النقابات المارقة... آخر المطاف

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/nakabamarka.jpg width=100 align=left border=0>


أبو مــــــازن

نهاية سنة دراسية باهتة بلا طعم و لا لون ولا رائحة، لم يتسلم فيها التلميذ بطاقة أعداده و حُرم من جوائزه التي توزع في حفل بهيج. لقد مرّ الى السنة الموالية آليا بمفعول قانون. تحسّر الولي على مجهود مضن طيلة سنة و عن اموال صرفها بين الطباعة والتبرع و الكتب الموازية التي تفرض بطرق شتى و شهرية التدارك التي أضحى الجيب يحسب لها ألف حساب. هل ما زالنا ننتظر خيرا من تعليم عمومي أرهقته النقابات المارقة؟ قال لي أحد فتيان الاعداديات تقرا ثلاثيتين الثلاثة بلاش في صورة كاريكاتورية تختصر مستوى العلاقة المدمرة بين المربي والتلميذ. ولكن الأمر قد لا يقف عند هذا الحد وهذه النقابة المارقة تهدد قبل انقضاء السنة الحالية بمقاطعة السنة المقبلة جاعلة نصب عينيها التصعيد والوعيد وكأنه نطاح اكباش. كسرت قرون الولي و غوّرت قرون التلاميذ قبل أن تبرز و تدهور التعليم الاساسي والثانوي ونحا نحوها العالي لمجرد تعنت نقابات الزيادة في الشهرية .





لا يقف الحد عند نقابات التعليم بل تتبع خطاها وتسير على منوالها نقابات الصحة حيث ينتشر المرض ويزداد حال المريض سوءا لمجرد الترك و تنهب الأدوية من الصيدليات و يعيث الكافار و القمل و الجرابيع فسادا في مخازن المؤنة. قد يعلن الاضراب في أي وقت وأي ساعة وما على المريض الا تأخير توعك صحته بضعة ايام فان شفي فذلك خير وان قضى نحبه فهو شهيد الزيادة في الشهرية اما اذا بقي متأرجحا بين المرض والشفاء فأمامه أيام طوال قد تنسيه الألم فيفر بجلده الى أقرب مصحة خصوصية ان كان من الميسورين أو الى أقرب مقبرة ان استحضر الأجل.
نقابات أخرى تنتفض بالتزامن وكأن يدا خفيّة تدفعها لتوريط البلاد في العجز و الفوضى. تُرى من الرابح غير المؤسسات الخصوصية من مدارس و مصحات و خدمات و السوق السوداء التي تثقل كاهل المواطن البسيط. زيادات في الشهرية تفضي الى فراغ جيوب الفقراء البسطاء من القوم الذين لا حول ولهم ولا قوة و لا يقدرون على رد الفعل الا مجرد الامتعاض والتحسر عن ثورة ضاعت أو عن ديكتاتورية كانت تحمي فقرهم و تحافظ على منسوبه.
آخر مطاف تعنت النقابات لا يبدو قريبا كلما فتحت لهم أبواب المنابر الاعلامية و الصحف و شبكات التواصل الاجتماعي فكلامهم تهديد و وعيد يبعث اليأس في الاصلاح و تعثر الوزارات في معالجة أوضاعهم تبيّن كذب الوعود التي اطلقت قبل الانتخابات و تدحض الكفاءة المزعومة التي طالما سمعنا قصصها لليال عديدة. انّ من شرّع لتهيج المطالب الاجتماعية لإسقاط الحكومات السابقة وحده الذي يعض على أنامله من الغيض و يعلم أن سحرا سحره بالأمس قد انقلب عليه. فالنقابات مرقت ولم تعد تستجب لقيادتها و الدولة غائبة تخشى الحسم في الحوار الاجتماعي والخصم من المرتبات.
لن يلام أحزاب الكرتون ممن حصلوا على بضعة مقاعد في البرلمان ولكن اللوم كل اللوم لنداء تونس والنهضة اللتان قطعا تملكان كلمة تُسمع لدى ناخبيهما من المعلمين والاساتذة والممرضين وغيرهم من المهن المعطلة بالإضرابات ولكنهما لا تحركان ساكنا فلا تصدر بيانات الاستنكار والدعوة لإنقاذ ناشئتنا و مرضانا مما يخطط المارقون، لانهما تخشيان وبال الانقسام و التجزئة.


   تابعونا على ڤوڤل للأخبار تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments

14 de 14 commentaires pour l'article 107159

Hemida  (Tunisia)  |Vendredi 19 Juin 2015 à 18:30           
بعد ما عشناه هذه السنة من التصرف الغبي لنقابات التعليم الابتدائي و تفاعل المعلمين مع قراراتها اقول :
من هنا فصاعدا : لا تقم للمعلم و لا تءده التبجيلا...كاد المعلم في بلادنا ان يكون "غولا"
Elyes68  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 20:54           
هل فعلوها الاساتذة....وتركوا المعلمون.....هل الاساتذة أذكى من المعلمون....أم أن المعلمون محقورون.........يجيبنا على هذا السؤال النقابى لسعد اليعقوبى.......
Radhiradhouan  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 19:49           
النقابات منظومات فساد تعمل على خراب البلاد
Belfahem  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 17:27           
هؤلاء ينطبق عليهم القول" أن أستقاموا سكينا وأن أعوجوا منجلا" مفهوم ألأخلاقيات وتقدير الظروف ومراعاة ألآخرين مفوقود مفقود أما تنفيذ الطلب أو أدخال البلاد في فوضى وتدمير ألأقتصاد لو هناك قرار جريء بتجميد النقابات لعشرة سنوات لتحولت تونس الى مثال للنمو وألأزدهار وألأستثمار في غياب هذا على الحكومة أن لا تنتدب مستقبلا ألا عن طريق عقود عمل تجدد كل سنة حسب الحضور والعطاء وكل غياب يتجاوز ستة أيام في السنة يطرد نهائيا من العمل وعامل الترسيم بالمؤسسات
تتخلص منه الحكومة نهائيا .اما في التعليم ألأساسي على الحكومة القيام بتخصيص مدارس للخواص في كل معتمدية كتجربة أولى .
Jamjam  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 16:59           
Meme dans le monde rural , les cours particuliers sont une pratique sauf exceptions les statistiques de 10% sont faux. je dirais que plus de 80% des institueurs doublent ou triplent leur salaire avec des cours particuliers . au moins qu il soient honnetes et declare ces revenus au Fisc comme tous les salaries Non . cest des millirads en Jeu. pour moi ils sont comme des contrebandiers
Alisadaly  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 16:29           
حدثني صديق لي و هو معلم متقاعد انه و بحكم المحاباة و المعاملات الشخصية تجد ان معظم ابناء المعلمين و خاصة النقابيين منهم هم الاوائل في اقسامهم و بالتالي فهم يتهافتون هذه الايام لترسيم ابنائهم في مناظرت السيزيام وهم في نفس الوقت يقاطعون كما فعرف هذه المناظرة...!! ومن بين هولاء ابن "الزعيم النقابي" سي القمودي المستوري......كم انتم مستوريين يا اصدقائي "المربين "....!!!
Sellami Ezzeddine  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 15:32           
والله لن يصطلح امر البلاد و العباد و لن نعرف السلم والتنمية الا بالقضاء علي هؤلاء المفسدين الذين لوثوا العمل النقابي الشريف و سمعة الاتحاد العظيم بامجاده الذين ضحوا بدمائهم و باموالهم لعزة تونس و لرفع رايتها و النهوض بشعبها والذين احبوا شعبهم حتى الفناء .و اليوم ياتي هؤلاء المرتزقة ليرهبون الشعب و يغتالون الطفولة من اجل حفنة من المليمات الذين هم في غنا عنها و لا تساوي شعرة مما يبتزونه من جيوب الضعفاء الكادحين . لو كان حشاد حي لاغتالهم عن بكرة
ابيهم .
Nasehlelleh  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 15:19           
للاسف سيذكر التاريخ ان المعلم كان جشع لابعد الحدود عندما كان الوطن يكابد المصاعب ويحارب الارهاب ويقاوم الدسائس تهمة ما كانت لتلصق به لو تبرء من هانه النفابة التي شوهت صورنه ولطخت تاريخه النير بسم الدفاع عن مستحقاته فباي وجه سيقابل غدا تلاميذه وما شعوره وهو يعلمهم حب الوطن من الايمان...
Langdevip  (France)  |Mardi 16 Juin 2015 à 14:42           
شكرا

أبو مازن

شكرا ابو مازن , مقال للوطن , وطني



النقبات المارقة أخر ما تبقى من الفساد والدعارة من اجل المكاسب

لافلاس التعليم

أكتب يا أبو مازن لاجل تونس و اطفال تونس ضحية المفسدين باسم

كلمت المعلم

ادخل ثورة التعليم ضد المفسدين يا ابو مازن ثروة الوطن
Bokbok  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 14:24           
الثورة تسببت في ظهور خفافيش الظلام من نقابات فاسدة وإرهابيين ورجال أعمال لاوطنيين غايتهمالربح السهل على حساب الزواولة وإنه من المؤكد في هذا الظرف العسيرإعتماد الوسيلة الناجعة التي إلتجأ إليها الزعيم بورقيبة ومشى على منوالها الرئيس السابق ألا وهي إلغاء النقابات ودك رموزها في السجون وإني على يقين أنه في صورة تطبيق هذا فإن الإستثمارسيتطور بشكل صاروخي وسوف تكون سببا في توافد رجال الأعمال بأعداد كبيرة إن الدولة التي تتغول فيها النقابات تكون سببا
لتصحرها من الإسثمار
ANTIREVE  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 14:24           
Si on regarde les statistiques seuls 10% de instituteurs font des cours particuliers et surtout ceux qui travaillent dans les centres urbains. Mais allez voir les conditions de vie et de travail des instituteurs qui travaillent dans le milieu rural.
Jamjam  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 14:04           
Certains syndicalistes sont irresponsables , et sont entrain de detruire le pays par leur egoisme . si ces instituteus paient un impot sur les revenus des cours particuliers (15% retenu a la source par exemple ) . L ETAT peut finacer les augmentations salariales demandes .ces revenus ne sont jamais declares au fisc. et s c est du vol .on vole l ETAT quand on ne declare pas la totalite des revenus , cest comme la contrebandiers qui ne
payent pas des frais de douane. ces cours particuliers representent 10 a 15% du budget des familles . cest des Milliards paye en noir . c'est du vol , faites un peu de sacrifices nos respectables instituteurs payez vos impots on vous respectera plus
ANTIREVE  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 12:32           
Pourquoi s'attaquer à un corps qui paie déjà son impôt au dernier sou et qui a droit de réclamer l'amélioration de sa situation?
Le fait de déplacer le problème du rationnel (réclamer son droit) à l'irrationnel (affectif :position des élèves et des parents) ne fait qu’exaspérer le problème.
Pourquoi l'état n'a pas adopté une politique de justice sociale qui relève le niveau de vie des couches pauvres (oui l'instituteur est aujourd'hui considéré pauvre)?
Pourquoi l'état préservent les acquis des corrompus et des malfaiteurs?
Où est la justice fiscale? où est le rôle de l'état dans la résolution des problèmes miniers qui font accroître les recettes de l'état?
Ces problèmes et beaucoup d'autres ne sont pas posés alors que les pauvres instituteurs lorsqu'ils réclament leur droit on le voie de mauvais oeil.
Taymour Lank  (Tunisia)  |Mardi 16 Juin 2015 à 12:30           
Il faut appiquer la recette tatchérienne aucun compomis avec ces bandits de grand quitte a supporter tout la nuisance qu ils peuvent provoquer déclarer ce syndicat du crime association de malfaiteurs et agir en conséquence les traduire en justice pour atteinte a la paix sociale saisir leus biens notamment les locaux a transformer en foyers universitaires ou en centres de formation
babnet