سوريا... معارضة معتدلة و لكنّها مسلّحة

<img src=http://www.babnet.net/images/6/taoufikphoto.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم: توفيق بن رمضان*

نسمع هاته الأيّام المتحالفين ضدّ سوريا يتحدّثون عن حماية المعارضة التّي درّبتنا و سلّحتها الولايات المتّحدة الأمريكيّة، و من المفارقات الغريبة و العجيبة أنّ تدريبهم و تدخّلاتهم تتمّ على أراضي دول عربيّة مجاورة لسوريا، و قد أطلق الإعلام الغربي المتصهين على المسلّحين اسم المعارضة المعتدلة، و طبعا إعلامنا التّابع، إعلام تبّع، تبنّى هذا الاسم و أصبح يتداوله في أغلب المنابر الإعلامية العربية، فالسّواد الأعظم من الإعلاميّين عندنا مثل الببّغاوات يعيدون ما يلقنّونهم دون تمحيص و تثبّت، فالقائمين على الإعلام الغربي المتصهين يضعون المصطلحات و إعلامنا العميل و المأجور يلوكها و يعيدها و يتبنّاها بكلّ غباء و حمق، فكيف لمعارضة معتدلة أن تكون مسلّحة، ما هذا الحمق و الغباء؟ فالمنطق يقول بمجرّد أن يرفع أي معارض السّلاح في وجه دولته فهو يتحوّل إلى مجرم متطرّف و إرهابي، و كلّ هذا الصنف من المعارضات هم خونة و عملاء، يحوّلون إلى أدوات تستعمل في تنفيذ الأجندات الصهيو-غربيّة في الهيمنة و السّيطرة على دولهم و شعوبهم من أجل إخضاعها و نهب ثرواتها و مقدّراتها، و يقولون عنهم أيضا أنّهم مقاتلون من أجل الحرّية، و هل توجد حرّية في باقي دول العالم؟ طبعا لا، وإذا لمذا التّركيز على دول العالم العربي؟ بل هل هناك حرّية حقيقيّة في دول الغرب و إسرائيل؟ إنّ القتال من أجل الحرّية و التّحرّر يكون ضدّ الغزاة و المحتلّون، أمّا المطالبة بالحرّية في الأوطان لا يكون بالقتال و السّلاح، بل يكون بالعمل السّياسي السلمي الدّءوب و المتواصل دون اللّجوء للعنف و الفتنة و الاقتتال.





لا شكّ أنّ الأعراف و المواثيق في كافة أنحاء العالم و طبعا في دول الغرب تقول أنّ كلّ من يرفع السّلاح ضدّ دولته و جيشه لا بدّ أن يتمّ التّعامل معه بالسّلاح دون شفقة و لا رحمة، فهل تريدون من الجيش السّوري أن يستقبل المعارضة المسلّحة و المرتزقة بالورود؟ و من جهة أخرى سؤال يسأل للغرب المتصهين، و على رأسهم زعيمتهم أمريكا التّي استعبدتهم و صادرت قراراتهم، و سطت على كامل الدّول الأروبيّة بعد الحرب العالمية الثّانية، أقول لكم هل ستقبلون أن تسلّح بعض الدّول العربيّة معارضاتكم؟ و هل ستقبلون من باقي دول العالم أن تدعم و تحمي العصابات و المعارضات المسلّحة عندكم؟ إنّه الكيد و التّآمر على دولنا، فكلّما حاولت الشّعوب العربيّة الوقوف و النّهوض و التّحرر تجهضون محاولاتهم المتتالية، و هذا التآمر متواصل منذ عدّة قرون، فقد احتلّوا دولنا سابقا بدعوات التّحرّر من العثمانيين، و اليوم يدمّرون و يستنزفون العالم العربي بدعوات الدّيمقراطية و حقوق الإنسان، فقد أصبحت اللّعبة مكشوفة و كلّ النّفاق الغربي في المنابر الإعلامية و الخطابات السياسية لقادتهم عن الحرّية و الديمقراطية هي مؤامرات مفضوحة، إنّهم يروّجون و يدّعون أنّهم يدعمون الدّيمقراطية و التّحرّر في العالم العربي، و لكن عندما ينتخب طرف غير مرغوب فيه يهدّد مصالحهم ينقلبون عليه و يحاصرونه، و قد فعلوا هذا مع حماس في غزّة و مرسي في مصر و قد فعلوها سابقا مع مصدّق في إيران و في العديد من دول أمريكا الجنوبية و إفريقيا، إنّها الكذبة الكبرى و النّفاق الأعمى المفضوح لساسة الغرب المتصهين المتعطّش للهيمنة و السّيطرة.

و لكن المصيبة أنّهم في كلّ مرّة يتمكّنون من اختراق دولنا و مجتمعاتنا بسهولة، لأنّ بعض البسطاء من المتثاقفين و العملاء من السّياسيين العرب ينخرطون بغباء في هاته الألاعيب و المؤامرات التّي تحاك ضد أوطانهم و شعوبهم، و هذا ما حصل في العراق و سوريا و ليبيا و في العديد من الدّول العربيّة الأخرى، و كما قال أحدهم يجب إعداد 10 رصاصات... واحدة للعدو و الباقي للعملاء و الخونة من بنوا جلدتنا ، و لو لا الخونة و العملاء من الذين يزعمون أنّهم نخب سياسية لما وصلنا إلى ما نحن عليه من دمار و فتنة و تناحر و اقتتال، و يزعمون أنّهم نخب و في الحقيقة هم لم ينتخبهم أحد، بل هم مجنّدون من الدوائر الإستخباراتية الصهيو-غربية، تصدر لهم الأوامر من أسيادهم و توكل لهم أدوار و مهمّات يقومون بها بمقابل مالي أو بوعود في السّلطة و الحكم.

حقّا لو لا الخونة و العملاء من المرتزقة العرب لما تمكّن الغرب المتصهين من اختراق أمّتنا و النّجاح في ما ألحقه من دمار في دول العالم العربي، و لما تمكّن من تنفيذ أجنداته التّي عجز على تنفيذها منذ عشرات السنين رغم كلّ الدّعم و التّعاون مع بعض العملاء من القادة العرب و الصهاينة في إسرائيل، و رغم تدخّلاته المباشرة بالأموال و الجيوش في حروبه على العراق و أفغانستان، حقّا لقد حقّق العملاء و الخونة من الثورجيّين الأغبياء و الحمقى للغرب و الصّهاينة ما لم يحلموا بتحقيقه منذ عدّة عقود، رغم تدخّلاتهم العسكرية و رغم كلّ ما أنفقوه من أموال طائلة على حروبهم المباشرة و الخفية في العراق و أفغانستان و كامل المنطقة العربيّة.

*كاتب و ناشط سياسي تونسي



Comments


10 de 10 commentaires pour l'article 109947

Bhsnizar  (Tunisia)  |Lundi 10 Août 2015 à 11:04           
هل يفعل تنظيم الدولة ، داعش ، هذا :
أنت رجل أعمال فاحش الثراء ، تقترض ما يفوق المائة مليار من بنك عمومي يتوجه بخدماته لجميع المواطنين و من ثم بتعلة أو بأخري تمتنع عن إرجاع المبلغ الذي اقترضته فتتسبب في أزمة مالية للبنك الذي أقرضك.
لن تلقي عقابا ، بل ستتدخل الدولة من خلال نواب الشعب الكرام كي تسوي وضعية رجل الأعمال بعنوان المصالحة و بعد ذلك ستعوض القرض "المنهوب" للبنك العمومي بالظرائب التي يدفعها الفقراء و البسطاء و يتفصي منها رجل الأعمال.
بعض الشرفاء جدا من النواب الذين يصوتون لهذا الارهاب يتقاضون مقابلا محترما جدا ، ما يتقاضاه موظف عادي في نصف سنة يحصله النائب في شهر واحد ، مع ذلك يطالب هذا النائب بمنحة سكني و طعام. يجدر الذكر أن السيد النائب الذي سيتمتع بالمنحة قد يكون هو الآخر أحد رجال الأعمال الذين يقترضون دون التزام.
هذا عادي جدا ، بما أن مجموعة من النواب صوتت علي ترهات كهذه و هي علي وضوء.
و القلاب لا تباركلو.

MSHben1  (Tunisia)  |Samedi 8 Août 2015 à 20:28           
ما قاله كاتب المقال انما هو عين الصواب و الحق . فسبب بلاوي العالم العربي هم عملاء الغرب و الصهيونية المميزين و هم تركيا الاردقانية و سعودية آل سعود و قطر . انهم شياطين الارض الذين يستدرجون سذج العرب من الارهابيين و الجهلة و المتخلفين بالمال الفاسد و بالمذهبية و العرقية و ان كيدهم في تظليل .

انا خبير الاستراتيجيين mshben1.

Ahmed01  ()  |Samedi 8 Août 2015 à 19:18           
Incuore@
ردّ متشنج إلى حدّ الهذيان ، والسبب في ذلك شخصنة المسائل وهذا من شأنه حرف النقاش عن جوهره ، واللجوء إلى التهجّم ـ وهو أيسر ـ ولكنه مُستهجن وغير مُجد علميا وأخلاقيا. نعتي بالغوغائيّة ـ بمعناها الشعبوي التهجيني ـ لا تُعفي صاحبها ـ بأية حال ـ من الردّ بوضوح ـ بدل السب المُقذع ـ عن طبيعة الفرز والقوى المتصارعة في سوريا ، عن تحالفاتها ومشاريعها. من ذلك أيضا نعتي بالحيوانية ـ بقطع النظر عن صفته الأخلاقية ـ ينمّ عن رؤية لم تُجاوز التصور القروسطي في
تصنيف الكائنات ، وهي نظرة يستحيل تحيينها اليوم ، ولكني أدعو صاحبي أن يُحيّنَ نفسه ! وأحسبه كائنا عاقلا بل أحسن به الظن.
مبدئي احترام الرأي المخالف وهومن مستلزمات المواطنة العالمية ...وأحسبك كذلك _فاتقوا الله ويعلمكم الله

Guetteur  (Tunisia)  |Samedi 8 Août 2015 à 16:50           
ما لكم وما للاخوان ؟
النهار كامل وأنتوما تقطّعوا وتريشّوا فيهم
حسبنا الله ونعم الوكيل

Incuore  (Tunisia)  |Samedi 8 Août 2015 à 16:40           
Ahmed@
القطيع هم أمثالك الذين يرددون ما يقال لهم لتخرج من الوجود الحيواني يجب ان تفكر في ما يقال لك انت في جهلك تختزل الشعب السوري في الاخوان هل صادق جلال العظم إخوان؟ انت جاهل و لا تعرفه الطيب التيزيني ؟ و غيرهم لا يمكن ان يقبل ببشار إلا حيوان يحاول إخفاء حيوانيته بالحديث عن الاخوان اما الترديد الببغائي للإخوان و للوهابية فيجب التفكير و انت لا عقل لك ما الذي جعل بورقيبة يدرس محمد بن عبدالوهاب كمصلح ؟ لكن يتردد بغبائك ما قيل لك و سيزداد تعصبك فالغباء و
غياب العقل و ترديد ما يقال يمثلون عائقا ابستمولوجيا يمنع الغوغاء من رؤية الواقع و يجعلهم في مرتبة حيوانية لا يهتمون ل13 مليون سوري مشرد و لتفتت البلد و لاحتلاله من قوى مختلفة و انت في غوغائيتك لا يمكنك ان تبحث عن مسؤولية الحاكم من صنع الإرهاب ؟ من استقدم المجموعات المسلحة الموالية و المعارضة؟ من جعل من بلده أرضا للمعارك؟ ان الاجابة عن هذه الاسئلة لا تخرجك من عداء الاخوان بل من الحيوانية

Ahmed01  (France)  |Samedi 8 Août 2015 à 16:02           
Incuore@
والله نُكتة أن يتحدث الإخوان ومن ظاهرهم في موضوع سوريا عن العمالة ! أنسي أو تناسى دعوات زعمائهم للود والتحالف مع اسرائيل وزياراتهم التي لا تنقطع للكيان...أتناسى دعم نتنياهو الصريح لهم وزيارته المتكررة لجرحاهم في المستشفيات الإسرائيلية إضافة للدعم اللوجستي والعسكري المباشر لهم في جبهة الجنوب تحديدا ...هل تناسيتم زيارات ماكين لساداتهم أم رسائل الود من مرسي لبيريز...أويستطيع إخواني اليوم أن يحدثنا عن عداوة أمريكا فضلا عن اسرائيل ؟...حقا انها لا
تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور...وتحية لأبطال الجيش العربي السوري والمصري في صد همج قطعان الوهابية بمختلف تلوناتها

Incuore  (Tunisia)  |Samedi 8 Août 2015 à 12:39           
هو الشعب مع بشار و هذا ما جعله يتحدث عن قلة المتقدمين للجيش؟ و هو جيش عربي سوري و قيادته إيرانية و عناصره عراقية لبنانية أفغانية الخ..بشار عميل إيراني لا يحبه إلا العملاء و حينما طلب من علي مملوك طرد المقاتلين الشيعة الأجانب للقيام بالحوار قال انه لا يقدر على حزب الله غير ان اهل الجهل و العمالة لا يفقهون هذا

Tarek Ramchani  (Tunisia)  |Samedi 8 Août 2015 à 11:30           
Mr Ben Romdhan, je suis d'accord avec vous et la Syrie vit un drame et tout le monde complote contre elle servant ses propres intérêts.

Mais faut appeler un chas, un chas, il faut nommer les choses.

Ceux qui jettent de l'huil sur le feu et meme finance ce drame sont les USA, la Turquie, le Qatar...A un moment donnée même des cadres de partis politiques tunisiens (vous les connaissez) ont appelé ouvertement les jeunes tunisiens a se rendre en Syrie.

Ca aussi fallait le dire.

Antar Ben Salah  (France)  |Samedi 8 Août 2015 à 10:04 | Par           
En Syrie y a pas d'armée il y a une milice chiites qui assassinent les sunnites sous les ordres de bachar , il y a aussi des groupes armés qui se battent entre eux et contre l'armée de bachar , actuellement si un parmi ces groupes gagne la guerre va assassiner les autres et ce que les américains ne veulent pas , il ne faut pas un vainqueur mais la guerre d'usure continue .

Dorra  (Italy)  |Samedi 8 Août 2015 à 09:53           
الجيش العربي السوري وراءه شعب سوري يؤمن بوطنه و بقيادته و تعاضدهم القوى الحية المقاومة في هذه الأمة و على راسها حزب الله المناضل و تساندهم قوى التحرر العالمية و على راسهم روسيا و الصين و الهند و جنوب افريقيا و البرازيل و غيرها من بلدان العالم ،
الوحيدون الذين يعادون سورية هم جرذان العمالة حلفاء أمريكا و الصهيونية و أمراء البترودولار،


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female