فعل باسكال مشعلاني : رغم حذرها لم تكن موضوعية تماما

ان من حق الفنانة باسكال مشعلاني عقد ما شاء لها من ندوات صحفية لتعبر فيها عن ارائها ولتصحح ما بدا لها من خطإ ارتكب في حقها. وقد نجحت في استدراج الصحف الوطنية التي حضرت ندوتها الاخيرة اثر مشاركتها في مهرجان قرطاج الدولي الى جانب الفنان السوري نور مهنى. ونقلت عنها كلامها ومنحتها المجال واسعا لتقول ما شاء لها حول تلك السهرة.
وان بدت لم تجانب اداب الكلام بخصوص الفنان نور مهنى ومررت قولها بذكاء الا انها اوحت بأن الرجل لا يساوي شيئا مقارنة بها هي صاحبة الرصيد الوافر من الاغاني على حد قولها مما يسمح لها بتأمين حفل بمفردها بقرطاج.. اما حججها في ذلك فهي ان نور مهنى ليس له انتاج خاص به او هو لا يملك من الاغاني الخاصة الا النزر القليل مؤكدة انها تترك الحكم للجمهور ليقول كلمته حولها وحوله.
ومن حسن الحظ اننا كنا من بين الجماهير الحاضرة في تلك السهرة التي صادفت ليلة السبت الماضي على مدارج مسرح قرطاج الاثري.. هذه الجماهير التي ليس لها ان تتدخل فيما يحدث داخل الكواليس كانت على موعد مع فنان كبير. وكما سبق وذكرنا في الحيز الذي خصصناه حول هذا الحفل، لم يكن نور مهنى في حاجة للبرهنة على انه فنان موهوب ويملك صوتا يلهب حماسة الجماهير ويجعلها تتفاعل معه في لحظات تجل واضح. نور مهنى وان كان لا يملك رصيدا وافرا من الاغاني الخاصة، فهو يملك اهم شيء في مجال الاغنية، الصوت والموهبة الالهية، وهذا شيء كما هو معلوم لا يكتسب ولا يشترى بالمال ولا بالدعاية ولو تجندت لذلك جحافل من العاملين لتسويق الفنان. نور مهنى، وهذا امر اساسي لم تذكره باسكال مشعلاني ولو ذكرته لكان كلامها اكثر موضوعية، يملك صوتا جميلا وقويا. وهو يكفيه من العناء ان ينشد بصوته حتى يسحر سامعيه ويجعلهم يباركون اللحظة التي قادتهم الى المسرح.
صحيح انه كان ينبغي له ان يشتغل اكثر وان يطور في انتاجه ولكن احيانا يفضل المرء «اجترار» القديم من الفن السليم على ان تكون له عشرات، بل مئات من الاغاني التي لا طعم لها ولا لون والتي يقع اعدادها في بضع ساعات لا غير. ولا نتصور ان نور مهنى غير قادر على توفير كم من تلك الاغاني ولكنه على ما يبدو لا يسعى وراء الكم حتى يقال انه فنان صاحب رصيد وافر من الاغاني. فموهبته وصوته الذي حبي به لا يسمحان له بأن يحيد عن طريق الفن الاصيل. ولحسن حظ الاغنية العربية انه لا تزال هناك قلة قليلة لا تزال تؤمن بالفن ولا تعامله كمجرد سلعة.
نحن ازاء ذلك لا رغبة لنا في الجدل او في اتخاذ موقف لصالح احدهم وضد الاخر. الا ان ما نقلته الصحف على لسان هذه المطربة اللبنانية بخصوص «خلافها» مع نور مهنى جعلنا نشعر بانها لم توف الرجل حقه كاملا. اذ لا ينفي عنها احد حقها في الدفاع عن نفسها وعن حظوظها في الساحة العربية ولكن كان من المفروض ان تعترف على الاقل للرجل بالموهبة وبالصوت الجميل وقد كانت شاهدة عيان ليلة السبت الماضي على مدى تفاعل الجمهور معه وهتافه له طيلة الفترة التي كان ينشد فيها على الركح ولم يطالبه بمغادرة المكان، بل كان مستعدا للمواصلة معه حتى الى ساعات متأخرة من الليل.. حصل ذلك والجمهور يعلم جيدا ان باسكال مشعلاني تنتظر دورها للغناء.
ونكررها مرة اخرى، ان باسكال مشعلاني لا تتحمل المسؤولية لوحدها في تلك السهرة، فقد تم الزج باسمين لا رابطة بينهما (فنيا طبعا) في حل واحد. ولكل منهما جمهوره الخاص. وكان من الممكن تجنيب كليهما هذا الخلاف الذي هما ليسا في حاجة له كما ان الجماهير لن تجني شيئا من تهجم كل فنان على الاخر.. اذ يكاد يسود الانطباع ان ساحة الغناء صارت بمثابة حلبة للصراع.
حياة السايب
Assabah
Comments
0 de 0 commentaires pour l'article 1671