روما: القذافي يُحرم من القاء خطابه في مجلس الشيوخ

دافع الرئيس الليبي معمر القذافي مساء الأربعاء عن قراره وضع صورة اعتقال قائد المقاومة الليبية المسلحة ضد الاستعمار الايطالي عمر المختار على بزته العسكرية عند وصوله إلى العاصمة روما في زيارة تاريخية للبلاد، وهي مبادرة نعتها سياسيون بـ"الاستفزازية".
وقال الزعيم الليبي في مؤتمر صحافي مشترك جمعه برئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني "إن الليبيين يرون شنق عمر المختار مماثلا لصلب المسيح بالنسبة للمسيحيين". وأردف هم المسيحيون يحملون الصليب على صدورهم"، في حين أن صورة قائد المقاومة الليبية التي على صدره هي مثابة "رمز" إلى كارثة إعدامه شنقا خلال الحقبة الاستعمارية الإيطالية من وجهة النظر الليبية.
وقال الزعيم الليبي في مؤتمر صحافي مشترك جمعه برئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني "إن الليبيين يرون شنق عمر المختار مماثلا لصلب المسيح بالنسبة للمسيحيين". وأردف هم المسيحيون يحملون الصليب على صدورهم"، في حين أن صورة قائد المقاومة الليبية التي على صدره هي مثابة "رمز" إلى كارثة إعدامه شنقا خلال الحقبة الاستعمارية الإيطالية من وجهة النظر الليبية.
وعقب لقائه الرئيس الإيطالي، جورجيو نابوليتانو، قال القذافي: "إيطاليا اليوم لم تعد الدولة التي كانت عليها، لأنها أدانت الممارسات الاستعمارية، واعتذرت عما سلف، وهذا ما دعاني للقيام بزيارتي هذه."
هنا النص الكامل لكلمة القذافي
يذكر أن إيطاليا قدمت اعتذاراً رسمياً لليبيا العام الماضي، وخمسة مليارات دولار كتعويض عن التجاوزات التي ارتكبت خلال حكمها الاستعماري بين عامي 1911 و1943.


صورة الشهيد عمر المختار عند اعتقاله
وكان الزعيم الليبي معمر القذافي أعلن أمس, أنه سيقدم مشروع قرار دولي, للتصدي للقرصنة قبالة السواحل الصومالية, فيما أثارت دعوته الى القاء كلمة أمام مجلس الشيوخ الايطالي اليوم الخميس, انتقادات من قبل المعارضة.
وقال عقب لقائه الرئيس جورجيو نابوليتانو في روما "نحن بصدد تقديم مشروع قانون للأمم المتحدة لحل معضلة القرصنة", مضيفاً أن الفكرة تتضمن إقامة "منطقة حماية اقتصادية" للمياه الصومالية, مقابل تخلي الصوماليين عن القرصنة.

القذافي بانتظار نزول ابن عمر المختار من الطائرة في روما
وأوضح أن ليبيا ستقدم "نسخة مشروع القرار إلى الإيطاليين والأوروبيين والمجتمع الدولي, على أن تطرح أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر المقبل".
بدوره قال نابوليتانو الذي استقبل القذافي في قصر الرئاسة, إن من الضروري "الاعتراف بذرائع الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء, وفق مبدأ دولتين لشعبين", مضيفاً "استمعت من القذافي لحديث بالغ الاعتدال, ويتحلى بأعلى درجات المسؤولية حول مشاكل القارة الافريقية".
في غضون ذلك, أثارت دعوة مجلس الشيوخ الايطالي للقذافي الى إلقاء كلمة أمامه اليوم, جدلاً قويا من قبل المعارضة, حيث وجه السيناتور في "الحزب الديمقراطي" روبيرتو ديللا سيتا, سؤالا لوزيري الداخلية والخارجية, قائلا "حسن أن تستقبل ايطاليا ككل البلدان الديمقراطية الطغاة أيضا, لكن الحفاوة التي حظي بها العقيد القذافي كنجم روك, هذا المتسلط الذي يخضع بلاده لحكم ديكتاتوري دموي, شخصي وعائلي منذ أكثر من أربعين عاما, غير لائقة تماما".
وأضاف "بالطبع ينبغي معاملة الزعيم الليبي كرئيس دولة", لكن "من دون مبالغة, فلماذا يغلق بوجه الناس أحد أكبر متنزهات العاصمة (دارة بامفيلي), للسماح له بنصب خيمته?", ولماذا "يُستضاف بكل فخر في مجلس الشيوخ, الذي يمثل أرفع مكانة رمزية بالنسبة للديمقراطية والحرية?", ولماذا "يتاح له القيام بمواقف تهريجية مخجلة, كإلقاء كلمة في قاعة يوليوس قيصر في مقر بلدية روما?".
وكان رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني, حضر شخصياً إلى مطار تشامبينو العسكري, خلافاً للأعراف المتبعة, ليكون في مقدمة مستقبلي القذافي والوفد المرافق له, وبعد تبادل القبل بينهما, توجه الزعيمان إلى منصة الشرف, حيث عزف النشيدان الوطنيان لإيطاليا والجماهيرية الليبية.
Comments
3 de 3 commentaires pour l'article 16109