أشياء في البال: برقيات
الإعانات التي وعدت بها الولايات المتحدة لضحايا طوفان «تسونامي» تساوي كلفة يوم واحد من الحرب في العراق... وتساوي تكلفة حملة الانتخابات الرئاسية للمرشحين بوش وكيري... هذا هو الوجه الحقيقي لجعجعة طاحونة الكذب.
الشرطة العراقية نشرت مطبوعة تشجع العراقيين على الانضمام للشرطة وفي المطبوعة صورة لشرطي بزي «سوبرمان» المطبوعة أثارت السخرية وفرخت النكت... لأن «سوبرمان» العراقي لا يمكن إلا أن يكون «سوبرمات».
مرشح للرئاسة الفلسطينية اعتذر عن أخطاء عرفات... واعتذر عن زلة لسان لما وصف المحتل بالعدو الصهيوني... هذه أول مرة اسمع فيها عن برنامج انتخابي يقوم على الاعتذارات.
نحن نعرف بالضبط عدد قتلى «تسونامي».. ولكن من يعرف عدد قتلى الفلوجة؟
بعض العرب يدعون إلى تسمية المقاومة في العراق بالارهاب... وفي جبهاتهم الداخلية يدعون مواطنيهم إلى التحلي بالوطنية والذود عنها... فهّمونا.. هل تريدون شعبا وطنيا أم شعبا شلبيا وفي أفضل الحالات علاويا.
الانتخابات القادمة في العراق لها وجهان... الأول هو حرص بوش على هذا الموعد ليتسنى له الهروب من الجحيم تحت شعار: بعد صناديق الموتى صناديق الاقتراع... والوجه الثاني هو أن هذا الموعد سينقل العراق إلى الحرب الأهلية وهناك سيصفي الجيران حسابهم.
ليس من الصدف أن تتزامن الانتخابات في بلدين عربيين محتلين، العراق وفلسطين... إنها الصناعة الاعلامية التي تريد أن توهمنا نحن العرب أن الديمقراطية لا تكون إلا تحت الاحتلال والوصاية... وهي فرصة تعطي الجلاد شرفا لا يستحقه.
جمال كرماوي
الشروق
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 2090