النقابات المارقة... آخر المطاف
أبو مــــــازن
نهاية سنة دراسية باهتة بلا طعم و لا لون ولا رائحة، لم يتسلم فيها التلميذ بطاقة أعداده و حُرم من جوائزه التي توزع في حفل بهيج. لقد مرّ الى السنة الموالية آليا بمفعول قانون. تحسّر الولي على مجهود مضن طيلة سنة و عن اموال صرفها بين الطباعة والتبرع و الكتب الموازية التي تفرض بطرق شتى و شهرية التدارك التي أضحى الجيب يحسب لها ألف حساب. هل ما زالنا ننتظر خيرا من تعليم عمومي أرهقته النقابات المارقة؟ قال لي أحد فتيان الاعداديات تقرا ثلاثيتين الثلاثة بلاش في صورة كاريكاتورية تختصر مستوى العلاقة المدمرة بين المربي والتلميذ. ولكن الأمر قد لا يقف عند هذا الحد وهذه النقابة المارقة تهدد قبل انقضاء السنة الحالية بمقاطعة السنة المقبلة جاعلة نصب عينيها التصعيد والوعيد وكأنه نطاح اكباش. كسرت قرون الولي و غوّرت قرون التلاميذ قبل أن تبرز و تدهور التعليم الاساسي والثانوي ونحا نحوها العالي لمجرد تعنت نقابات الزيادة في الشهرية .
نهاية سنة دراسية باهتة بلا طعم و لا لون ولا رائحة، لم يتسلم فيها التلميذ بطاقة أعداده و حُرم من جوائزه التي توزع في حفل بهيج. لقد مرّ الى السنة الموالية آليا بمفعول قانون. تحسّر الولي على مجهود مضن طيلة سنة و عن اموال صرفها بين الطباعة والتبرع و الكتب الموازية التي تفرض بطرق شتى و شهرية التدارك التي أضحى الجيب يحسب لها ألف حساب. هل ما زالنا ننتظر خيرا من تعليم عمومي أرهقته النقابات المارقة؟ قال لي أحد فتيان الاعداديات تقرا ثلاثيتين الثلاثة بلاش في صورة كاريكاتورية تختصر مستوى العلاقة المدمرة بين المربي والتلميذ. ولكن الأمر قد لا يقف عند هذا الحد وهذه النقابة المارقة تهدد قبل انقضاء السنة الحالية بمقاطعة السنة المقبلة جاعلة نصب عينيها التصعيد والوعيد وكأنه نطاح اكباش. كسرت قرون الولي و غوّرت قرون التلاميذ قبل أن تبرز و تدهور التعليم الاساسي والثانوي ونحا نحوها العالي لمجرد تعنت نقابات الزيادة في الشهرية .

لا يقف الحد عند نقابات التعليم بل تتبع خطاها وتسير على منوالها نقابات الصحة حيث ينتشر المرض ويزداد حال المريض سوءا لمجرد الترك و تنهب الأدوية من الصيدليات و يعيث الكافار و القمل و الجرابيع فسادا في مخازن المؤنة. قد يعلن الاضراب في أي وقت وأي ساعة وما على المريض الا تأخير توعك صحته بضعة ايام فان شفي فذلك خير وان قضى نحبه فهو شهيد الزيادة في الشهرية اما اذا بقي متأرجحا بين المرض والشفاء فأمامه أيام طوال قد تنسيه الألم فيفر بجلده الى أقرب مصحة خصوصية ان كان من الميسورين أو الى أقرب مقبرة ان استحضر الأجل.
نقابات أخرى تنتفض بالتزامن وكأن يدا خفيّة تدفعها لتوريط البلاد في العجز و الفوضى. تُرى من الرابح غير المؤسسات الخصوصية من مدارس و مصحات و خدمات و السوق السوداء التي تثقل كاهل المواطن البسيط. زيادات في الشهرية تفضي الى فراغ جيوب الفقراء البسطاء من القوم الذين لا حول ولهم ولا قوة و لا يقدرون على رد الفعل الا مجرد الامتعاض والتحسر عن ثورة ضاعت أو عن ديكتاتورية كانت تحمي فقرهم و تحافظ على منسوبه.
آخر مطاف تعنت النقابات لا يبدو قريبا كلما فتحت لهم أبواب المنابر الاعلامية و الصحف و شبكات التواصل الاجتماعي فكلامهم تهديد و وعيد يبعث اليأس في الاصلاح و تعثر الوزارات في معالجة أوضاعهم تبيّن كذب الوعود التي اطلقت قبل الانتخابات و تدحض الكفاءة المزعومة التي طالما سمعنا قصصها لليال عديدة. انّ من شرّع لتهيج المطالب الاجتماعية لإسقاط الحكومات السابقة وحده الذي يعض على أنامله من الغيض و يعلم أن سحرا سحره بالأمس قد انقلب عليه. فالنقابات مرقت ولم تعد تستجب لقيادتها و الدولة غائبة تخشى الحسم في الحوار الاجتماعي والخصم من المرتبات.
لن يلام أحزاب الكرتون ممن حصلوا على بضعة مقاعد في البرلمان ولكن اللوم كل اللوم لنداء تونس والنهضة اللتان قطعا تملكان كلمة تُسمع لدى ناخبيهما من المعلمين والاساتذة والممرضين وغيرهم من المهن المعطلة بالإضرابات ولكنهما لا تحركان ساكنا فلا تصدر بيانات الاستنكار والدعوة لإنقاذ ناشئتنا و مرضانا مما يخطط المارقون، لانهما تخشيان وبال الانقسام و التجزئة.







Comments
14 de 14 commentaires pour l'article 107159