---

---

هل استقبال سيف الطرابلسي في البرنامج وهو فنان بالأساس و شقيق عماد الطرابلسي و ينتمي لعائلة الطرابلسية التي كانت متنفذة قبل الثورة كاف ليكون شاهدا على فترة حكم بن علي و الأيام الأخيرة لحكمه أم أن لقب الطرابلسي وحده كاف لكسب الجمهور و إثارة اهتمامهم ؟

كل المحيطين بالرئيس السابق تحدثوا عن الشخصيات المؤثرة في عهده سواء من وزرائه او أقاربه وعائلته لكنهم لم يذكروا اسم سيف الطرابلسي الذي كان ضيفا رئيسيا في لمن يجرؤ فقط ، و الجميع يعلم أن بن علي كان محاطا بحماية أمنية تفوق أي رئيس في العالم لأن الرجل كان مهووسا بأمنه الشخصي و لا يثق باحد(وصفه محمد حسنين هيكل بالنظام الأمني المصفح ) فكيف لسيف او غيره أن يعرف أسرار الرئيس الخاصة جدا . لقد تحدث ضيف البرنامج عن بيع ليلى بن علي لمصوغها في السعودية ثم يقول أن المملكة توفر لهم جراية شهرية ب 18 الف دولار كما كتب مقدم البرنامج في احدى تغريداته الفيسبوكية الصيف الماضي أنه لما زار دبي حدثه البعض عن قضاء ليلى الطرابلسي و ابنتها و زوجها اكثر من أسبوع في جناح فاخر بأحد النزل الفخمة من اموال التونسيين المنهوبة . فمن نصدق ؟ أريد أن أتساءل : هل سيف الطرابلسي مصدر رسمي للأخبار وهو الذي كان بعيدا كل البعد عن الجميع ؟ هل نستضيفه ليغالط الرأي العام و يدعي بطولات فارغة ؟ هل عندما يجلب بن علي أحدا للقصر سيراه عماد ؟ هل نتحدث عن قصر او عن كوخ في عمارة و عماد يراقبه ؟ ما هذا ؟

الحقيقة أن التونسيون لم يعودوا يصدقون ما يحدث في إعلامهم رغم مرور اربع سنوات من محاولات اصلاح القطاع ، كما بدت الهايكا هيئة بلا موقف تجاه مشهد إعلامي لا يليق بالثورة التونسية .
انتظرنا من سمير الوافي برنامجا عن داعش و الارهاب الذي ضرب مجددا في القصرين او عن الاضرابات في البريد و الهندسة و التعليم الذي تشهده البلاد أو عن انتفاضة أصحاب الشهائد المعطلين عن العمل في قفصة و القصرين ، لكن يبدو أن هؤلاء لا حظ لهم في برنامجه رغم أن تلك المشاغل هي التي تهم التونسيين اليوم .

كاتب و محلل سياسي