دخلات الباك سبور رسالة الى القائمين على الاصلاح التربوي

<img src=http://www.babnet.net/images/1a/ecoleprimaire.jpg width=100 align=left border=0>


بقلم الاستاذ بولبابه سالم

تعيش مختلف المعاهد هذه الايام على وقع دخلات الباك سبور ، و الجميع يتابع باهتمام آخر ما استنبطه و ابتكره تلاميذنا بين مرحب و مستهجن لمحتواها. ذكرت سابقا أنه كان الأولى بالمنتقدين ان يدرسوا الظاهرة من الناحية السوسيولوجية و النفسية لأن ما يقوم به تلاميذنا هو رسائل بعضها واضحة و بعضها مشفرة للمشرفين على الشأن التربوي .


من مصادفات هذا العام ان دخلات الباك سبور تتزامن مع انطلاق النقاش حول اصلاح المنظومة التعليمية في تونس بمشاركة جميع الاطراف المتدخلة في الموضوع من سلطة اشراف و نقابات و تلاميذ و اولياء و جمعيات و احزاب و منظمات المجتمع المدني . لقد اكتشف الجميع مؤخرا ان تعليمنا تجاوزته الاحداث و بات بعيدا عن واقع تلاميذنا و استحقاقات المرحلة التي تعيشها تونس . من هتلر الى داعش و من فلسطين الى العراق ، من ياسر عرفات الى صدام حسبن ، يقولون لكم : هذه رسالتنا فما انتم فاعلون ؟ يحدث ذلك بينما الطبقة السياسية غارقة في صراعاتها العبثية و الشخصية ، أما نخبتنا فتعيش تناحر ايديولوجي قبلي متعفن .



جاهل من يعتقد ان تلاميذنا لا يفهمون حقيقة ما يجري بل اكاد أجزم انهم اكثر وعيا مما يعتقد من يتصورون انفسهم جهابذة عصرهم . انهم ساخطون على انتهازية السياسيين و خزعبلات النخب و تردي المنظومة التعليمية . كل البرامج التعليمية تسعى في اهدافها العامة الى نحت ملامح التلميذ التونسي الوسطي ، المعتز بهويته الحضارية العربية الاسلامية مع الانفتاح على مكتسبات الانسانية في مختلف المجالات ، لكن ما نتابعه في دخلات الباك سبور بعيد عن هذا الهدف ، اننا نتابع كرنفالا متناقضا و عجيبا ، فأين الخلل ؟
يبحث المراهق و الشاب عموما عن القدوة و البطولة ليسلك طريقها لكننا غيبنا كل ابطال تاريخنا البعيد و القريب من مناهجنا التعليمية فانساقوا الى استيراد نماذج غريبة عن واقعنا ، نريد تلميذا محصنا ضد التطرف لكن المحتوى الدراسي لا يوفر له تلك الحصانة ، مدرستنا تعلم و لا تربي . فهل يستفيق المتطرفون من كل التيارات المتناحرة في بلدنا ليفهموا هذه الحقيقة المرعبة .
نرجو ان يتفاعل المجتمعون اليوم في قصر المؤتمرات مع رسائل تلاميذنا و ينزعوا ايديولوجياتهم الصدئة ، و ما اروع ما قاله الامام علي بن ابي طالب : ربوا ابناءكم على غير ما ربيتم عليه فقد خلقوا لزمان غير زمانكم . المسالة لا تتعلق بتسجيل نقاط سياسية بل بمستقبل جيل ووطن .
كاتب و محلل سياسي



Comments


1 de 1 commentaires pour l'article 103873

MOUSALIM  (Tunisia)  |Jeudi 23 Avril 2015 à 11:45           
مقال جميل وأجمل ما بين سطوره أن شبابنا يبحث عن القدوة الأبطال الذين جفف منابعهم المخلوع المجرم فتاريخنا العربي الإسلامي يزخر بالأبطال الذين أدهشوا العالم وكان بينهم مهندسوا عصر الحضارة والتقدم التي نحياها اليوم ويقودها الغرب الذي طوع ما هندسه العباقرة العرب المسلمين وأتمنى أن يكون كتاب الأبطال إلزاميا في مدارسنا ككتاب -مائة من عظماء أمة الإسلام غيروا مجرى التاريخ -لجهاد الترباني .


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female