حكاية طَشَّانْ وطَنَانْ

تذكرني إسرائيل وما فعلته وتفعله بالفلسطينيين بحكاية - طَشَّانْ - وطَنَانْ - وما جرى ويجرى بينهما في - قرية العكابر - وطَشَّان - هذا فلاح غني وصاحب أطيان لكنه طماع يمطع في كل أرض ليست له , ويحاول اغتصابها بأي شكل من الأشكال, وعندما مات زوج طنان وصارت - طنان - أرملة ووحيدة طمع - طشان - الطماع في حقل خصب من حقولها واستولى عليه بالقوة مدعيا أن الحقل حقله وملكه وكانت - طنان - كلما ذهبت للمحكمة سبقها - طشان - مع شهود الزور وقام برشوة الحكام والموظفين الذين كانوا يحكمون له ويقومون بطرد - طنان - من قاعة المحكمة.لكن طنان لم تستسلم كانت تذهب وتتمرغ بتراب وطين حقلها المغتصب وتصرخ وتولول, وتشهد أهالي القرية, وتشتم أمامهم - طشان - اللص الذي سرق حقلها, وتشهر به في كل مكان, ومع أنها أرملة ضعيفة ووحيدة مع أن عدوها وغريمها كان يستقوي عليها بالحكومة والحكام وشهود الزور. إلا أن الحق كان معها وكانت الحقيقة مصدر قوتها وسر مقاومتها كما كانت تؤمن بأن الحق لا يضيع والحقيقة لا تموت مهما تكالب عليها شهود الزور. ومرت الأيام والأشهر والسنوات وصوت - طنان - المطالبة بحقها يطن في كل آذان القرية ويقض مضجع غريمها وعدوها - طشان - الذي حاول إسكاتها بكل السبل بالتهديد والوعيد ثم بالضرب وإطلاق الرصاص على منزلها ولما فشلت كل هذه الممارسات في ثنيها عن المطالبة بحقها راح يسترضيها ويحاول إغلاق فمها بالقليل من الحنطة والحبوب لكنها لم تقبل وأصرت على استعادة حقلها المسروق بالكامل وكانت كلما رأت غريمها طشان يسير في دروب القرية أو رأته بين حشد من أهالي - قرية العكابر - أشارت إليه بإصبع الاتهام وصاحت بكل ما لديها من صوت "سارق ... سارق... اشهدوا لي على هذا السارق يا ناس حتى إن - طشان - كان يتصبب عرقا كلما رآها وسمعها تصفه باللص وتتهمه بسرقة حقلها ولأنه ضاق بها وبملاحقتها له فقد طلب من بعض أهالي القرية أن يتوسطوا بينه وبينها ويعقدوا صلحا بينهما ومع الموافقة على أن يتنازل لها عن جزء من حقلها المسروق إلا أنها لم تقبل بمبدأ الأرض مقابل الصلح والسلام. فالسلام يعني التسليم له بالحقل وإعلان الاستسلام, وطنان ليست من النوع الذي يمكن أن يتنازل عن الحق ولا حتى عن مجرد شبر... إنها امرأة عنيدة قوتها في لسانها. لها لسان مثل البندقية الرشاش والكلمات تخرج من فمها كالرصاص وهي تراهن على الزمن ولها قول مشهور تردده دائما وهو: "الأيام بيننا يا طشان" إن ما صيرت منك مجنون ماني طنان" صحيح إن طشان لم يجن حتى الآن. لكن إسرائيل قد جنت هذا العنف الذي يوجه ضد الفلسطينيين مما يؤكد أن إسرائيل قد بلغت ذروة الجنون.
A Kerim Razkhi
AW
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 771