النهضة و أزمة نداء تونس :مرحلة فك الارتباط بين ''الدساترة'' و ''اليسار'' في آخر حلقاتها

<img src=http://www.babnet.net/images/9/nadraaathammma.jpg width=100 align=left border=0>


نورالدين المباركي

الموقف العلني لحركة النهضة تجاه أزمة حركة نداء تونس أن الحركة لا تتدخل في الشؤون الداخلية للأحزاب ، و أن وحدتها تهمها .


لكن أيضا أعتقد أنها تراقب هذه الأزمة – عن قرب- وتتابع تفاصيلها و تطوراتها , وربما لها رغبة في أن تتطور الأزمة في اتجاه دون الآخر.




عندما نعود إلى خطاب النهضة تجاه نداء تونس نجد انه تحول من اعتبار هذا الحزب إعادة رسكلة لتجمّع بن علي (راشد الغنوشي اكتوبر 2012) الى النداء أخطر من التشدد السلفي ( راشد الغنوشي اكتوبر 2012) ثم تحول الموقف 180 درجة فأصبح نداء تونس ليس هو التجمع لان التجمع ينتمي لنظام الحزب الواحد بينما النداء حزب ينتمي للنظام الجديد الذي أرسته الثورة بدستورها الجديد.وابن علي ليس هو الباجي قائد السبسي ( راشد الغنوشي فيفري 2015).

هذه التحولات تمت دون مقدمات ودون مراجعات وكانت مرتبطة أساسا بموازين القوى و بموقف النهضة من إحدى مكونات حركة نداء تونس أي الدساترة ومراجعة الموقف من هذا الطرف أو الدولة العميقة التي تعتبر النهضة أنها من أفشلت تجربة حكمها , فبعد أن طرحت قانون تحصين الثورة ( نوفمبر 2012) تراجعت عنه تحت عنوان المصالحة الوطنية .

أتصور أن تراجع حركة النهضة عن قانون تحصين الثورة هو بداية عملها لاختراق جبهة المعارضة التي تشكلت ضدها واستمالة الدساترة , الدساترة رقم مهم في المشهد السياسي (راشد الغنوشي – اكتوبر 2013).

توجهت حركة النهضة لاستمالة الدساترة دون غيرهم من مكونات نداء تونس لسببين اثنين على الأقل ، الأول هو ثقل هذا الطرف كمّا ونوعا والثاني عزل اليسار الاستئصالي من التأثير في المشهد العام أولا وداخل نداء تونس ثانيا.

ساعدت نتائج الانتخابات البرلمانية و الرئاسية حركة النهضة على التقدم في مشروعها هذا , فحصولها على المرتبة الثانية ونحو 70 نائبا جعلها طرفا رئيسيا في المشهد السياسي و أيضا ترتيبات تشكيلة الحكومة وهو ما تجسد في حكومة السيد الحبيب الصيد التي شاركت فيها النهضة بتمثيل لا يتماشى و ثقلها النيابي ، لكن حققت من خلالها مكاسب سياسية أهمها بقاء الجبهة الشعبية في موقع المعارضة و الانتصار على شق من نداء تونس(الذي يوصف باليساري و الاستئصالي) كان يرفض ان تكون النهضة في الحكم وكسب تأييد الدساترة داخل نداء تونس و خارجه تحت عنوان الوفاق و المصلحة الوطنية و المصالحة السياسية).

كما دفعت النهضة أكثر في اتجاه عزل اليسار داخل مجلس النواب الشعب و الجدل حول رئاسة اللجنة المالية و عملية التصويت كشفت ان النهضة تدفع اكثر في اتجاه عزل اليسار .وفي المقابل كثفت من رمي الورود للدساترة و الاقتراب منهم أكثر ، اذكر هنا حضور السيد راشد الغنوشي جنازة عضو اللجنة المركزية للتجمع الدستوري الديمقراطي عبد الله العبعاب (فيفري 2015) وما كتبه لطفي زيتون في صحيفة الشروق (24 فيفري2015): لم تضع الفرصة بعد لو ينهض رجال المدرستين مدرسة التأسيس الأول والتأسيس الثاني .. الدستوريون الوطنيون والاسلاميون الوطنيون للملمة شتات الجماعة الوطنية وتأسيس الكتلة التاريخية الكفيلة بترجمة الالتقاء التاريخي بين الشيخين .. رافعين شعار المصالحة الوطنية الشاملة .

تعتقد حركة النهضة أن جزء من محنتها في بداية التسعينات سببه اليسار الاستئصالي المتحالف مع النظام السابق ، وتفسر العراقيل التي تعرضت لها في تجربة حكمها الأولى بالالتقاء بين اليسار الاستئصالي و الدولة العميقة ، و بالتالي فإن فك الارتباط بين هذين الطرفين هي أولويتها ،وكل تحالفاتها يجب ان تصب في هذا الاتجاه .

هي نجحت ان تضع الجبهة الشعبية في المعارضة بقبولها المشاركة في الحكومة ولم ترفع الفيتو عن مشاركة رجال النظام السابق كما فعلت الشعبية واقتربت أكثر من الدساترة

اعتقد ان خطة فك الارتباط هذه هي التي تحدد الرغبة المبطنة لحركة النهضة تجاه مآلات الأزمة الداخلية لحزب نداء تونس ، بين طرفي النزاع داخل نداء تونس ابحثوا عن اليسار الاستئصالي (كما تراه النهضة) وستجدون النهضة في الجهة المقابلة له.




Comments


12 de 12 commentaires pour l'article 101767

Mandhouj  (France)  |Lundi 16 Mars 2015 à 20:42           
تونس تواجه تحديات عظمى ، و على الأحزاب أن تعي ذلك .

KhNeji  ()  |Lundi 16 Mars 2015 à 16:11           
Noureddine:je trouve que tes analyses sont très modestes et loin d’être crédibles.

Biladi2012  (Tunisia)  |Lundi 16 Mars 2015 à 10:34           
برهنت النهضة أنها حزب قوي ومتماسك وأنها أنظف وأرشد حزب سياسي في تونس.
النداء بني ليكوّن القوة الوحيدة التي ستدمر النهضة إلا أن السحر إنقلب على الساحر، حزب سيدمر نفسه بنفسه قبل أن تنتهي سنته الأولى في الحكم.ما بني على باطل يبقى باطل.

SOS12  (Tunisia)  |Lundi 16 Mars 2015 à 08:22           
ن المباركي
كبر عليه أن يقول
أن النهضة عنصر إستقرار و توازن جنبت البلاد المكروه
في تجربة هشة و وضع دولي مزعج و وضع داخلي مشط
ونخب لم تحسن التقييم بعد وإعلام متحامل و شعب مرهق و مستعجل

Appou  (Tunisia)  |Lundi 16 Mars 2015 à 00:34 | Par           
كان جا عندكم عشر وطنية النهضة راهي تونس حالها تحسن اما أنتم احﻻمكم أضيق من ان تسع الجميع بالعربي كيف القراد ما تعيشو كان على دماء الاخرين

Labrados  (Tunisia)  |Dimanche 15 Mars 2015 à 21:12           
هذا الكاتب اليساري يبرر فشل اليسار الاستئصالي و يحاول دمغجتنا بالبحث المستميت عن دور للنهضة في خيبة اليسار وهزيمته المدوية
تحليل ضعيف جدا يعكس انهيار اليسار

BENJE  (France)  |Dimanche 15 Mars 2015 à 17:55           
Je ne suis pas d'accord que les détouriens se sépareront de la gauche socialiste . dans l'histoire des années 70 le PSD était le parti socialiste destourien !
Par contre il y a une confusion monumentale entre la gauche socialiste et l'extrême gauche du front populaire. C'es comme si on confondait NAhda et Tahrir !
A Pour moi (la gauche laïque ou non) œuvre pour le progrès et le partage équitable des richesses est sur la même longueur d'onde que les destouriens alors que l'extrême gauche du Front populaire qui regroupe les trotskistes ect prônent une application du communisme qui a montré son échec en URSS ....

Kairouan  (Qatar)  |Dimanche 15 Mars 2015 à 17:00           
رغم معارضتي لسياسات النهضة خلال حكمها وبعده إلا أن الكاتب قد جانب الصواب في هذا التحليل فالصراع الدائر داخل نداء تونس هو صراع من أجل التموقع و المناصب والمصالح ولا دخل لحركة النهضة فيه ونداء ليس حزبا سياسيا يحمل فكرا ولكنه كوكتال من الأحزاب السياسية التي تبحث عن الغنائم والمصالح وبعدما فاز الحزب بدء الصراع بينهم على تقاسم الغنائم
ولا يوجد في تونس حاليا إستئصاليين ولا إقصائيين غير أحزاب اليسار الفاشي المتطرف الذين رفضوا المشاركة في الحياة السياسية وأصروا على الفتنة والفوضي وتدمير كل بناء وإقتلاع جذور الحياة وزرع بذور الخوف والفقر والقتل
الحرية لسجين الرأي ياسين العياري

MURAQIB  (United States)  |Dimanche 15 Mars 2015 à 16:31           
التيارات والأفراد المنتمية للنداء لا تجمعهم أفكار أو رؤية أو مشروع سياسي مُوحد وطويل المدى لخدمة تونس. كل ما في الأمر، أنهم إجتمعوا على إسقاط الترويكا لغاية في نفس يعقوب. وبعد تحقيق هذا الهدف "الإستراتيجي"، إنتهت أسباب الوحدة ونشبت الخلافات. الوضع الحالي للنداء هو أن الذي يفرقهم أكثر من الذي يجمعهم ومشاكل وهموم البلاد لا تبدو على قائمة الإهتمام.

3AIBROUD  (Tunisia)  |Dimanche 15 Mars 2015 à 16:28           
في السياسة ليس هناك عدو أو صديق بل تحولات متواصلة حسب المصلحة شرط المحافظة على الثوابت الكبرى.
* بعض عناصر النهضة قبلت الحوار مع السلفيين عندما كان هؤلاء سلميين لاحتوائهم. كلنها لم تتردد في ترتيبهم كارهابيين عندما مالوا الى العنف.
* النهضة حقرت من شأن النداء عندما كان في طور النشأة لكنها ما لبثت أن قدرت مكانته عندما اشتد عوده.النهضة قاومت الدساترة عندما كانوا في سكرة الغطرسة لكنها قبلت بهم عندما أصبحوا يبحثون معها عن طريق الديمقراطية.

MOUSALIM  (Tunisia)  |Dimanche 15 Mars 2015 à 15:10           
اليسار يصر ويلح على عدم الإعتراف بفشله وإفلاسه ويلقي باللائمة على النهضة وعلى المرزوقي وعلى البنك الدولي وقطر وتركيا .

Abou_Mazen  ()  |Dimanche 15 Mars 2015 à 14:29           
نور الدين يحاول يائسا مداواة جرح غائر، النهضة بعيدة على لعبة نداء تونس ولكنها تراقب ذلك من أجل الوطن يا بابا


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female