عندما تكون الغيبوبة نعمة

<img src=http://www.babnet.net/images/imgfes/laugh2.gif width=100 align=left border=0>


تناقلت جميع صحف العالم كلمة "ماما" التي نطق بها تيري واليس، فعلى الرغم من أن واليس يبلغ من العمر الآن 39 سنة، إلا أن صدور تلك الكلمة عنه، أنعش الآمال في قلوب الملايين الذين يعاني ذووهم وأحبابهم في مناطق مختلفة من العالم، من حالات الشلل التام أو ما يقرب من الموت السريري (الدماغي)، ففي يوليو من عام 1984 كان واليس يستقل شاحنة يقودها أحد أصدقائه، عندما انقلبت وسقطت في نهر في ولاية اركنسو الأمريكية، ومات صديقه على التو، وظل واليس منذ يومها في غيبوبة تامة، إلى أن أفاق فجأة قبل بضعة أيام ورأى أمه تقف إلى جواره فناداها: ماما وكانت فرحة الأم أضعاف فرحة أي أُم بكلمة ماما عندما ينطقها وليدها لأول مرة في طفولته، وشيئا فشيئا بدأ واليس يفيق ويعي الأشياء حوله، ولكن الأمر سيستغرق منه طويلا لأنه كان في حالة غياب عن الكون طوال 19 سنة بالتمام والكمال،... وبعد أن يسترد وعيه كليا أو جزئيا سيستمع إلى طائفة من الأنباء التي ستجعله يتمنى لو واصل الغيبوبة والغياب،.. ليس لأن شخصا مثل جورج بوش نجح في أن يحكم بلدا مثل الولايات المتحدة، وليس لأنه كان شيوعيا وسيحزن عندما يعرف أن الاتحاد السوفيتي "تعيش أنت"!! ولكن لأن عائلته - اللهم لا حسد - حققت إنجازات باهرة خلال سنوات غيبوبته!! وقد يفرح عندما يقولون له إن ابنته أمبر، التي كان عمرها بضعة أشهر عندما أصيب في الحادث صارت موظفة "قد الدنيا".. ولكنني لا أستطيع التكهن برد فعله عندما يعلم أنها راقصة!! قد يفرح ويصيح: ذات إز فانتاستيك،.. رائع،.. باليه أم أوبرا أم رقص تعبيري أم فرقة روك؟ ولا هذي ولا تلك يا تيري واليس، البنت رقاصة ستريبتيز، يعني ترقص من غير هدوم...كلش!! ولكنها "محافظة": من البيت إلى المرقص ومن المرقص إلى البيت!! وقد لا تفرق مع واليس كون بنته راقصة تتعرى أمام الرجال، لأنه وبرغم أنه يبلغ من العمر 39 سنة حاليا، إلا أن عقله ما زال عقل الشاب ابن العشرين الذي أصيب في الحادث!! ولكن لا أعرف كيف أو ماذا سيكون رد فعله عندما تصارحه زوجته ساندي بأنها رزقت بثلاثة عيال خلال سنوات غيبوبته!! وقد يصيح واليس: بالتلقيح الصناعي مني؟ كي تحسي بأني ما زلت معك؟ كم أنت نبيلة!! فترد عليه ساندي: جاتك نيلة!! أنجبتهم من صديقك + + +!! والغريب في الأمر أن ساندي هذه وبكل بجاحة رفعت دعوى على والدَي زوجها تيري تطالب فيها بحضانته، أي حضانة تيري بوصفه محتاجا للرعاية، على الرغم من أنها كانت ساهية ولاهية عنه لقرابة عشرين سنة!! وسر تمسكها بزوجها هو أن ذلك يجعلها وصية عليه ويعطيها حقا في البيت الذي يملكه!! لا نفهم معنى تعبير "حياة خير منها الموت" إلا عندما نسمع بمعاناة أشخاص مثل تيري واليس!! ليس لأنه يعاني وسيظل يعاني من إعاقة شديدة ولكن لأن ظلم ذوي القربى شديد الوقع والمرارة!!.
جعفر عباس



Comments


0 de 0 commentaires pour l'article 1490


babnet
All Radio in One    
*.*.*
Arabic Female