القذافي: الذي زرع ألغام في أراضي غيره ، عليه تكلفة نزعها وتعويض الذين تعوقوا منها

<img src=http://www.babnet.net/images/1b/babnetlogoggg.jpg width=100 align=left border=0>


وضع الزعيم الليبي معمر القذافي ورئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني الاحد حجر الاساس لطريق سريعة تمتد 1200 كلم على طول السواحل الليبية في منطقة طويشة على بعد 50 كلم شرق طرابلس.

. وتطالب ليبيا بهذه الطريق السريعة منذ وقت طويل في اطار تعويض 30 عاما من الاستعمار الايطالي لها بين العامين 1911 و1942، وستمول روما المشروع الذي سيعبر البلاد من الشرق الى الغرب، وتحديدا من الحدود التونسية حتى نقطة السلوم الحدودية المصرية.

وتزامن اطلاق هذا المشروع مع احياء "يوم الصداقة الليبية الايطالية" الاحد في طرابلس في الذكرى الاولى لتوقيع اتفاق الصداقة بين البلدين في 30 اب/اغسطس 2008. ويلحظ هذا الاتفاق تمويلات ايطالية تناهز خمسة مليارات دولار على مدى 25 عاما. وفي المقابل، التزمت طرابلس الحد من الهجرة غير الشرعية انطلاقا من سواحلها.




وألقى القائد معمر القذافي الكلمة التالية في حفل العشاء الذي أقيم بالمناسبة

" هذا اليوم الثلاثون من شهر هانيبال له معاني كثيرة .
هذا اليوم هو يوم الصداقة الليبية الإيطالية لأن في مثل هذا اليوم من السنة الماضية ، تم التوقيع على المعاهدة التاريخية بين ليبيا وإيطاليا في مدينة بنغازي .
هذه المعاهدة سميناها معاهدة الصداقة والتعاون ، وبهذه المعاهدة تم طي صفحة الماضي البغيض بين البلدين ، وتم فتح صفحة بيضاء جديدة في العلاقات بينهما .
هذه المعاهدة نصت على الإعتذار عن ما فعلته إيطاليا الإستعمارية القديمة ضد الشعب الليبي .
وتضمنت هذه المعاهدة جبر الضرر وتعويض الشعب الليبي عن الخسائر التي لحقت به من جراء ذلك الإستعمار ، حيث وافق البرلمان الإيطالي على أن تدفع ايطاليا للشعب الليبي تعويضاً على مدى العشرين سنة القادمة .
واليوم مع صديقي العزيز " برلسكوني " وضعنا حجر الأساس لطريق تاريخي عملاق هذا الطريق يبلغ طوله قرابة الألفي كيلومتر على طول الساحل الليبي على البحر المتوسط ، وسيكلف عدة مليارات من اليورو أو الدولارات .

إلى جانب ذلك قامت إيطاليا بتأسيس مستشفى في ليبيا لزرع الأطراف التي تعرض أصحابها للتعويق من الألغام التي زرعتها الدول المتحاربة في الحرب العالمية الثانية .
ويمكن لإخواننا الأفارقة العلاج في هذا المستشفى ، إذ ليس المتعوقين من الألغام الإيطالية فقط بل سيأتي لنا أناس متعوقون من الحروب الأهلية .
وأظن أن إخواننا الجزائريين ، سيكونون من أول المستفيدين من هذا المستشفى ، لأن الجزائريين تعوقوا كثيرا من جراء الإستعمار الفرنسي للجزائر .
وتضمنت هذه المعاهدة أيضا ، أن تستقبل الجامعات الإيطالية أعدادا كبيرة من الطلبة الليبيين للدراسة على حساب إيطاليا ،دفعة بعد دفعة ، وبإستمرار .
وبالإضافة إلى هذا الطريق العملاق ، ستستفيد عدد من المناطق الليبية التي تضررت بالحرب والألغام .



وبناء على هذه المعاهدة قد سمحت ليبيا للإيطاليين الذين تم طردهم من ليبيا بعد الثورة أن بإمكانهم زيارة ليبيا للسياحة أو العمل بعد أربعين سنة من الطرد .
نتأسف أن المدة طالت وبالتالي لم يعد منهم عدد كبير على قيد الحياة للاستفادة من هذه الفرصة ، فمن عشرين ألف إيطالي تم طردهم لم يتمتع بهذه الفرصة سوى مئات موجودين معنا هنا اليوم في هذا الحفل ، والسبب يرجع إلى أن الحكومات الإيطالية السابقة لم تكن لها الشجاعة لتوقع هذه المعاهدة مع ليبيا .

وكان من الممكن التوقيع على هذه المعاهدة في عام 1975 أو عام 80 أو في 90 ، ولكن كل هذه الحكومات لا نقول إنها لم تعمل شيئا ، فالحقيقة أنها قامت بعدة خطوات ممكنة وتم تتويجها في السنة الماضية .
ولكن الرجل الذي إمتلك الشجاعة الكافية ليوقع هذه المعاهدة هو صديقي بيرلسكوني ، بالإضافة إلى أن هذا الإعتذار أعاد الاعتبار للشعب الليبي وأعاد له حقه أيضا ، فإن هذا القرار الشجاع وهذه المعاهدة سيستفيد منها الشعب الإيطالي ما في ذلك شك .

الحقيقة أن هذا القرار الذي إتخذه صديقي "بيرلسكوني" شكّل سابقة تاريخية للعالم ، وينبغي على كل الدول التي إستعمرت غيرها أن تحذو حذو إيطاليا وأن يتمتع رؤساؤها بنفس الشجاعة التي تمتع بها "بيرلسكوني " .

بعد هذا القرار وبعد هذه المعاهدة ، بادر صديقنا "ساركوزي" وقال إنه سيعوض المناطق الجزائرية التي أجريت فيها التجارب الذرية .

ولكن نعرف أن هذا غير كاف ، وأن الشعب الجزائري لابد أن يطالب بنفس المطالب التي طالب بها الشعب الليبي من إيطاليا ، وأعتقد أن كل الشعوب التي أُستعمرت ستكون لها نفس المطالب وستنال هذا الحق .
وهذا مهم جدا حتى لا يتكرر هذا الإستعمار الذي ألحق الضرر بالغير .

يجب أن يُجبر هذا الضرر ، والذي زرع ألغام في أراضي غيره ، عليه تكلفة نزعها وتعويض الذين تعوقوا منها ، وهذا مطلب عادل وقانوني ، ولكي لا تتكرر هذه الأساليب الشنيعة .
ولعلمكم فقد قررنا أن نحتفل في مثل هذا اليوم مرة في ليبيا ومرة في إيطاليا ، لتأكيد هذه السابقة وتأكيد هذه الصداقة ..

وفي مثل هذا اليوم إن شاء الله من السنة القادمة سنحتفل في إيطاليا , والرؤساء الذين وصلوا اليوم في وقت مبكر لابد أنهم شاهدوا العرض الجوي الرائع الذي كان يجري على الشاطيء الليبي هنا .
هذا العرض الجوي الرائع قامت به الطائرات الإيطالية والطيارون الطليان ، جاءوا لكي يحيوا هذا اليوم وسيشتركون أيضاً بعد يوم الغد إن شاء الله في العرض العسكري بمناسبة الفاتح .
وهكذا هم الرجال الذين من أمثال بيرلسكوني قد غيروا مجرى التاريخ الذي كان سيئاً إلى حسن .
الطيارون الطليان الذين كانوا يأتون هنا ليقصفوا مدينة طرابلس جاءوا اليوم ليهنئوا الشعب الليبي بالذكرى الأربعين لثورة التحرر ، وهكذا نرى أن التاريخ تغير بالفعل .

وبهذه المناسبة ، شرف كبير بأن عدد كبير من أشقائي الرؤساء الأفارقة حضروا هذا اليوم ، وهم يستعدون - أخي الرئيس برليسكوني - للقاء غدا إن شاء الله في هذه الخيمة القريبة منا لعقد قمة خاصة للإتحاد الإفريقي لمناقشة محاولة حل النزاعات الإفريقية .

وقد جاؤوا بالإضافة لهذه الجلسة الخاصة بالنزاعات ، ليشتركوا بعد يوم الغد في الإحتفال الكبير بالذكرى الأربعين لثورة الفاتح .
نحن لن تكون هذه الإحتفالات للزينة والديموغوجية ، فهذه الإحتفالات فيها عبرة وفائدة ودروس مستفادة .
الإحتفال هذا اليوم ينهي تجربة الإستعمار ، وفي هذا اليوم نحن نعلن أن تجربة الإستعمار هي تجربة فاشلة ويجب أن لا تتكرر.
والإحتفال بالذكرى الأربعين للثورة ، إعتراف بأثر هذه الثورة في تحرير القارة الإفريقية ، وخارج القارة الإفريقية من الشعوب التي تكافح من أجل الحرية .
وعندما يشترك القادة الأفارقة في إحياء الذكرى الأربعين للثورة ، فلكي نبرهن على أن القارة الإفريقية ليست قارة مصابة بنكران الجميل .

ونحن نشكركم ونحييكم ، ونحن إخواننا الأفارقة مثلما عرفتمونا ، مستعدون للتضحية مرة أخرى من أجل الحرية .
ونهنيء الشعب الإيطالي اليوم أيضا إلى جانب الشعب الليبي ، وقد تم طي صفحة الماضي البغيض ، والآن يعني ضوء أخضر بين البلدين بدلا من أن كان أحمر.
وهكذا سيتمتع الليبيون والإيطاليون بهذه الصداقة وبهذه العلاقة ، بالسياحة وبالتجارة وبالأعمال .
والفضل طبعا مرة أخرى في الختام أقول لشجاعة صديقي "بيرلسكوني " الذي يتمتع بثقة الشعب الإيطالي ثقة منقطعة النظير لم يتمتع بها أي رئيس إيطالي .
وعليه نهنيء أنفسنا بهذا اليوم ."

Photo Credits : Jana


Comments


6 de 6 commentaires pour l'article 17190

Jamel  (Tunisia)  |Samedi 5 Septembre 2009 à 11:51           
Féliciation au deux peuples italienns et lybienns ,de plus c'est de courage de la part de deux présidents de signer une tell convention .

ICH  (Germany)  |Lundi 31 Août 2009 à 14:17           
هنيئاً للأخ القذافي وألف مبروك لك ولشعبك . كل ما ألاحظه في العقيد أنه ذكي جداً ، متماسك بأصالته ، لا يطأطئ رأسه ، كرامته قوية ، يدافع عن شعبه ، و يتحصل على اهدافه وله شعبية كبيرة في العالم قولاً وفعلاً . مع العلم بأني لست ليبياً أما ألحق يقال. شكراً يا معمر .

Baldaquino  (Tunisia)  |Lundi 31 Août 2009 à 13:26           
"nul ne peut demander aux fils de se repentir des fautes de leurs pères" rependait ainsi un certain sarkozy aux demandes de l’algérie à ce que le france s’excuse de colonialisme. le colonialisme c’est du passé, oublions-le, rappelez vous que nos prédécesseurs ont aussi leurs part de responsabilité là-dessus et les arguments ne manquent pas à ce sujet. c’est plus judicieux de nos jours que les ex-colonisés arrêtent de revendiquer la
reconnaissance de l’oppression et des crimes coloniaux (et ta3widh comme certains disent) et que les ex-colonisateurs cessent de défendre la « positivité » de la colonisation.

la perception mutuelle entre ex-colonisés et ex-colonisateurs est marquée par des stéréotypes construits pendant la colonisation et qui persistent encore. est ce que c’est raisonnable après tout ce temps ? c’est bien clair que non, il faut en fait rompre avec cette perception du fait coloniale dépassé par le temps et qui fait préjudice aux relations entre les peuples.

[{هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [سورة هود:61]}, le mot « iste3mar » dans le coran est un terme péjoratif ou mélioratif ? si c’est mélioratif, c’est une erreur alors de dire que les occidentaux sont des « mosta3miroun » et de parler d’ « iste3mar » dans ce cas. je crois que le mot « i7tilel » c’est plus correct.]

Fathi  (Tunisia)  |Lundi 31 Août 2009 à 09:33           
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَـٰلَمِينَ
louange à allah, seigneur de l’univers. (3) le tout miséricordieux, le très miséricordieux, .

مواطن تونسي  (Tunisia)  |Lundi 31 Août 2009 à 07:45           
@ sweety (gabon) !!!! babnet a du succé au gabon aussi, bravo babnet, si vous le permettez sweety, voulez vous bien vous présenter; je suis trés curieux d'avoir une idée sur vous, a vous.

bien jouer kaddafi, continue sur cette voie, et bon premier septembre.


Sweety  (Gabon)  |Lundi 31 Août 2009 à 01:56           
Bravo kaddafi
you are a true leader


babnet
*.*.*
All Radio in One