أرشيف مزالي, بلخوجة, قائد السبسي في متاهات المغالطات

تحت عنوان « أرشيف القلوب في متاهات المغالطات » يكتب الأديب و المفكر مصطفى عطية على صفحات جريدة الصريح ما اعتبره مغالطات و وقائع وهمية واردة بمدونات أرشيف السادة محمد مزالي, الطاهر بلخوجة و قائد السبسي.
وفي حلقة أمس تعرض مصطفى عطية على ما ذكره هؤلاء في كتبهم حول وقائع انتفاضة الخبز.
وفي حلقة أمس تعرض مصطفى عطية على ما ذكره هؤلاء في كتبهم حول وقائع انتفاضة الخبز.
وهذا بعض ما جاء في مقال مصطفى عطية


وبعد أن يذكر مصطفى عطية بشهادتي كل من الطاهر بلخوجة والباجي قائد السبسي اللذان اتفقا على الإقرار بوجود اجتماع بين بورقيبة وبعض أعضاء الحكومة صبيحة 6 جانفي قبل إلقاء بورقيبة لتصريحه الشهير المتعلق بالعودة إلى الثمن الأصلي للخبز يصر مصطفى عطية على أن هذا الاجتماع لم يحدث أبدا

فلماذا لجأ الباجي قائد السبسي الى مجاراة الطاهر بلخوجة في هذا الخطأ الفظيع . خاصة وأن حجم المسؤولية عليه أكبر, باعتباره كان عضوا بالحكومة وشاهدا فعليا عما حدث , في حين أن بلخوجة كان خارج الحكومة واستقى المعلومات من مصادر أخرى لا تكون عليمة أو ذات مصداقية؟
سؤال محير فعلا
شهادة الصحف
أكدنا أن بورقيبة لم يجتمع بوزرائه خلافا لما ذهب اليه بلخوجة وقائد السبسي, إذ لم يلتق صباح السادس من جانفي إلا وزير الإعلام وفنيي التلفزة لتسجيل كلمته, وتشهد على ذلك الصحف الصادرة يوم السبت 7 جانفي, والتي تعرضت لأنشطة الرئيس المتعلقة بالعودة الى الثمن الأصلي للخبز...
...
... ولا وجود لأي إشارة خاصة بذلك الاجتماع الوزاري المزعوم, الذي اختلقه بلخوجة لأسباب غير معلومة وتبناه الباجي قائد السبسي, بعد أن أضاف اليه ذلك المقترح / التصحيحي / الذي ادعى أنه قدمه لبورقيبة فوافق على إضافته إلى تصريحه الشهير...
المرجع المستراب
بحثت طويلا في الأسباب الكامنة وراء هذا الجنوح نحو المغالطة واختلاق أحداث وهمية , فاكتشفت أن السيدين الطاهر بلخوجة و الباجي قائد السبسي قد نهلا معلوماتهما من مرجع واحد فسقطا في الخطأ الذي روج له هذا المرجع, ألا وهو // حولية شمال إفريقيا لسنة 1984// إذ جاء في الصفحة 967 منه بقلم جون بول برا , من المعهد الدولي للإدارة العمومية بباريس ما يلي: :
"على اثر اجتماع وزاري مضيق انعقد صباح السادس من جانفي قرر الرئيس أخيرا إلغاء مجموع قرارات الترفيع المقترحة وأعلن رئيس الدولة هذا الاجراء قي كلمته التلفزية , التي تم بثها في الساعة الحادية عشرة صباحا (الصحيح هو العاشرة صباحا ), مع تأكيده على أنه لا يمكن انطلاق العمل بقرار الإلغاء إلا بعد عودة الهدوء وبسط النظام في كامل البلاد "
هكذا نقل السيدان الطاهر بلخوجة و الباجي قائد السبسي. الاستنجاد بذاكرتيهما أو ببعض الذين عايشو تلك الأحداث عن قرب. وعندما أخص الباجي قائد السبسي بهذا اللوم فلأنه كان وزيرا في حكومة بورقيبة خلال تلك الفترة, وعنصرا فاعلا في صناعة الأحداث , وما كان عليه أن يستنجد برواية كاتب فرنسي غير دقيق و مجهولة مصادره, إلا أن كان ينوي استغلال تلك الواقعة المزعومة للإيهام بأنه لعب دورا "اصلاحيا" , في تلك المسألة عبر المقترح الذي ادعى أنه قدمه لبورقيبة فتبناه في تصريحه التلفزي.

Comments
4 de 4 commentaires pour l'article 15653