اليسار الفرنكوفوني.. في وزارة التربية

خليل قموار
بعد تعيين ناجي جلول على رأس وزارة التربية، ولطيفة الأخضر على رأس وزارة الثقافة يبدو أن هناك عودة مؤكدة إلى التوافق القديم الذي أرساه المخلوع مع اليسار الفرنكوفوني، بخصوص إسناد الوزارات الإيديولوجية إلى العناصر اليسارية والفرنكوفونية. وهذا لم يكن يقتصر على شخص الوزير وإنما يشمل أيضا المشرفين على الإدارات المركزية داخل تلك الوزارات. وفي هذا الإطار أحاط وزير التعليم يومئذ محمد الشرفي نفسه بعدد من المستشارين ومديري المصالح ممن يشاركونه توجهاته اليسارية والفرنكوفونية ليساعدوه على بلورة ما عرف فيما بعد ببرنامج تجفيف المنابع. ورغم إبعاد الشرفي في 1994 فقد استمر بعده التوافق بين النظام واليسار، ولقي الوزراء الذين خلفوه التعاون التام من قبل العناصر الفرنكوفونية واليسارية. وحتى بعد الثورة مباشرة استمر هذا التقليد حيث أسندت وزارة التربية منذ حكومة الغنوشي الأولى إلى الطيب البكوش.
بعد تعيين ناجي جلول على رأس وزارة التربية، ولطيفة الأخضر على رأس وزارة الثقافة يبدو أن هناك عودة مؤكدة إلى التوافق القديم الذي أرساه المخلوع مع اليسار الفرنكوفوني، بخصوص إسناد الوزارات الإيديولوجية إلى العناصر اليسارية والفرنكوفونية. وهذا لم يكن يقتصر على شخص الوزير وإنما يشمل أيضا المشرفين على الإدارات المركزية داخل تلك الوزارات. وفي هذا الإطار أحاط وزير التعليم يومئذ محمد الشرفي نفسه بعدد من المستشارين ومديري المصالح ممن يشاركونه توجهاته اليسارية والفرنكوفونية ليساعدوه على بلورة ما عرف فيما بعد ببرنامج تجفيف المنابع. ورغم إبعاد الشرفي في 1994 فقد استمر بعده التوافق بين النظام واليسار، ولقي الوزراء الذين خلفوه التعاون التام من قبل العناصر الفرنكوفونية واليسارية. وحتى بعد الثورة مباشرة استمر هذا التقليد حيث أسندت وزارة التربية منذ حكومة الغنوشي الأولى إلى الطيب البكوش.

اليوم يجد ناجي جلول وزير التربية الوطدي، نفسه في نفس المسار، من أجل إعادة العناصر التي أبعدت عن مواقعها خلال السنوات الثلاث الماضية، ومن تلك العناصر معز بوبكر، خريج كلية العلوم القانونية والسياسية سنة 1995، والذي أتى به إلى الوزارة الوزير سيء الذكر الصادق القربي، حيث عينه مكلفا بمهمة، ومن بين المهام التي كلفه بها صياغة النقاط المتعلقة بالتربية في برنامج بن علي الانتخابي. وقد نال معز بوبكر وسام الاستحقاق في ميدان التربية من يدي بن علي، ثم جوزي في أفريل 2010 بتسميته على رأس ديوان التعليم خلفا لليساري الآخر المنصف عاشور الذي عمل مع محمد الشرفي والذي كلفه المخلوع بتبييض نظامه والرد على ما تصدره المنظمات الحقوقية الدولية من بيانات حول حقوق الإنسان في تونس. بعد الثورة، تم تعيين معز بوبكر رئيسا لديوان الطيب البكوش، الوزير اليساري. وبما أنه محسوب على النظام القديم فقد تم الضغط عليه، فقام بإقصاء مديري المدارس الإعدادية والمعاهد الثانوية، بما ساهم في التسيب والانفلات. وفي نفس الإطار وجه مذكرة إلى مندوبيات التعليم للتمتع بالراحة يوم السبت، وهو ما يسبب الكثير من التعطيل بالنسبة لإدارات المدارس الابتدائية والإعدادية والمعاهد الثانوية. كما تم الضغط عليه ليقوم بخفض ساعات العمل لبعض الأسلاك خلافا لمقتضيات الوظيفة العمومية. معز بوبكر يستعد اليوم ليعود من جديد على رأس ديوان وزير التربية، وهو ما يذكر بالتوافق الذي وضعه المخلوع.
عنصر يساري آخر سيعين بوزارة التربية ألا وهو عادل الحداد، أحد أبرز العناصر القيادية للجبهة الشعبية في نابل، حيث سيسمى مديرا عاما للبرامج والتكوين المستمر. وقد سبقه على رأس هذه الإدارة العامة طيلة ما يزيد عن 15 سنة يساري آخر هو عمران البخاري الذي كان أحد مساعدي محمد الشرفي في الإصلاح الذي قام به، ثم قام بنفس الدور مع الوزير سيء الذكر الصادق القربي. ولسنا بحاجة إلى التذكير بالفشل الذي آل إليه ذلك الإصلاح التربوي، حيث يحتل التعليم التونسي المراتب الأخيرة ضمن ترتيب البرنامج الدولي لتقييم الطلبة المعروف اختصارا باسم (PISA)، ولا شك أن تسمية عادل الحداد زيادة على أنها تؤكد التوافق القديم بين النظام البائد واليسار، فهي ستعود بنا إلى تجربة الفشل التي انتهى إليها التعليم التونسي.
إن التربية شأن وطني عام، وليست شأن توافقات قديمة تجاوزها الزمن، ولا هي نصيب طرف إيديولوجي أو سياسي، ولا هي غنيمة يفوز بها طرف ويستبعد الآخرين. ولا تدخل ضمن التجاذبات الحزبية ولا المعارك الإيديولوجية
Comments
12 de 12 commentaires pour l'article 100020