا العالم .صورة ربما تنقل لنا جانبا من هول الجريمة الانسانية التي ترتكب في حق هؤلاء من طرف النظام و غيره و تاتي لتفضح صمت المجتمع الدولي .

فما ينبغي أن يستوقف الإنسانية و يستنهض الضمائر الحية أينما كانت هو مأساة هؤلاء الأطفال الذين لا حول لهم و لا قوة في ما اقترفه نظام الأسد و عصابات تهريب المهاجرين غير الشرعيين الذين وجدوا في اللاجئين السوريين تجارة مربحة تدر ذهبا خالصا فاستثمروا في هروبهم ولو كان ذلك بأخذهم إلى الموت وان اختلفت أسبابه و تعددت على حد تعبير احد الشعراء ...لكن إلى حد الآن لا تزال ردود المجتمع الدولي عامة و العربي بصفة خاصة لا تزيد كعادتها عن الوعيد و التنديد و الدعوة لإيجاد حلول عاجلة يبدو أنها لن تأتي قريبا .
فعلى الأغلب فإن أطفال سوريا في نظر العالم ما هم إلا شهداء بلا أكفان على غرار ذاك الطفل فهو لا يزيد عن كونه ضحية مجهولة الاسم عادية في عرف المجتمع الدولي كيف لا و قد تتوقف الحياة في العالم على قضية انقراض حيوان ما و لا تهتز له قصبة أمام قضية شعب قتل و شرد بعيدا عن وطنه و لذاك تبقى صيحات الفزع التي تطلقها المنظمات الحقوقية وصرخات الأطفال عاجزة عن اختراق جدار الصمت الدولي في العالم لا سيما في جزئه العربي منذ ما يزيد عن أربع سنوات .
مأساة اللاجئين السوريين الذين أغلقت الدول العربية المعابر في وجوههم فلم يجدوا أمامهم إلا ركوب قوارب الموت بالرغم من المخاطر لا تتوقف عند هذا الحد فحسب فبرودة و بطء التفاعلات السياسية زد عليها انقسام العائلة الأوروبية في جزئيها الشرقي و الغربي بين مناد بغلق الحدود و فتحها أمام السوريين و أطفالهم و مساندتهم في ما أصابهم زاد الطينة بلة و من هرب من جحيم الموت على الأراضي السورية وجد نفسه عرضة لكل أشكال القمع و التنكيل إن لم ينتهي بهم الأمر خلف القضبان .
كل هذا يدعو إلى ضرورة إيجاد حلول عاجلة لا أجلة لأبناء سوريا و التي لا شك أنها ستمر بالتأكيد بإيجاد حلول للازمة السورية على ارض الواقع فهو الكفيل بإعادة المياه إلى مجاريها و ترك الشعب السوري يقرر مصيره بنفسه كما كان من المفترض أن يكون منذ إعلان الثورة على النظام و المطالبة برحيل الأسد .





Comments


3 de 3 commentaires pour l'article 111193

Chiheb Oueslati  (Tunisia)  |Lundi 7 Septembre 2015 à 14:57           
رحمك الله يا وطن ووداعا لك يا سورية فهؤلاء اللاجئون لن يعودوا اليك وطنهم الجديد هي ألمانيا و الغرب الذي طالما ساند وحمى ودافع عن عدوك المباشر ...الغرب لم يعد شيطانا رجيما استعمارياو عدوا للشعوب لقد أصبح ملاكا يحلو المقام في أحضانه وها هو جزء كبير من شعب مسلم عربي يعود الى أحضانه وكأنه طفل غاب عن أمه الحنون وأخيرا كسب الغرب قلوب العرب والمسلمين وهو ما لم يكن يحلم به أبدا...إنه إنجازلم يكن يخطر على بال أحد...

Langdevip  (France)  |Vendredi 4 Septembre 2015 à 17:11           
اصدقاء سوريا

MSHben1  (Tunisia)  |Vendredi 4 Septembre 2015 à 16:50           

الجرم كله عند آل سعود الوهابيين و اردقان التركي العرقي بمساعدة صهيو امريكية . استحوذ عليهما الشيطان بتعلة المذهبية و العرقية فجابوا الارهابيين السذج و المتخلفين من كل حدب ينسلون ضانين انها نزهة المتنزهين و لكن يمكرون و الله خير الماكرين . اطفال سوريا الهاربين من الارهاب جعلتموهم هاربين من براميل بشار و هؤلاء جوكم على عينكم الصحيحة اما أطفال اليمن فلا من سمع و لا من دري و قد جاؤوكم على عينكم العورة و براميل آل سعود و جحافله المرتزقة و الوهابيين
لم تروهم ام على ابصاركم غشاوة لا تبصرون . هلككم الله بنكرانكم للحق يا جاهلين و انكم انتم اصل الشر و اصل الشياطين فاعوذ بالله منكم يا مجرمين و اني بريئ مما تفعلون .

انا mshben1 خبير الاستراتيجيين و عالم الحياة و الدين حقاني من الحقانيين .


babnet
*.*.*
All Radio in One