براميلنا الضّائعة و حاوياتهم المفخّخة

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/winuuuuuuuuuuuuoil.jpg width=100 align=left border=0>


منجي بــــاكير

منذ زمن و زاد بعد الثورة أن خرج سواد الشعب بكل فئاته الإجتماعية و مختلف مستوياته الثقافيّة من دوائر الجهل و – طلّق بالثلاث – مثله الشعبي ( إمشي بالنيّة و ارقد في الثنيّة ) ،،، تقريبا كلّ الشعب ارتقى بطرق تفكيره في الأشياء و ماهيّة إدراكه للمحسوسات التي يعايشها ومن ضمنها الحراك السياسي/الإجتماعي و كذلك المسار الإقتصادي في كثير من خفاياه ، فالعصر أصبح عصر النت و الخبر المحيّن و الصورة الموثّقة و عصر الإعلام الحرّ و العابر للحدود ...

...

طبْعا إلا ّ طبقتنا السياسيّة الموقّرة و بعضا من النخبة التي لم تبارح أبراجها العاجيّة ،، هؤلاء الذين مازالوا يعاملون الشّعب بمنطق عصر ( هْناني و حميّداتو ) و عصر الصورة بالأبيض و الأسود و مازالوا يرون في الشعب أنّه مازال يقدّس خبر القناة الوطنيّة و يتلهّف شوقا لتلقّي أخبار الثامنة مساء منها فقط ، و مازل هؤلاء يعتقدون أنّ الشعب التونسي يصدّق صدقا أعمى ما تبشّره به كل صباح عناوين صحف الحكومة و صحف البلاط ..!

و لعلّ الحملة الفايسبوكيّة الأخيرة – وينو البترول - و التي أطلقها و يشرف عليها جمع من شباب هذا الوطن ، شباب له سابقة التعامل الإيجابي و الناجح في تأجيج شعلة ثورة قلبت كل الموازين المحليّة و العالميّة أيضا و أجبرت كثيرا من القوى الفاعلة على إعادة حساب معادلاتها التي كانت تعتبرها (ما تخرّش الميّة ) .

حملة – وينو البترول – و كل الشعارات المرافقة لها تعبّر في خطّ واحد و تعطي دلالة واحدة لتُجمع على أنّ هذا الشّعب – فاق بيكم – ولم يكن في مستوى تخميناتكم و تقديراتكم أيها السياسيون يوم حسبتموه شعبا – نيّة مع شويّا وقت توّا يجي للثنيّة - ،، الشعب يعرف و يعلم جيّدا أن ثرواته الطبيعيّة و مخزوناته الوطنيّة هي في حكم الحقّ الضائع و المنهوب من زمان ، الشعب يعرف و يعلم جيّدا أن البترول ليس العنوان الأوحد و الوحيد للحقوق الضائعة فمعه هناك ضياع الغاز و الفسفاط و الملح ،،،

كما يعرف الشعب أيضا أنّ كمّا هائلا من ( الحاويات ) التي تمرّ عبر الموانيء التجاريّة و التي تدخل البلاد لحساب جهات و شخوص بعينها ، حاويات قد تأخذ أحيانا غطاء قانونيّا مزيّفا فتمرّ ظاهرا تحت بند الترانزيت غير أنّها في الحقيقة تستقرّ في عناوين داخليّة ...
حاويات تدخل – مسكّرة – لا يُعلم عن ما تحويه شيئا ، و لا تُفتح إلا وراء الجدران المغلقة لتبوح بأسرارها لاحقا إمّا في الأسواق الموازية الغير خاضعة لأحكام و ضوابط القانون أو تأخذ مسالك أخرى مظلمة لطبيعة الممنوع الذي تمثّله و الخطر الذي تستجلبه ....
فإلى متى وحتّى متى سيبقى الحال على ما هو عليه ، و هل من تفعيل واقعي لحقّ الشعب في الشفافيّة و صدقيّة المعلومة ، و هل يمكن للقانون أن يبسط عدالته على الكلّ في سواسية و عدل في صيغة هيبة حقيقيّة للدولة ؟؟




   تابعونا على ڤوڤل للأخبار

Comments


4 de 4 commentaires pour l'article 106029

Fromilan  (Italy)  |Vendredi 29 Mai 2015 à 23h 36m | Par           
للعلم نظام الحاويات ...هو النظام اللوجستي الاكثر اعتمادا في كل موانئ و باخرات العالم ...ولا يمكن الاستغناء عنه....الحل تنظيف الديوان و تجهيزها و رفع مستو الرقابة.

Fromilan  (Italy)  |Jeudi 28 Mai 2015 à 23h 34m | Par           
افاريات الوساطة...والباكوات تحت الطاولة ...وتلاعب بارقام الانتاج...و العقود الخبيثة...و زيدهم اطراف فاسدة في الديوانة...و المواطن يشري في المحروقات بكل حسبة...و يكمل عليهم يقول الي التهريب و اخص البنزين و الديزل هو عدو الاقتصاد... نرجعو لكلامنا ...وينو البترول؟؟؟

Swigiill  (Tunisia)  |Jeudi 28 Mai 2015 à 22h 50m | Par           
يرحم والديك يا سي المجني في هالمقال و تعمل مزية تقنعنا سي أبو مازن راهو قالك بلادنا صحرة كيف ما تقول الحكومة و اخطاكم من رويق وينو بترول نرجعوا لموضوعنا فين فلوس البترول و الغاز؟

Wissem_latrach  (Tunisia)  |Jeudi 28 Mai 2015 à 22h 06m |           
سينقلب السحر على الساحر عما قريب بإذن الله


babnet
All Radio in One    
*.*.*